قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ، فقالوا: يا نَبِيَّ اللَّهِ، فمَن لَمْ يَجِدْ؟ قالَ: يَعْمَلُ بيَدِهِ، فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ ويَتَصَدَّقُ قالوا: فإنْ لَمْ يَجِدْ؟ قالَ: يُعِينُ ذا الحاجَةِ المَلْهُوفَ قالوا: فإنْ لَمْ يَجِدْ؟ قالَ: فَلْيَعْمَلْ بالمَعروفِ، ولْيُمْسِكْ عَنِ الشَّرِّ، فإنَّها له صَدَقَةٌ ).
الراوي : أبو موسى الأشعري. المحدث : البخاري. المصدر : صحيح البخاري. الصفحة أو الرقم: 1445.خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
شرح الحديث :🍃
في هذا الحديث يخير النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بأنَّ على المُسلِم في كلِّ يومٍ-مَهْمَا كان غنيًّا أو فقيرًا- صَدقةً، فقِيل له: فإنْ لم يَجِدْ ما يتصدَّق به؟ فدلَّهم صلَّى الله عليه وسلَّم على أنْ يَعملَ بيدِه ما يعودُ عليه بالكسبِ لنفسِه ويتصدَّقَ مِن هذا الكسْبِ، فقِيل: فإنْ لم يَستطِع أن يعملَ، أو لم يَفعل عجزًا وكسلًا؟ فدلَّهم صلَّى الله عليه وسلَّم على ما هو أيسَرُ بأنْ يُعِينَ ويُساعدَ المحتاجَ المَلْهُوفَ، أي: المكروبَ والمستغِيثَ، قِيل: فإنْ لم يَفعل؛ لعدم قُدرة أو لِكَسَلٍ؟ فقال: فَلْيَأمُر بالخيرِ (كأمرٍ بمعروف أو نَهْي عن مُنكَر)، قِيل: فإنْ لم يَفعل؟ فدلَّهم صلَّى الله عليه وسلَّم على عمَلٍ آخَرَ، وذلك بأنْ يُمسِكَ نفْسَه عن فِعل الشرِّ؛ فإنَّه له صَدَقَةٌ على مَن تَرَك فِعلَ الشرِّ به، وعلى نفسِه بعدمِ تَأْثِيمِها بفِعلِ الشرِّ؛ فإنَّ تَرْكَ الشَّرِّ عَمَلٌ وكسْبٌ يُثابُ عليه العبدُ إذا كان تركه مِن أجْلِ الله تعالى.
وفي الحديثِ: أنَّ المؤمنَ إذا لم يَقدِر على بابٍ من أبوابِ الخيرِ ولا فُتِح له، فعليه أنْ يَنتقِلَ إلى بابٍ آخَرَ يَقدِر عليه .