عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 13-09-2020
راعية مشاعر غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
آوسمتي
لوني المفضل Plum
 إنتسابي ♡ » 615
 آشراقتي ♡ » Aug 2020
 آخر حضور » 29-10-2020 (03:53 AM)
موآضيعي » 195
آبدآعاتي » 21,959
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » الفني♡
آلعمر  » 17سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
الاعجابات المتلقاة » 589
الاعجابات المُرسلة » 362
 التقييم » راعية مشاعر has a reputation beyond reputeراعية مشاعر has a reputation beyond reputeراعية مشاعر has a reputation beyond reputeراعية مشاعر has a reputation beyond reputeراعية مشاعر has a reputation beyond reputeراعية مشاعر has a reputation beyond reputeراعية مشاعر has a reputation beyond reputeراعية مشاعر has a reputation beyond reputeراعية مشاعر has a reputation beyond reputeراعية مشاعر has a reputation beyond reputeراعية مشاعر has a reputation beyond repute
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
مشروبك   hot-chocolate
قناتك abudhabi
اشجع naser
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 24
تم شكره 489 مرة في 315 مشاركة
افتراضي أم الشهيد.. بقلمي



الحياة هي أثمن هبات الله ونعمه علينا
ولكن في لحظه تنتزع منا هذه الهبة
في لحظه أو حتى اقل تسقط القنابل لتحصد البشر
تهبط لتحول الأجساد إلى أشلاء متناثرة فيفقد هذا أخ و أخر ابن
وانأ أب و أخ معا
لذا هربت ..ليس من الموت فكم كنت أراه رحمه بعد ما حدث
ولكن هربت لان القنابل لا تفرق بين كبير وصغير
بين مسلم ويهودي ,بين صاحب حق ومناصر للباطل
لا اعرف كيف احتملت أمي تلك الصدمة!
كيف احتملت أن تكون ثكلى و أرمله في يوم واحد وبقنبلة واحده!!؟
ولكن أنا لم احتملها ولا أريد أن احتملها
هربت مع زوجي و ابني الوحيد لأحد الدول العربية
أردت أن اجعل لابني مستقبل مشرق وأمل في غد بلا دموع ولا خوف
حاولت كثيرا إقناع أمي بان تأتي معي أو على الأقل تعطيني أختي الصغيرة
لأبعدها عن الطلقات ولكنها رفضت ، حملت في كفها قليل من تراب ارض مزرعتنا
وهي تقول ومن يزرع هذه بعد أن دفن بها أبوك وأخوك ..هل اهجرهما بعد كل
هذا العمر؟!و الله لا افعلها حتى ادفن بقربهما
ومع إنها لم تحاول منعي ولم تذرف دمعه لرحيلي
إلا أنى أشحت بوجهي عنها فنظراتها كانت ابلغ من أي كلمه تقال..
استقريت وزوجي في احد الدول العربية و التي مازالت تقبل بوجودنا مع بعض
التحفظات بالطبع ولكن من يهتم؟!
كنت احمل الأمل بالعودة يوما ما إلى أمي ولكن ليس ألان ليس و أنا أرى أشلاءهم
تنزف أمام عيني
كنت أحادث أمي يوميا ولكنها لا تجيبني بأكثر من أنا بخير أختك بخير كيف حال ابنك
وزوجك
لم تسألني مره عن حالي أنا حتى بعد أن علمت بإنجابي لتوأمي لم تسألني إلا عنهم
لا اعلم لم تتعمد إيلامي حتى حين أخبرتها بالمضاعفات التي حدثت لي وكيف اضطر
الطبيب لاستئصال الرحم ..لم تسال عنى فتعمدت هجر اتصالها
توقفت عن الاتصال بها إلا في الأعياد..ومرت الأيام و السنين ليكبر أبنائي
ابني الأكبر طبيب حاصل على الماجستير في الأعشاب الطبية وتوأمي احدهم
مهندس زراعي و الأخر صيدلاني يحضر دراساته العليا في علم النباتات الطبية
فقد شجعه أخوه الأكبر عليها أما زوجي فبعد كل هذه السنون أنهكه التعب ولم
يعد يفكر إلا بالعودة لأرض الوطن لم يعد يريد إلا أن يدفن هناك
...ولم اهتم...
ولم اهتم فهروبي من هناك يوما لا يعنى أبدا عودتي الآن ومن اجل ماذا من اجل
أن يدفن هناك وهل يضر الميت أي مكان يدفن به وبدأت اعد العدة لأزوج ابني
الأكبر انتقيت له أجمل الفتيات ولكنه دائما كان يرفضهم بل يرفض الحديث عن
الزواج تماما إلى أن جاء اليوم الذي عرفت به السبب
سبب رفضه الزواج سبب عدم شراءه لملابس جديدة لنفسه
كنت أظن في البداية انه يجمع المال لكي يتزوج ولكن بعد أن سمعت مكالمته
بالصدفة البحتة علمت أن ابني احد رجال المقاومة
كان يحول دخله كله لهم يعد الخطط ويتمنى لو تمكن من العودة ليشارك بروحه
كما شارك بماله
في ذلك اليوم صرخت كما لم اصرخ من قبل .. بكيت والدي و أخي لأول مره
بكيتهما بحرقه كأنهم ماتوا الآن ولم أكن أتخيل أن ابني يبكيهم بطريقته
يبكيهم بطريقه جدته لامه التي بقيت هناك من اجلهم
حدد مستقبله بما يفيد هناك وحضر دراسته العليا ليستغنى عن الدواء
لم اربط من قبل تحضيره للدكتوراه ودراسته العليا في الأعشاب الطبية بعد مجزره
جنين لم اربط بينهما مع انه اخبرني بنفسه بان من نجى منهم لم يجد العلاج
و الدواء ورفعت السماعة لاتصل بأمي .. لأخبرها باني أخيرا وعيت لقولها
لأرجوها بان تسامحني ..أن تغفر لي جبني وهربي
أعدها بالعودة إلى أحضانها في القريب العاجل
ولكني صدمت بأنها على فراش الموت لا تعرفني ولا تعرف احد بالدنيا
سالت لما لم تخبروني ؟ أجابتني أختي وهل يعرف أي منا هاتفك
شعرت أنها تبتسم ابتسامه أمي ..
تلك الابتسامة التي تحمل الكثير و الكثير من المعاني ولم اجب بشيء
فهذا خطأ اقترفته أنا ولا بد أن أتحمله
أغلقت الهاتف وأنا أقول سأحضر حالا اخبريها أنى قادمة فقط اخبريها
وأسرعت اخبر زوجي و أصر على السفر
وكان لي ما أردت ... طوال الطريق إلى هناك لم أتوقف عن الدعاء ..أردت رؤيتها
إلقاء نفسي في أحضانها
دعوت من قلبي أن يمهلني الوقت لأطلب منها السماح و المغفرة
ورايتها ....مجرد خرقه باليه ملقاة على سريري أنا
لم استغرب رؤية أختي زوجه وأبنائها كأقمار درية من حولها
ولكن استغربت نوم أمي في غرفتي
اعرف أنها لا تشعر بالراحة إلا في غرفتها حيث تشعر بوجود أبي حولها فسالت..
سالت وأنا أجرم أختي في قلبي فبالتأكيد نقلتها هناك لكي تحصل على الغرفة الكبرى
وصعقت حين قالت أختي أنتي لا تعرفينها أمك تغيرت كثيرا منذ رحيلك
لم تعد تشعر بالراحة إلا هنا و لا تنام إلا هنا
فهنا تستنشق رائحتك ..ستجدين كل ملابسك كما هي لم تلقى منها شيئا
كانت دائما تقول انك عائده وجل ما تمنته يوما أن تراك قبل أن تموت
ألقيت نفسي على أمي وأنا أقول لم أخفيتي كل هذا عنى ؟ لماذا لم تقولي لي
لو أخبرتني لما رحلت ..لماذا يا أمي لماذا؟
لا اعرف هل هذه هي الصحوة أم هو خيالي
ولكنها أجابتني لأنه كاس لابد أن تتذوقيه بنفسك
لا استطيع ردعك وأنا أم واعلم ما في قلب الأم وقد احتمل فرقتك وأنتي سعيدة
على بقائك وأنتي تعيسة ولكن قلب الأم هو من اخبرني بأنك عائده يوما ما
عائده لتبقى فابنه الشهيد وحفيده الشهداء وأخت الشهيد لن تبقى بعيده عن
ارض الوطن ولن تهنئا إلا هنا حتى لو قتل أمام أعينها كل عزيز و غال عليها
احتضنتها طلبت منها أن تسامحني فضحكت وهي تقول هل يغضب قلب الأم على
مثلك أبدا ابتسمت وبدأت اعرفها على أبنائي
أحطناها جميعا أنا وزوجي و أبنائي وأختي وزوجها و أبنائها
كانت تبتسم لنا بسعادة وهناء
بدأنا نثرثر حتى لم يعد أي منا يستمع للأخر
نظرت لى أمي ولأختي ونطقت بأسمائنا فاقتربنا منها أكثر
ابتسمت بفخر للهفتنا عليها ونظرت لنا جميعا بحب لتقول
الآن استطيع أن الحق بابيك وتهدج صوتها وهي تكمل
فقد ارتاح قلبي برؤيتكم جميعا هنا.. اشهد أن لا اله إلا الله وان سيدنا محمد عبد
الله ورسوله ،،
تشبثت بيد ابني الأكبر فلم تفلتها منذ قبلها واحتضنها حال وصولنا وخصته بأخر
ابتسامه لها
كنت اعلم أنها تموت شعرت بذلك في قلبي شعرت أن ربي منحني فرصه أخيرة
لأكفر عن ذنبي
عن ابتعادي عنها عن كل أخطائي لم أكن بحاجه لسماع حشرجتها لأعلم أنها تموت

بكيت لم استطع منع نفسي وضعت يدي عليها وأنا أقول لا تذهبي الآن
انتظري قليلا ..لم اشبع منك بعد
لم أعوض كل ما فعلته بك لا تتركيني أنا بحاجه لك ليس الآن يا أمي
نظر لى ابني نظره حانية وهو يأمرني بالصمت يأمرني أن أقول لا حول ولا قوة
إلا بالله.. يأمرني الا اغضب ربي أكثر ..يأمرني وهو ابني فامتثل فقد صدق و الله

صلينا عليها وبدأنا في مسيرتنا لدفنها
فجأة.... شعرت بمن يدفعني بعيدا
صرخات هنا و هناك ورائحة بشعة.. رائحة احتراق لحم بشري ودماء متناثرة هنا
وهناك
لم أفق من ذهولي ولم استوعب ما حدث بسهوله خاصة وأنا اشعر بثقل كبير علي
فتحت عيني لأرى مقاتله تبتعد..... قذفتنا؟
لماذا؟
هل أمي ناشطة سياسيه فاتوا لاغتيالها بعد وفاتها؟
نظرت ابحث على جثمان أمي فوجدته هناك على الأرض كما هو لم يمس بأذى
حاولت بكل جهد أن أتحرك
أن أسرع إليها..احتضنها واكلمها..اهمس لها بان الله أكرم من أن يجعلها تدفن بدون احتفال
فما أجمل هذا الاحتفال بنصرك وصبرك
بدأت أحرك أطرافي وانظر لذلك الثقل الذي يرزح على صدري
لم يكن ابدآ ما تخيلته
لم يكن بقايا من حجر او حتى أشلاء إنسان
كان انسان كامل.. لم أدره لا أرى وجهه ولكن بيدي بدأت ابحث عن تلك المادة
اللزجة التي اشعر بها تغرق صدرى ويدي ..أريد أن اعرف منى آم منه
دمعة حارة نزلت من عيني حين وجدت الدم منه ولم اعرف أنها ستكون أخر دمعة
اذرفها وبأعلى صوتي ناديت على ابني الأكبر فهو طبيب هو من يستطيع تحريك
هذا الجسد المتهالك على دون أن يضره
ولكن لم أرى إلا وجه زوجي وقد ملئه الدمع و ابني الأصغر
نظرت لهم باستغباء غريب ..أين ابني ..وتذكرت
فجاه تذكرت .. تذكرت صوته ودفعه لى
تأكدت أن من يحتضنني معبرا عن حبه ووفاءه وطاعته ليس إلا ابني أنا
همست باسمه فلم يتحرك .. حاولت ان أحركه بهدوء .. فلم يستحب
لا اعرف مابه ...لالالالالالا
كنت اعرف مابه ..اعرف ان القنابل لا تفرق بين كبير وصغير
بين ظالم ومظلوم ..كنت اعرف انى هربت به لكي لا يقتل لأعود به ليقتل
لأعود وأصبح رغما عن انفي
ام الشهيد
ولكن هذه المره لم اخف من اللقب
بل فرحت به
فرحت بوجهه الملائكي وهو يبتسم
وكان ابتسامته لى وجهه كان على يدي يقبلها وكان كل ما يطلبه ان أرضى عنه
أسامحه
وليته عرف أنى من اطلب السماح منه
دفنته مع أمى في قبر واحد فهى أولى به
فصبرها عوضها به عنى

من اوراقي القديمه 2006
راعية مشاعر


Hl hgaid]>> frgld gl hgaid] frgln




Hl hgaid]>> frgld gl hgaid] hgaid]>> frgln




 توقيع : راعية مشاعر


мᾄʀἷὄ

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ راعية مشاعر على المشاركة المفيدة:
 (13-09-2020),  (16-09-2020)