كان عبدالله يراقب أغنام والده وهي ترعى بعد العصر بالمزرعة
بينما والده يردم المجرى ليتجه الماء لحوض ورقيات منوّعه
لمتناول البيت(جرجير/ بصل/ بقدونس/ كزبره) قبل أن يحصده
أما أخوان عبدالله الصغار فيسبحون في البركة وتعلو أصواتهم
صوت مكينة الماء وانتبه عبدالله على صوت والده يناديه ومعه
رجل يقف بجانب سيارته خارج سور المزرعة وبعد محاولة يائسة
من والد عبدالله إعتذر الرجل عن ضيافته ولما أقترب منهم عرف
الرجل فهو والد أعز أصدقاءه الذي يدرس في الجامعة بالرياض
أقبل عبدالله فقبّل رأس الرجل وتركهم والده بطلب من الرجل
آمر يا عم ... وأنا عمك سعود من بدأ يروح للرياض وهو
متغيّر ولا ندري وش فيه ...وبدا متأثراً ونبرات صوته تختفي
وأخذ يستجمع نفسه حتى يتمكن إبلاغ عبدالله بما يريده منه
طيب يا عم وش اللي أقدر أساعدك به ... يا ولدي أبيك تروح
وتعلمنا وش اللي مغيّره وخلّاه يتركنا بالأسابيع
ما نشوفه ويعتذر انه ما يسمع إتصالاتنا على جواله ...
فأخذ عبدالله يرجوه أن يتناول واجب ضيافته إلا أن الرجل ودّعه
قائلاً: أحرص يا ولدي فترى ما لنا إلا الله ثم أنت وأنت عارف
إني ما قد رحت الرياض ولا أعرف بها أحد إلا ناس ما أمون عليهم
ساعد عبدالله والد صديقه حتى ركب سيارته ثم ذهب ليخبر والده
ف شدّد والده بأن عليه أن يسرع لمعرفة وضع سعود وينقل لوالده
حقيقة الأمر ... ركب عبدالله سيارته وبدأ يتصل ب ولكن لا مجيب
فدخل الرياض وهو لا يدري أين يذهب وطال به الوقت فأرسل
رساله لسعود بأنه إن لم يرد على إتصاله قبل أن يغادر الرياض
فسيقطع علاقته به نهائياً ... وماهي إلا عشر دقائق حتى إتصل
سعود وأخذ يحلف أنه لم يكن قريباً من جواله ... ثم جاءه وتوجها
إلى فندق وحين توقف سأله عبدالله إلى أين قال
سعود حجزت لك في فندق قال ما جئت لأجل السكن وسأغادر
اليوم دعنا نذهب إلى منزلك ... لاحظ عبدالله الإرباك على
سعود وأسكته الصمت وجعله مشوّش التفكير ولا يعلم كيف يرد
ويتمنى الذهاب لأي مكان إلا منزله .... ولكي يضغط عليه عبدالله
ركب سيارته ولم يترك له فرصه أن يعتذر مبتسماً إبتسامة المنتصر
ولحق بسعود وهو يتابعه وتفكيره مع أبو سعود وكيف
يبلغه عن ملامح ابنه غير المستقره وتفكيره المشوّش ونظراته
الخوف من إكتشاف ما يخفيه ولما وصل للمنزل بادره سعود
ب كلمه أستر ما ستواجهه في بيتي لأنك
ستعرف حقيقة مفهوم العزوبية ... لا يهم ما دام أنه منزل
أحب الناس لقلبي ... كان المنزل صغير رغم ما يحظى به من
موقف لسيارة سعود ... ولما دخلا المجلس وجد عبدالله منافضٌ
زجاجية كثيرة وممتلئة بأعقاب السجائر ولوحات على الجدران
من رسومات للزومبي (جثث متحركة) غريبه ومخيفة ... بينما
سعود يتدارك الموضوع بترتيب سريع للمجلس ورفع الإرجيله
ولياتها عن طريق عبدالله ويجمع بعض الأوراق وبعض الملابس
الخاصة بأصدقاءه ويرفع المناديل المتناثره في كل مكان وحين
حاول عبدالله المساعده أقسم سعود بأن يدير التلفزيون ويشاهد ما
يريد من قنوات قال عبدالله أريد أن أصلي فأشار له سعود عن
دورة المياة (أجلّكم الله) دخل عبدالله ووجد المكان غير نظيف
وخانق فأخذ يضع الملابس المتناثره في مغسلة الملابس بعد
إزالة تجمّع ماء غسيل له أيام وجدّد الماء ووضع صابون وشغّلها
واستغرب من وجود استريو في الحمام وأشرطه متناثره فرتّبها خارجه

(إنتظروني في الجزء 2) ........ تحيتي لكم