24-11-2021
|
|
البشارة في سورة يونس
تبدأ سورة يونس في أول آياتها بالبشرى
للمؤمنين بما ينتظرهم عند الله من الثواب والأجر الكريم ( وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ) وهذا الثواب هو الجنة والزيادة عليه هو النظر إلى وجه الله الكريم وهو ما جاء في قول الله تعالى في هذه السورة ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) وأي ثواب أعظم وأكرم من ذلك .
وفي السورة أيضا البشرى لأولياء الله ( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) وبيّـنت الأية أن تحقّـق الولاية وثمراتها مربوط بشرطين هما الايمان والتقوى : (الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ) .
ثم تأتي آيات سورة يونس بالبشرى بالنجاة من العذاب لمن آمن واستقام على طريق الحق ، لا سيّما في ذكر قوم يونس – عليه السلام - التي سميت السورة باسمه ( فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) وهذه قاعدة مطّردة مع كل الرسل والدعاة إلى يوم القيامة (ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ)
ثم يأتي خير ختام للسورة ليذكر بمسؤلية الاختيار بين طريق النذارة وطريق البشارة ، وتحمّل ما يترتب على هذا الاختيار من عواقب ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ )
ثم تأتي الأوامر تباعاً في نهاية السورة ترسم لك الطريق لتكون من أهل البشارة ( وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) وقوله ( وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ ) أي استقم على الطريق القويم ، ولا تذهب عنه يمنة أو يسرة فلن ينفعك أو يضرك أحد من دون الله ، ولا بد من الصبر بعد الاتباع فكان الختام في أخر آية في السورة ( وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ) .
جعلنا الله وإياكم من أٍهل البشارة الفائزين
اللهم آمين
hgfahvm td s,vm d,ks w,vm
hgfahvm td s,vm d,ks d,ks w,vm
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|