عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-2023   #7


الصورة الرمزية رآجہل مہتمہيہز

 إنتسابي » 1207
 آشرآقتي ♡ » Dec 2022
 آخر حضور » منذ 4 أسابيع (08:03 AM)
موآضيعي » 85
آبدآعاتي » 83,375
 حاليآ في » أعلى نقطه منكم ..!
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  male
 حالتي الآن » ♞لَا يشبهنى إلَّا أَنَّا •●
آلقسم آلمفضل  » الأدبي♡
آلعمر  » 34سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مطلق 😔
الاعجابات المتلقاة » 2319
الاعجابات المُرسلة » 1645
 التقييم » رآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك pepsi
قناتك max
اشجع ۆ̲ف̲آ̲ت̲ ق̲ط̲آ̲ر̲ آ̲ل̲ع̲م̲ر̲
سيارتي المفضلةBMW
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
мч ммѕ ~
MMS ~


آوسمتي

رآجہل مہتمہيہز غير متواجد حالياً

افتراضي



(5)​
قام حسني حجازي من مجلسه فوق الكنبة الاستوديو. انطلقت قامته الطويلة وسط حجرة الجلوس كالمارد. في شقته يجد راحةً شاملة، وإحساسًا بالسيطرة على كل شيء. الدواوين والمقاعد تصلح للاضطجاع كما تصلح للجلوس. وأجهزة التسلية قائمة بالأركان وسط تهاويل الديكور. والتحف مصفوفة فوق الأرفف عارضة ألوانًا من فنون اليابان وخان الخليلي. من أعماقه يشعر بأنها توثق علاقته بالدنيا، وتدفع عنه غوائل الفناء. مضى إلى البار، فملأ كأسَين من الكوكتيل الذي يعده بيده بخبرةٍ وأناةٍ، ثم رجع إلى وسط الحجرة، فوضع كأسًا فوق ذراع فوتيل على بعد قيراط من يد سنية. ولبث واقفًا ثم حرك كأسه قائلًا: في صحتك!

وأفرغ كأسه، ثم قال: لم يعد غريبًا على هذه الحجرة أن تشهد وداع الأحبة!

فقالت سنية: أنت رجلٌ كريم، في الحياة والحب!

فقال متظاهرًا بالاهتمام: من حسن الحظ أني حصلت أخيرًا على فيلمٍ ممتاز لا تقلُّ مدة عرضه عن ربع ساعة!

فابتسمت سنية، ولكن بلا حماس. وتذكرت كيف صرخت عند رؤية المشهد الأول من أول فيلم. كان ذلك منذ سنوات، وكانت طالبة بالجامعة أو تلميذة بالثانوية. وكانت المفاجأة بالغة الإثارة والرعب. وقال بأسف: عليات انتهت، خسارةٌ فادحة!

– إنها مخطوبة، وتستعد للحياة الزوجية، ماذا تتوقع؟

فقال في دعابة: لا بأس من إباحة اللهو حتى الزفاف!

فرمقته بعينَيها الخضراوَين، وقالت بلهجةٍ ذات معنًى: فكرة الزواج تخلق المرأة من جديد!

– كم من متزوجات …

فقاطعته: هذا موضوعٌ آخر.

ثم وهي تضحك: ألا تريد للحب أن يُحترَم يومًا أو بعض يوم؟!

– حاولتُ إقناعها.

– أهي مهمة حقًّا عندك؟

– العِشرة عندي غالية دائمًا.

فضحكت ساخرةً هذه المرة وقالت: يخيل إليَّ كثيرًا أن جميع النساء اللاتي يمررن من شارع شريف أنهن ذاهبات إلى شقتك أو راجعاتٍ منها.

فقهقه حسني حجازي وقال: جاحدة من تحدثها نفسها بالسخرية من هذه الشقة.

– أنت ترى أنني جئت بكل احترامٍ لأودِّعها.

فهتف باسمًا: حتى أنتِ يا سنية!

فقالت بسرور: جاء دوري يا قيصر.

– حدثني عنه أبوه، إنه جندي، أليس كذلك؟

– بلى.

– أقرأ في وجهكِ الرضا.

– شابٌّ لطيف وجذاب.

– وهكذا قررتِ هجر العش كصديقتكِ عليات!

– إني أحب من يرغب في الزواج مني!

وقال لنفسه: إن المرأة مثال الحكمة، وإنها المخلوق الوحيد الذي يستحق أن يعبد، ولكنه قال لها مداعبًا: إذن فهي المصلحة!

فقالت بعجلةٍ واهتمام: لقد أحببته، صدقني!

– أنتِ مصدَّقة، ولكني سآسف كثيرًا لغيابك.

– لن تذوق في هذه الشقة الوحدة أبدًا.

– ولكنها مكان عبور ليس إلا!

– إنه شعار يصلح لأي مكان.

فتراجع إلى الكنبة الاستوديو ثم جلس. أغمض عينَيه قليلًا، ثم قال: زرت الجبهة أخيرًا ضمن وفد المصورين السينمائيين، والتقطتُ صورًا لبورسعيد شبه الخالية. هل سبق لكِ أن شاهدت مدينةً خالية؟

– كلا.

– كالحلم المرعب!

– زرتُ بورسعيد يومًا واحدًا قبل الحرب.

– أما أنا فعشت فيها ثلاثة أسابيع، ونحن نصور فيلم «فتاة فلسطين» منذ أعوام، وهي تعيش وتنام كالمدن، ولكنها تصحو في أي ساعةٍ من الليل لدى وصول أي سفينة، وسرعان ما تخلق فيها الحياة بقوة وسرعة، فتدبَّ الحركة، وتشعُّ الأنوار، وترتفع الحرارة، وفي الأماسي تترامى من جنبات الميناء أغانٍ شعبية غاية في الفتنة!

– ووجدتَها شبه خالية؟

– ولم تُمسَّ بسوء، بخلاف المدن الأخرى.

وصمتت قليلًا، ثم ساءلت نفسها: تُرى هل تقوم الحرب من جديد؟

فهزَّ رأسه قائلًا: لن يتهيأ لنا ذلك في القريب، ولن يشجعنا أحد عليه، ولكن الصمود يوفر لنا أطيب شروط عقب هزيمة يونيو.

– الجنود يريدون الحرب.

– هذا طبيعي، وكذلك الجماهير، أما نحن فلا ندري ماذا نريد.

وتأوه قائلًا: آه يا وطني العزيز!

فقالت بمرارة: أما نحن فكفرنا بكل شيء!

– أنتم أبناء الثورة، وعليكم أن تحلوا مشاكلكم معها.

ثم سألها مغيرًا نبرته: كأسٌ أخرى؟

فهزَّت رأسها نفيًا، فقال: قلت إني حصلت على فيلمٍ ممتاز!

فتساءلت ضاحكة: أتذكر فيلم القسيس وبائعة الخبز؟

– هذا عن المرأتَين ورجل، ثم ينقضُّ عليهم رجلٌ غريبٌ جديد!

فسألته: لم لا تتزوج قبل أن يفوتك القطار؟

– ولكنه فاتني يا عزيزتي.

– توجد زوجةٌ مناسبة دائمًا.

– تكلمي بخير وإلا فاسكتي!

فسألته بجرأة: هل تحترم حياتك؟

– لم أفكر في تقييمها بعدُ!

فقالت بامتعاض: ما يؤلمني أحيانًا أنني سلمت ابتغاء شراء أشياء، وإن تكن ضرورية.

فقال لها بعطف: المجتمع يقوم على الأخذ والعطاء فلا تتألمي!

فضربت الأرض بقدمها الصغيرة وتساءلت: متى نرى الفيلم الجديد؟!​


 توقيع : رآجہل مہتمہيہز



رد مع اقتباس