عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-03-2021
أميرة أميري متواجد حالياً
SMS ~ [ + ]
آوسمتي
لوني المفضل ظپط§ط±ط؛
 إنتسابي ♡ » 271
 آشراقتي ♡ » Oct 2019
 آخر حضور » منذ 12 ساعات (03:22 AM)
موآضيعي » 7057
آبدآعاتي » 583,650
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » الأدبي♡
آلعمر  » 21سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوجة 😉
الاعجابات المتلقاة » 15981
الاعجابات المُرسلة » 9
 التقييم » أميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond repute
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 5,413
تم شكره 10,813 مرة في 6,726 مشاركة
افتراضي الجهر بالدعوة .. دعوة قريش




جاءت الأوامر من الله تعالى أن يُوَسِّع الرسول صلى الله عليه وسلم دائرة الدعوة، ويقوم بصيحةٍ أعلى لدعوة قبيلته الكبيرة قريش بكل بطونها، فما كان من الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أن صَعِد جبل الصفا، وبَلَّغ أهل مكة كلها.

من على جبل الصفا

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لما نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، صَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الصَّفَا، فَجَعَلَ يُنَادِي: "يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي عَدِيٍّ" -لِبُطُونِ قُرَيْشٍ- حَتَّى اجْتَمَعُوا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولاً لِيَنْظُرَ مَا هُوَ، فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ، فَقَالَ: "أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً بِالوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟" قَالُوا: نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلاَّ صِدْقًا. قَالَ: "فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ". فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ اليَوْمِ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟ فَنَزَلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} [المسد: 1 - 2]" [1].



لقد كانت الدعوة الآن أوسع وأشمل، وخرج فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نطاق بني هاشم، أو بني عبد مناف، وذكر ابن عباس رضي الله عنهما أمثلة لهذه البطون التي ناداها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا ريب أنه نادى "كل" البطون؛ لأن دعوته عامة لكل الناس، وهذا ما دعا ابن عباس رضي الله عنهما إلى أن يقول: "فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولاً لِيَنْظُرَ مَا هُوَ". فوصلت الدعوة بذلك إلى كل بيت في مكة في لحظة واحدة.



ولاحظنا في هذا الموقف -أيضًا- أن ابن عباس رضي الله عنهما قد خصَّ أبا لهب بالذكر، فقال: "فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ". مع أن أبا لهب من قريش، وكان يكفي أن يقول: فجاءت قريش فيشمل ذلك أبا لهب؛ ولكنه قال ذلك لأنه يعرف عداء أبي لهب على وجه التحديد، كما أنه سيكون له موقف في هذا الحدث، فأراد لفت النظر إلى وجوده.



وكانت طريقة عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم طريقة فذَّة وابتكارية؛ حيث إنه لم يُصَرِّح لهم مباشرة بأمر الرسالة والنبوة، إنما انتزع منهم في البداية اعترافًا صريحًا بصدقه صلى الله عليه وسلم؛ فسألهم عمَّا إذا كانوا يُصَدِّقُونه في أمر جلل؛ مثل إنذارهم بالحرب، فلم يكتفِ القوم بالإيجاب، إنما زادوه فوق ما أراد؛ حيث ذكروا له أنهم ما جرَّبوا عليه كذبًا قط، وهذا من توفيق الله تعالى لنبيه؛ حيث دعمته هذه الكلمات، وقطعت جدلاً طويلاً كان من الممكن أن ينشأ، وحيَّدت هذه الكلمات القطاع الأغلب من الناس؛ حيث صاروا مهيَّئين للتصديق أيًّا كان الكلام القادم؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يَكْذب عليهم طَوَال الثلاث والأربعين سنة الماضية -باعترافهم- قطُّ، فما الذي سيدعوه إلى تغيير سلوكه بعد هذا العمر؟

ثم جاء الخطاب النبوي موجزًا للغاية؛ حيث اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبدأ بإنذار الناس بالمصير المظلم الذي يُقبِلون عليه، وهنا فهمنا لماذا اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم في البداية أن يسألهم عن تصديقه في أمر إغارة عدوٍّ عليهم؛ إذ معنى الكلام أنكم إذا كنتم تُصَدِّقُون إنذاري لكم بخيل وأعداء، فيجب أن تُصَدِّقوا إنذاري لكم بعذاب شديد، إذا بقيتم على ما أنتم عليه من عبادة الأوثان، وإشراككم بالله عز وجل.



وكان من الطبيعي أن يسأل أحدُ الناس رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عمَّا يقصده من وراء هذا الإنذار، كأن يسأله عن وقوع هذا العذاب؛ كيف سيكون؟ ومتى؟ وعلى يَدِ مَنْ؟ ولماذا؟ وكيف علم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا العلم؟ وماذا عليهم أن يفعلوا ليتجنَّبوا هذا العذاب؟ وما دليل صدقه على وقوعه؟



أسئلة كثيرة كان ينبغي لأحد العقلاء الحاضرين أن يسألها، لولا أن سفاهة أبي لهب قطعت كل هذه الأسئلة المنطقية، وبالتالي أَغْلَقت على الناس باب علمٍ وهداية، خاصةً أن أبا لهب عمُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا تعدَّى عليه بالكلام أو السباب فلن يلومه أهل مكة؛ لأنه في النهاية عمُّه، وفي مقام والده.



وكان هذا الموقف المؤسف من أبي لهب سببًا في الانتهاء السريع للقاء، وفي انصراف القوم دون حوار ولا مناقشة، وظهر لنا أن أبا لهب قد حسم أمره، وأعلن الحرب سافرة من البداية، وكان سببًا مباشرًا في الصدِّ عن سبيل الله، وظهرت عداوته قبل أن تظهر عداوة الأغراب، وعَلِمَ الله تعالى -بعِلْمِه للغيب سبحانه- أن أبا لهب سيُكمل مسيرة حياته كلها كافرًا، ولن يُعلن الإيمان أبدًا ولو كذبًا، فأنزل سبحانه سورة المسد تُسَطِّر النهاية الأليمة التي اختارها أبو لهب لنفسه؛ قال تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} [المسد: 1-5].



وكانت هذه الآيات تحدِّيًا كبيرًا من الله؛ حيث إن أبا لهب لم يُعلن إيمانه قطُّ، ولم يتردَّد في ذلك، ولم يهده عقله إلى تكذيب القرآن أن يُعلن اعتناقه للإسلام ولو لأيام، فيُصبح وعيد القرآن له بلا معنى. لم يحدث كل هذا، فصارت الآيات نفسها معجزة جديدة -إضافة إلى النظم العجيب المعجِز للقرآن الكريم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ودليلاً إضافيًّا على صدقه، وأحسب أن الآيات الثلاثة الأولى نزلت أولاً، وهي الخاصة بأبي لهب وعذابه، أما الآيتان الأخيرتان -الخاصتان بامرأته أم جميل بنت حرب- فيمكن أن تكونا قد نزلتا بعد ذلك عندما ظهر عداؤها للرسول صلى الله عليه وسلم؛ وذلك كما سنتبيَّن من أحداث السيرة القادمة.



وإذا كانت التقاليد وأعراف المجتمع هي التي منعت أبا طالب من الإيمان، فإن الذي منع أبا لهب من الإيمان هو الجبنُ الشديد، فهو الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أول يوم: "ليس لقومك في العرب قاطبة طاقة". أي: ليس لنا قدرة على تغيير المألوف، وتحمُّل تبعات هذا التغيير، فليس عند أبي لهب إذن مانع أن يقف بجوار القوي وإن كان مخالفًا للحق، وليس عنده مانع أن يخذل ابن أخيه، أو يخذل الحقَّ بصفة عامَّة، ما دام هو في موقف الضعيف كما يتراءى له، وهذا هو الذي أرداه، فجعله من الأخسرين.



ولم يهتز رسول الله صلى الله عليه وسلم لكلام أبي لهب؛ بل رأى في ثنايا ضجيجه وصخبه جبنًا وهلعًا؛ لذا فقد استمرَّ الرسول صلى الله عليه وسلم في إنذاره، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه، قال: لَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قريشًا، فَاجْتَمَعُوا فَعَمَّ وَخَصَّ، فَقَالَ: "يَا بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي مُرَّةَ بنِ كَعْبٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي هَاشِمٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا فَاطِمَةُ، أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شيئًا، غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلاَلِهَا [2]" [3].



وهذه الدعوة التي وجَّهها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس غير التي تحدَّثنا عنها منذ قليل، ويُحتمل أن تكون في البيت الحرام، أو على جبل الصفا مثل سابقتها، ولم يسألهم هنا رسول الله  عن كونهم يُصَدِّقونه من عدمه؛ وذلك حتى لا يُكَرِّر عليهم شيئًا مما قاله، فيُصبح الكلام محصورًا في أمر الرسالة والإنذار، وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلطيف الأمر لهم عن طريق تذكيرهم برحمه لهم، وأنه ليس معنى أنه لن يستطيع أن ينفعهم أو يمنع العذاب عنهم أنه لا يحبهم أو يخاف عليهم؛ بل إنه سيسعى جاهدًا إلى وصل رحمه، وإحاطة قومه، أو بتعبيره صلى الله عليه وسلم: "غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلاَلِهَا". ولم نلحظ في هذا الموقف ردَّ فعل لأبي لهب، ولم تذكر الرواية هل كان حاضرًا في هذا الموقف، أو أنه تحرَّج من الكلام أمام الناس عندما ذكَّرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالرحم.

الإعراض عن المشركين

وفي وقتٍ متزامنٍ مع قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، نزل الأمر الإلهي الجديد: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ} [الحجر: 94]، وبنزوله يكون قد وضح أمران من المفترض أنهما سيظلان متلازمين في هذه المرحلة، التي يمكن أن نسميها مرحلة جهرية الدعوة؛ وهما:



الأمر الأول: إعلان الدعوة للناس عامة، مع خطورة هذا الأمر.

الأمر الثاني: الإعراض عن المشركين، بمعنى عدم قتالهم، وهذا يحمل في طياته أن المشركين سيحاولون قدر استطاعتهم أن يوقفوا مدَّ هذه الدعوة، وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الفترة أن يتجنَّب الصدام مع الكفر، حتى ولو حدث كيد، أو حدث تعذيب؛ بل لو حدث قتل، فهذه ظروف مرحلة معينة دقيقة جدًّا تمرُّ بها الدعوة.



ماذا حدث بعد أن صدع الرسول صلى الله عليه وسلم بالأمر الإلهي؟!

لقد حدث انفجار في مكة؛ فهذه مشاعر الغضب والاستنكار والرفض للدعوة، وهذه اجتماعات وتخطيطات ومكائد ومؤامرات، لقد قامت الدنيا ولم تقعد، إنها -ولا شك- الحرب، وحرب العقيدة لا هوادة فيها [4].

_____________________

[1] البخاري: كتاب التفسير، سورة الشعراء، (4492)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، (208).

[2] سأبلها ببلالها: البلال الماء، ومعنى الحديث: سأصلها. شبهت قطيعة الرحم بالحرارة، ووصلها بإطفاء الحرارة ببرودة.

[3] مسلم: كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، (204)، والترمذي (3185)، والنسائي (6471)، وأحمد (8711).

[4] انظر: الحرب حول العقيدة، والمشترك الأسمى، المؤلف: المشترك الإنساني، ص147، 260، وما بعدهما.



hg[iv fhg]u,m >> ]u,m rvda ]u,j




hg[iv fhg]u,m >> ]u,m rvda fhg]u,m ]u,j




 توقيع : أميرة أميري

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ أميرة أميري على المشاركة المفيدة:
 (10-03-2021),  (10-03-2021)