عندما يعلم الانسان بقدوم ضيف عزيز عليه يعمل جميع الاستعدادات لاستقباله
أو تكون هناك مناسبة هامة في حياته فانه يقوم بالاستعداد وعمل الترتيبات ويتهيأ لها من قبل وقتها بأشهر
وها نحن نعلم بقرب وصول ضيفاً عزيز علينا فما هي الا خطوات قليلة من خطوات الزمن
ويصل الينا اعز ضيف واغلا وافد واهم زمن في العام كله
انه شهر الخير والبركة والرحمة والمغفرة شهر رمضان المبارك
فهل تهيئنا لاستقبال هذا الزمن الثمين والمحدود بأيام معدودة
وماهي انواع الاستعداد لهذا الشهر الفضيل ؟
فلننظر لبعض انواع الاستعداد الذي ينغمس فيه الناس قبل دخول الشهر الكريم
هناك من يقومون بالتجوال في الاسواق لمعرفة العروض الافضل على مقادير الاطباق
والحلويات والمشروبات ويقوم بمليء المخازن بأنواع الاطعمة
حتى يتوفر لهم جميع ما يحتاجون له للتفنن في اعداد الاطباق الشهية
وهناك من هم منشغلون بالبحث عن اماكن متهيئة للعب والترفيه في ليالي رمضان
وهناك من ينسق وينظم السهرات الرمضانية
كلما سبق ليس المقصود بالاستعداد للوافد الكريم رغم انها ليست منكرة
لكن الاستعداد الذي يجب ان نحرص عليه هو اعداد النفس وترويضها على العبادة
لتكون مهيئه للمزيد من التفاني في كسب اكبر قدر من الحسنات في هذا الموسم الفضيل
فيبدأ المقصر في اداء السنن والرواتب بالالتزام بها لكي يدخل الشهر وقد تعودت عليها النفس
فتطمح للمزيد والاكثر في تلك الايام الفضيلة فتشتد الهمة ويزداد التفاني
وتهيئة النفس وترويضها على الطاعات والاكثار من الذكر فانه حياة للقلوب
ويفضل ان يجعل المسلم لنفسه ورد يومي من القرآن الكريم اكبر من الورد المعتاد
ليكون دافع له لختم القرآن الكريم اكثر من مرة في الشهر الفضيل
قال النبى (صلى الله عليه وسلم): (اقرأوا القرآن فإنه يأتى يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) (رواه مسلم 1910
ويكثر من تدبر معانيه و قرأت التفاسير
كما يجب الابتعاد عن المنكرات كالاستماع للأغاني ومشاهدة الافلام والملهيات عن ذكر الله
وقد يكون رمضان وقت مناسب للتخلي عن تلك المنكرات
كما ان رمضان زمن مناسب للإقلاع عن التدخين والعادات الغذائية السيئة
بالتقليل منها قبل دخول الشهر حتى يعين الله المبتلى بتلك العادات للإقلاع عنها
قال الشاعر
من ذا الذي ما كفاه الذنبُ في رجب *** حتى عصى ربَّه في شهرِ شعبان
لقد أَظَلَّكَ شهْر الصومِ بعــدَهُما *** فلا تصيِّره أيضًا شهر عصيانِ
وقد يقول البعض ان الوقت مبكراً ولكن الاستعداد يكون
على قدر القادم وكلما كان قدر القادم عظيم عظم الاستعداد له
قال موسى عليه السلام ﴿ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ﴾
ومن اهم الاستعدادات للوافد الكريم هو الدعاء
فقد كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم-
إذا دخل رجب يدعو قائلاً: "اللهُمَّ بَارِكْ لنَا في رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَارِكْ لنَا في رَمَضَانَ"
(خرَّجه الإمام أحمد في مسنده).
ويقول المعلى بن فضل: كانوا يدعون الله- عز وجل: ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم
ومن الاستعداد لرمضان الصيام
ففي الصحيحين عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط
إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان" رواه البخاري و، ومسلم
كما ان من الاستعداد لهذا الشهر الكريم اظهار الفرح بقدومه وكثرة الحديث عنه مع الاطفال
واخبارهم بفضله وكبير قدره لدى المسلمين وحثهم على استغلال اوقاتهم فيه بما يعود عليهم بالنفع
اللهم بلغنا شهر رمضان الكريم وارزقنا صيامه وقيامه وحسن العمل فيه
ig hkjl lsju],k gaiv vlqhk
ig hkjl lsju],k gaiv vlqhk gaiv hkjl vlqhk