عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-10-2022
ʂąɱąя غير متواجد حالياً
Iraq     Female
آوسمتي
لوني المفضل Darkgray
 إنتسابي ♡ » 269
 آشراقتي ♡ » Oct 2019
 آخر حضور » 03-08-2023 (03:44 AM)
موآضيعي » 2740
آبدآعاتي » 1,171,401
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » التعليم♡
آلعمر  » 17سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوجة 😉
الاعجابات المتلقاة » 5879
الاعجابات المُرسلة » 3072
 التقييم » ʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond repute
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 4,988
تم شكره 4,151 مرة في 2,480 مشاركة
افتراضي الكِتابة.. دوبامينٌ مجَّانيّ!



في محاولتي للكتابة عن الكتابة، كل الطرق التي
سرتها لاختيار

مقدمة مناسبة هي وقتٌ مُهدَر، أو هي محاولة
حمل طن من الحديد

في حقيبة من البلاستيك؛ فالكتابة رحلة طويلة،
لا تُستدرج لها العقول،
فيغتنمها القاصٍ قبل الدان، ولا تجدي فيها
الدباجات المُبهرة،

ولا الازدواجات الأخاذة، الذين ساروا في هذه
الرحلة واحتملوا وعثاء
ضريبتها، هم وحدهم يدركون ذلك، فهم من
يقيمون
للحرف مكانته،
ويعطون للكلمة قدرها، ويؤمنون بسحر الجملة
في رسم المعنى، والذين

لم يسُقهم القدر إلى هذه الرحلة، ربما يرون
الكتابة فعلًا كأي فعلٍ آخر،
من أجل أن يخرج إنتاجه، لابد وأن يدفع صاحبه
ثمنه من مجهوده وعقله،

هنا أصحبكم وقلمي العزيز القريب، في رحلة قصيرة،
تتذوقون فيها شيئًا
من المعنى الذي نعيش، وتستقبلون عنّا بعضًا
مما تجود علينا به الكتابة،
سيتحدث قلمي مرة، وأبوح أنا أخرى، وربما
لا تميزوا بيننا؛
فنحن متشابهان جدًا، فانتبهوا!

الكتابة عملية صعبة، يكد فيها الكاتب الكدّ كله،
وتقاسي نفسه
من المعاناة ما تقاسيه الأم التي تشرف على
الولادة، ليس ذلك
لصعوبة الفعل، أو لتكلفه، وإنما لأن النفس في مدار
يختلج بالمعنى، فلا
تكاد تسكن واحدًا، حتى تفر إلى ضده، نحن
نكتب أولًا من أجل

الكتابة، الكلمة نفسها تنشر فينا السعادة،
وتغمرنا بالفرح، الإمساك
بالقلم -فعل رغم بساطته- يشعرنا بالقوة والشجاعة،
فأن تكتب هذا
يعني أنك تحول أطنانًا من المشاعر الحبيسة،
وأصنافًا من الأفكار المختلفة

إلى صورة واحدة يعرفها الجميع، أن تكتب معنىً
فيستشعره آخر كما لو أنك
تتحدث عنه، فأنت تحرر شيئًا في نفسه كان أسير
فقر التعبير، أن تكتب

عن فئة لا تجيد الكتابة، هذا يعني أن قلمك تحول
إلى حنجرة هؤلاء ومنه
سيخرج صوتهم المتوم، أن تكتب عن المظلومين،
فهذا يعني أن الله جعل
حبر قلمك سببًا في ميزان عدله، أن تكتب وتحسن
الفعل؛ حبًا في اللغة
العربية فأنت محافظٌ على ركن رئيس في أمتك
ودينك، أن تكتب فهذا يعني

أنك تملك زمام نفسك، وأنك مفكر جيد، وتمتلك
رؤية مميزة، أن تكتب

فأنت تسطر التاريخ، وتفهم الماضي، وتقيد الحاضر،
وتصنع شيئًا من المستقبل.




من جميل كرم الله، أنّ الشعور الذي تمنحنا إياه
الكتابة، لا يمنحه أي إنسانٍ، أو شيءٍ آخر، فعندما
أكتب، أشعر وكأن دفتري يفتح ذراعيه ويستقبل
مكنوني بسعة حجم السماء، كأن القلم استحال عضوًا من جسدي،
إننا نحن الذين نكتب وندرك جدوى الكتابة، نملك عضوًا آخر لا يملكه باقي البشر

هكذا يبدو الأمر لي، وهذا العضو -أي القلم- ينظم
جيدًا عمل الدماغ مع القلب،

بدونه لا تفاهم، سيكون الأمر على غير وزنه،
سنعاني كثيرًا من فرط الشعور الحبيس،
ربما تنتفخ أدمغتنا من ضجيج الأفكار غير المكتوبة،
إن السعادة التي تخلفها الكتابة

لا تتوقف على إفراز الدوبامين في الدم فقط لكي
ينتعش الدماغ كأي شيءٍ آخر،

فالكتابة تفعل أكثر من ذلك بكثير ، ما أشعر به
وأنا أمارسُ الكتابة يمثل أضعاف

ما يشعر به عشرة أشخاصٍ كل منهم يتنعم بما تشتهي
نفسه في هذه الحياة.

الورقةُ والقلم كالجناحين يرتفعان بصاحبهما إلى أعلى،
يمنحانه رؤية فريدة، يحلقان

به ليستقبل نسمات الأفكار المنيرة، يقطعان به
المسافة الأرضية في زمن قياسي،

يستقران به على أشجار المعاني، وحقول المرادفات،
عندما أتوقف عن الكتابة مدة،

أتحسس نبض قلبي، وأشعر أني طائرٌ مقصوص
الجناح، جريح القدم، حبيس القفص
الأسود في الغرفة المُظلمة، كأني سجين سكون النسيان،
أو منفي في كوكب بعيدٍ
وحيدًا، كأن تدفق الدم في شراييني أخذ في الهبوط،
فشحب وجهي، وهزل جسدي،
واجتاحني الضعف والجبن، وخارت كل قواي،
فبت قعيدًا لا أقدر على فعل شيء، كأني

أنازع الموت، ولم يبقَ له إلا طرفة عينٍ ليقبضني،
بدون الورقة والقلم أنا جندي في

ساحة الحرب، ولكن لا درع لي ولا سيف.

الذين يحبون الكتابة صدقًا تغنيهم ممارستها عن
أي ماديات كثيرة كانت أو قليلة،

فلا يطوعون جهودهم إلا لإثراء اللغة، والسمو
بالفعل، ورسم أفكارهم، والتعبير عن
المجتمع الذي يعيشون فيه، إن الذين يدخرون
الحرف على الحرف ليكونوا كلمة،
ويدخرون كلمة مع الكلمة ليبنوا جملة، ويضعون
الجملة جوار الجملة لتصبح صفحة،

ويتبعون الصفحة بأخرى حتى يقوم لهم كتابٌ ثم
لا يكون هدفهم إلا بيعه والتربح

منه فقط دون الاهتمام بالمضمون وتسهيل الحصول
عليه مساكين، أشفق عليهم،

ولا أتصور الحالة التي يكونون عليها وهم في
لهفة من أجل الحصول على المال، إن

الكتابة أشبه ببستان، ما إن تحسن زرعه، ورعايته،
حتى ينبت ويخضر

وتزهر ثماره، وتنال منه الخير كل الخير.

السلطة في الكتابة لمن؟ للكاتب الذي تحكمه مبادئ
وتحركه مشاعر، وتؤثر عليه
أهداف ورغبات، أم للقرّاء الذين يمنحون الكاتب سلطته
عليهم، فهم من سيقرؤون

أعماله، والكاتب إن لم تقرأ أعماله فليس له
وجود، هنا تتمايز الأقلام، ويظهر معدن

كل كاتب بحق، فالكتاب أصناف، وليس كل من
خط بقلمه كلماتٍ صار كاتبًا، فمنهم
من يتخذ الكتابة طريقًا للشهرة، فيكتب هدمًا
لقواعد لا يمكن تكسيرها، ومنهم من

يتخذها سبيلًا لجمع المال، تعددت الأغراض،
ولم يتبقَ إلا الكاتب الصادق، الذي
يحسن إخراج كل فكرة يكتبها، ويستوفيها حقها بحثًا،
ومجهودًا، فلا تحركه مصلحة،
ولا يؤثر على قلمه شيء، وتبقى السلطة حرة
داخل الكتابة، تنحاز إلى جانب المعرفة
والعلم فقط ما دام هناك كاتب أمين، وقارئ واعٍ.







وفي الرّافعي-رحمه الله- مثال الكاتب الصادق
الذي يعطي للكتابة
أكثر مما يأخذ، فيتقنها أحق الإتقان؛ حبًا في
ممارستها، ورغبة
في السعادة التي تغمره كان يعيش مع ما يكتب
لحظة بلحظة، فكما
ذكر العريان إذا ما اختار الموضوع الذي سيتهيأ
لكتابته، تركه للفكر
يعمل فيه عمله، وللعقل الباطن أن يعد له
مادته، ويتركه وقتًا قد
يطول أو يقصر، حتى يكتب فيه خواطره،
وكان لأجل ذلك يحمل

في جيبه ورقات دائمًا يكتب في بعضها
عناوين الموضوعات التي تخطر

في باله، ويكتب خواطره في الأخرى،
حتى لا يضيق به اختيار الموضوع

أو كتابته؛ إذ كان يكتب مقالًا أسبوعيًا في
مجلة الرسالة، وكثيرًا ما ضاق
باختيار الموضع في البداية، فكان يرسل
عينه وراء كل منظر، ويمد أذنه
وراء كل حديث، ويرسل فكره وراء كل
حادثة، ويلقي باله إلى كل

محاورة، حتى يجد صدى في نفسه لشيء
مما يدور حوله، فيبدأ في

كتابته، ويقلب المعنى خلف المعنى،
والرأي وراء الرأي حتى تستوي

له المقالة معنى، فيبدأ في نظمها بأسلوبه
الفريد لتخرج إلى القرّاء.

وفي رضوى عاشور مثالٌ آخر وهي التي
عاشت للكتابة وبالكتابة
إذ تقول في صيادي الذاكرة: "أكتب لأني أحب
الكتابة، أقصد أنني
أحبها بشكل يجعل سؤال "لماذا" يبدو غريبًا
وغير مفهوم، ومع ذلك
فأنا أيضًا أشعر بالخوف من الموت الذي يتربص،
وما أعنيه هنا ليس

فقط الموت في نهاية المطاف ولكن أيضًا الموت
بأقنعته العديدة في الأركان
والزوايا، في البيت والشارع والمدرسة، أعني
الوأد واغتيال الإمكانية.

أنا امرأة عربية ومواطن من العالم الثالث وتراثي
في الحالتين تراث الموؤودة،

أعي هذه الحقيقة حتى العظم مني وأخافها إلى
حد الكتابة عن نفسي
وعن آخرين أشعر أنني مثلهم أو أنهم مثلي".

تبقى الكتابة عالمٌ آخر، لا يمكن الوقوف على
حقيقة وصفه في مكان واحد،
وإنما بالدخول إليه فعلًا والعيش مع حروفه،
واستشعار كلماته، وصداقة جمله،

يثبت الشعور الحقيقي عن الكتابة وسحرها،
فحاولوا أن تكتبوا، هرولوا إلى
الورقة والقلم وقت الضيق، بوحوا لهم، هم ينصتون
جيدًا، ويحفظون

الأسرار، عبروا عن ذواتكم بها، ولا تفوتوا التجربة!



hg;Ajhfm>> ],fhldkR l[~Qhkd~! l[~Qhkd~ hg;Ajhfm




hg;Ajhfm>> ],fhldkR l[~Qhkd~! l[~Qhkd~ l[~Qhkd~! hg;Ajhfm hg;Ajhfm>> ],fhldkR





رد مع اقتباس