عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-2023   #6


الصورة الرمزية رآجہل مہتمہيہز

 إنتسابي » 1207
 آشرآقتي ♡ » Dec 2022
 آخر حضور » منذ 4 أسابيع (08:03 AM)
موآضيعي » 85
آبدآعاتي » 83,375
 حاليآ في » أعلى نقطه منكم ..!
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  male
 حالتي الآن » ♞لَا يشبهنى إلَّا أَنَّا •●
آلقسم آلمفضل  » الأدبي♡
آلعمر  » 34سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مطلق 😔
الاعجابات المتلقاة » 2319
الاعجابات المُرسلة » 1645
 التقييم » رآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك pepsi
قناتك max
اشجع ۆ̲ف̲آ̲ت̲ ق̲ط̲آ̲ر̲ آ̲ل̲ع̲م̲ر̲
سيارتي المفضلةBMW
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
мч ммѕ ~
MMS ~


آوسمتي

رآجہل مہتمہيہز غير متواجد حالياً

افتراضي



(4)
لم يكن الجو شديد الحرارة، ولكن أشعة الشمس تدفقت حاميةً لاسعة، وترامت تحت دفقاتها حديقة الأسماك عاريةً أو شبه عارية. وكانا أول قادمَين. تمشيا بلا هدف، وإبراهيم يقول لنفسه: مثل آدم وحواء، مثل آدم وحواء قبل الخطيئة، وابتسم لخواطره وهو لا يدري، فضبطت سنية ابتسامته، وسألته بحياء: ترى ماذا يضحكك؟

فارتبك ثانيًا، ولكنه قال: لأني سعيد!

وبسط راحتَيه لأشعة الشمس، وقال: يوجد مجلس تحت الجبلاية.

وذهبا صوب الجبلاية تفعم أنفَيهما رائحةٌ نباتية تزفرها الأعشاب المخضلَّة برشاش الماء. وكانت متوسطة القامة، أو دون ذلك بقليل، فلم تجاوز قمة رأسها الكستنائي منكبه، ولكنها كانت متناسقة التكوين، وذات عينَين خضراوَين صافيتَين. وجلسا متجاورَين فوق أريكة من جذع النخيل. قال: حضوركِ منَّةٌ عظيمة.

فقالت ببساطة: لسنا غرباء، فنحن أسرةٌ واحدة.

وأضفى القبو على الجو قتامة، وجرت في ثناياه نسمةٌ رطيبة كحال الأماكن التي لا تزورها الشمس. وكانت أعينهما تكلمت كثيرًا أمس؛ فلم يشعرا في جلستهما بغربةٍ مطلقة. ولاحظ أنها تنظر إلى بذلته العسكرية بحب استطلاع، فسألها: ليس لكِ أهلٌ مجندون؟

فهزَّت رأسها بالنفي، فقال: إنها لا تمنع من التفكير في المستقبل، كأننا نعيش أبدًا!

فقالت بعذوبةٍ وحرارة: الأعمار بيد الله وحده.

فابتسم في تسليمٍ وارتياح. وقال لنفسه: لا يمكن اقتحام الموضوع بلا تمهيد، ولا يجوز — في ذات الوقت — أن يطول التمهيد ما دامت فرصة اللقاء لن تتجدد قبل شهرٍ كاملٍ إن وُجدت أصلًا! ولعلها حامت حول الأفكار نفسها، ولكنها وجدت مخرجًا، فقالت: الحياة هناك شاقة بلا شك؟

وامتنَّ لسماع ملاحظتها التي لا يسمعها عادة بعيدًا عن نطاق أسرته، فقال: فوق ما تتصورين!

– وكيف تتحملونها؟

فقال بصدق: أصبحت أُومن بأن الإنسان يستطيع أن يعيش في الجحيم نفسها، وأن يألفها في النهاية.

ثم نظر إليها باهتمامٍ وقال: ولا يمنعه ذلك من التطلع إلى النعيم والسعادة.

فابتسمت، وتورَّد وجهها القمحي، وتبدَّت سعيدة، فقال لنفسه: إنها ليست طفلةً ولا ممثلة، ولكنها قوية الشخصية والأخلاق. وسألته: ترى هل تقوم الحرب من جديد؟

فقال وكأنه لم يسمع سؤالها: علمت أنكِ غير مخطوبة!

– إذن، فأنت تجري عني تحريات!

– لنا صديقٌ مشترك؛ عليات.

– ولمَ تشغل بالكَ بما لا يهمك؟

– وهنأتني على إعجابي بكِ.

– حقًّا؟

فقال بلهجةٍ ذات مغزًى: وتمنَّت لي السعادة والتوفيق!

ومرَّت فترة صمت مفعمة بالرضا. واعتقد أنه اجتاز خطًّا هامًّا، وأنه اجتازه بنجاح، وأنه لم يُضع دقيقةً من وقته الغالي سدًى. وقررت هي التهرب من نظراته، فسألته: لم تجبني على سؤالي؛ هل تقوم الحرب من جديد؟

فقال وهو نشوان بعواطفه: تحدثتُ عن أشياءَ يقينيةٍ مثل إعجابي بك.

– ولكنكَ لا تعرف عني شيئًا.

– القلب يعرف أكثر مما يتصور العقل.

فغمغمت، ولكنه لم يسمع، فسألها: ماذا تقولين؟ أنتِ لم تتكلمي بعدُ!

فقالت ببساطةٍ وصراحةٍ وبنبرةٍ غير ملعثمة: أنا سعيدة!

فتجلَّت في عينَيه نظرةٌ ممتنة، وتناول يدها بين يديه بحرارةٍ وقال: في المرة القادمة سنخطو خطوةً حاسمة، وحتى يجيء ذلك الوقت، سأحيا حياةً غنية وجديدة رغم كل شيء.

– حفظكَ الله من كل شيء!

فقال بسرور: كسبتُ قلبًا جديدًا سيشعر بنا على نحوٍ ما.

وتفكرتْ فيما يعنيه، وفطن هو إلى ما تُفكِّر فيه، فقال: يخيل إليَّ أن أحدًا لا يشعر بنا سوى أهلنا!

فارتبكت، ثم قالت كالمعتذرة: إنها تجربةٌ جديدة علينا، هذا هو الواقع، ولكن ماذا عما يجب أن يكون؟ ومن رأي الأستاذ حسني أنها سياسةٌ مرسومة.

– من الأستاذ حسني؟

– موظفٌ كبير في قسمنا بالمصلحة.

– وماذا يعني؟

– يعني أنهم لا يريدون تعبئة الشعب للحرب إلا قبيل دخول المعركة.

– الحق أني لا أفهم!

– ولا أنا، ولا يدعي أحد بأنه يفهم، هل ستقوم الحرب من جديد؟!

– في الجبهة نؤمن بذلك.

– هنا لا نكاد نصدق!

– كيف ترون الأمر؟

– ممكن أن تسمع كافة المتناقضات.

فضحك إبراهيم وقال: إنكم تودون أن تجدوا النصر يومًا ضمن أخبار الصحف!

وضحكت. وبالضحك أفلتا من حصار القلق، فعادا إلى موعدهما تحت الجبلاية. وتبادلا نظرة اعتذار طويلةً وحنونة.


 توقيع : رآجہل مہتمہيہز



رد مع اقتباس