عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-08-2022
غيمہّ فرٌح متواجد حالياً
Saudi Arabia    
آوسمتي
لوني المفضل Azure
 إنتسابي ♡ » 420
 آشراقتي ♡ » Jan 2020
 آخر حضور » منذ 3 ساعات (11:08 PM)
موآضيعي » 7317
آبدآعاتي » 455,786
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » الآسلامي♡
آلعمر  » ❤
الحآلة آلآجتمآعية  » » ❤
الاعجابات المتلقاة » 20307
الاعجابات المُرسلة » 12791
 التقييم » غيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond repute
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع valencia
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 11,533
تم شكره 14,011 مرة في 7,597 مشاركة
Q54 الموعظة وأثرها وآدابها (2)



الموعظة وأثرها وآدابها (2)



2- ومما يدلُّ على عظم شأن الموعظة أن الله - تبارك وتعالى - سمَّى القرآن الكريم موعظة؛ فقال - سبحانه -: ﴿ وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [النور: 34]، وقال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 57]، وقال - سبحانه -: ﴿ هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 138]، وقال - جل جلاله -: ﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِه ﴾ [البقرة: 231].

3- وجعل الله القرآن موعظة للمؤمنين بالله واليوم الآخر؛ فقال - سبحانه -: ﴿ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾ [البقرة: 232].

4- والكافرون هم الذين لا تؤثِّر فيهم الموعظة، فقال - سبحانه - يحكي مقالة عادٍ قومِ هود لنبيِّهم: ﴿ قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ ﴾ [الشعراء: 136].

5- والاستجابة للموعظة خيرٌ كبير، وقبولها منجاة من عذاب الله؛ قال الله - تعالى -: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ﴾ [النساء: 66]، وقال في آيات تحريم الرِّبا: ﴿ فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 275]، وقوله ﴿ فَلَهُ مَا سَلَفَ ﴾؛ أي: لا يستردُّ منه ما أخذه من الربا قبل نزول التحريم.

6- وجاء في كتاب الله أن الذِّكرى تنفع المؤمنين الذين يخشون ربهم؛ فقال - تعالى -: ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55]، وقال: ﴿ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ﴾ [ق: 45]، وقال - سبحانه -: ﴿ سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى ﴾ [الأعلى: 10]، والتذكير يكادُ يكون مرادفًا للموعظة.

7- وأولو الألباب هم الذين يتذكَّرون إذا ذُكِّروا؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الرعد: 19].

8- والذين لا يستجيبون للموعظةِ هم أظلم الناس وأشقاهم؛ قال - تعالى -: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ﴾ [الكهف: 57]، وقال - تعالى -: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ ﴾ [السجدة: 22]، وقال - سبحانه -: ﴿ فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى * ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى ﴾ [الأعلى: 9 - 13].

9- والمُعرِض عن التذكرة كالحمارِ؛ قال - تعالى -: ﴿ فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ﴾ [المدثر: 49 - 51].

آداب الموعظة وأثرها

يتوقَّف أثر الموعظة على التزام الواعظ بآداب الموعظة، وأخذه بالوسائل المؤثِّرة:
1- ينبغي أن يُخلِص الواعظ في عمله، وذلك في أن يكون وعظه خالصًا لله، لا يريد من ورائه سمعة ولا مصلحة، وعندئذٍ فإن الله يُبَارِك في عمله، ويجعل أثر موعظته أثرًا نافعًا.

2- ينبغي أن يكون خفيفَ الظلِّ، دائمَ الابتسامة؛ فالواعظ الثقيل ينفِّر السامعين من الحق، وأن يكون حسن الهندام، حسن الملابس.

3- ينبغي أن يكون متلطفًا في المخاطَبين، داعيًا بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يكون عارفًا حال المخاطَبين ومستواهم الفكريَّ والمادي.

4- أن يكون الواعظ محبًّا للمخاطَبين، حريصًا عليهم، مشفقًا من أن يصيبَهم عذاب الله في نار جهنم، ويُشعِرهم بأنه يريد إنقاذهم من النار، ولنا أسوة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يقول - كما روى جابر -: ((مَثَلي ومَثَلكم كمَثَل رجلٍ أوقد نارًا، فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها، وهو يذبُّهن عنها، وأنا آخذٌ بحُجَزكم عن النار، وأنتم تفلتون من يدي))[1].

5- أن يكون على علمٍ بالموضوع الذي يتكلَّم فيه، وألا يُطِيل إذا تكلم، وأن يتخوَّل القومَ بالموعظة حتى لا يسأموا.

6- أن يسلك مسلكَ التدرُّج، وألا يبدأ بالأمور التي يعلم صعوبة استجابتهم له، لا يُبِيحها، ولكن يسكت عنها مبدئيًّا.

7- أن يكون عاملاً بما يعلم، مطبِّقًا لما يأمر الناس به، وألا يكون في حياته ازدواجٌ، وإلا يَصدُق عليه قول أبي الأسود:
يا أيها الرجلُ المعلِّم غيرَه
هلاَّ لنفسِك كان ذا التعليمُ
لاتنهَ عن خُلُقٍ وتأتيَ مثله
عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ


8- أن يتفعل بما يقول، وأن يكون كلامه منبعثًا من قلبه؛ لأن الكلام إذا خرج من القلب دخل إلى القلب، وإلا لم يجاوزِ الآذان.

قال ابن الجوزي: جاء يحيى بن معاذ الرازي الواعظ إلى شيراز، وله هيئة حسنة، وقد لبس دست ثياب أسود، فكان أحسن شيء، فصَعِد الكرسيَّ فاجتمع إليه الناس، وأول ما بدأ به أنشأ يقول:
مواعظُ الواعظِ لن تُقبَلا
حتى يَعِيها قلبُه أوَّلا
يا قومِ مَن أظلمُ مِن واعظٍ
خالف ما قد قاله في المِلا
أظهرَ بين الناس إحسانَه
وبارز الرحمنَ لَمَّا خلا


وسقط من الكرسي وغُشي عليه، ولم يتكلم في ذلك اليوم، ثم إنه ملك قلوب أهل شيراز.
••••

الوسائل:
إن وسائل الموعظة كثيرة متجددة، نذكر منها ما يأتي:
1- الخطبة: سواء كانت خطبة الجمعة، أم خطبة العيد، أم خطبة في مناسبات من المناسبات؛ كالخطب التي تكون في حفلات الزواج، أو قدوم مسافرين، أو عزاء، ونحو ذلك، وأكثرها نفعًا خطبة الجمعة؛ لأن الناس يحضرونها وهم مُلزَمون بالإنصات إليها.

2- تسجيل الشرائط: وهي وسيلة مهمة جدًّا؛ إذ يمكن أن يَسمَعها الإنسان عدَّة مرات، ويُسمِعها غيره، وهناك تجربة وقفتُ عليها، وهي الشرائط المسجَّلة للشيخ عبدالحميد كشك - رحمه الله - التي كان المسلمون ينتظرونها في مصر وغيرها من البلاد العربية، حتى بلغني أنها تصل إلى المغرب العربي بعد يومٍ من تسجيلِها، وقد نفع الله بها نفعًا عظيمًا، وكان - رحمه الله - ذا بيانٍ وذا دعابة، وبلغني أن مجموعةً من الأصدقاء من الرجال وزوجاتهم كانوا يلتقون أسبوعيًّا، فسَمِعوها مرَّة فاستحسنوها وصاروا ينتظرونها، فتأثَّروا بها، فالنساء تحجَّبن، والرجال أصبحوا من روَّاد المساجد.

3- الإذاعة والتلفاز: من وسائل الموعظة الفعَّالة الواسعة الانتشار، ونفعهما - إن كانت الموعظة سليمة - نفع كبير جدًّا؛ إذ قد يبلغ عددَ مَن ينتفع بالموعظة فيها الملايين، وبمقدار إتقان الواعظ إعداد الموعظة وإلقاءها، يكون تأثيره.

وإنه ليؤسفُني أن أقرِّر أنَّ عددًا من بلاد المسلمين يتعرَّض أهلها إلى مواعظ تصدر من هاتين الأداتين، ولا سيما في الأيام الأخيرة؛ إذ نشأت مواقع فضائية ذات اتجاهات فكرية متعددة، ومواعظ مسيئة تشوِّه حقيقة الإسلام، وتلوي أعناق النصوص؛ لتأييد باطل يراد تقريره.

ولذلك فإننا لنحذِّر من هذه المواعظ، ولذلك أيضًا فإننا ندعو أهل الحق إلى نشر الحق في هاتين الأداتين ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.

4- ومن وسائل الموعظة الكتابة في الصحف اليومية، والمجلات الأسبوعية والشهرية؛ فالكتابة أبقى من الكلام، ولكلٍ دَرُّه وفائدته، وهنا قد يقتضي إنشاء صحف ومجلات ذات اتجاه ديني، إن هذا واجب على القادرين، وعلينا أن نغتنمَ الفُرَص؛ فقد لا تعود.

5- ومن وسائل الموعظة طبع نشرات ورسائل صغيرة في موضوع معين، وتوزع مجانًا أو تباع بثمن التكلفة، ونفع ذلك إذا كتبت هذه النشرات بأسلوب محبَّب واضح.

6- ومن وسائل الموعظة إيراد القصة المشوِّقة، وقد كتبتُ فصلاً طويلاً عن القصة وأثرها في كتابي "خواطر في الدعوة إلى الله"، ومما قلتُ فيه: "إن القصة عندما تؤدَّى على الوجه المتقَن المحكم المحبوك، تجعل السامع يتفكَّر في المغزى الذي تقوم عليه القصة، وتحمله على أن يتأثَّر بها تأثرًا بالغًا، وتجعله مُقتنعًا بالفكرة، لا عن طريقة الموعظة والإرشاد والتوجيه؛ بل تجعله مقتنعًا بالفكرة كأنه هو الذي وصل إليها دون تأثير من الآخرين.. وههنا تكمنُ أهمية القصة في الدعوة إلى الله؛ ذلك لأن النفوس ليست دائمًا مستعدَّة لقبول الموعظة، ولا سيما إذا كان الواعظ بعيدًا عن الحكمة، أما القصة فإن تأمُّل أحداثها والتفاعل معها يحمل المرء على أن يتفكَّر في مغزاها وعِبرتها"[2].

7- ومن وسائل الموعظة الاستشهاد بعددٍ من أحداث السيرة النبوية، وقد كتبتُ كتابًا عنوانه: "إضاءات دعوية على عدد من أحداث السيرة النبوية"[3].

فالمسلمون يحبون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حبًّا جمًّا، ويحبُّون أن يعرفوا سيرته، وهي مليئة بالدروس النافعة، ولو نظرنا إلى أنجح الوعَّاظ لوجدنا أنه في مواعظه يأتي ببعض الأخبار من السيرة، ويستنبط منها الحِكَم والفوائد والمواعظ، والناس ميَّالون بفطرتهم إلى سماع القصة، فكيف إذا كانت القصة عمَّن يحبونه أعظم الحب ويفدونه بأرواحهم؟!

8- ومن وسائل الموعظة أن يقدِّم الواعظ لمَن سيحدِّثهم الخِدمات التي يقوى عليها من الشفاعة له في أمر حق، ومن معونته إن كان مستحقًّا للصدقة، ومن شرح مسألة مستعصية عليه، ومن تقديم هدية له في مناسبة من المناسبات.

9- ومن وسائل الموعظة استخدام الهاتف، والتكلُّم مع الرجل بتواضع ولطف، ومثل المهاتفة المكاتبة عن طريق البريد، ويمكن أن يقول فيها ما يشاء بالحكمة والموعظة الحسنة، ويمكن أن تكون الموعظة في زيارة يقوم بها الواعظ ويتلطف في إبلاغه ما يريد أن ينصحه به.

10- ومن وسائل الموعظة التذكير بشيء من نعيم الجنة لمن أطاع الله، والتذكير بشيء من أهوال جهنم لمن كفر وعصى، ويُورِد الآيات والأحاديث التي جاءت في هذا الصدد.

والله أعلم

[1] رواه مسلم برقم 2285، والجنادب حشرات مثل الجراد والفراش، الحُجُز: معقد الإزرار والسراويل.

[2] خواطر في الدعوة إلى الله ص273.

[3] إضاءات دعوية، وقد طبع في دار الألوكة في الرياض، وانظر: خواطر في الدعوة إلى الله 219 - 249.







hgl,u/m ,Hevih ,N]hfih (2) 2




hgl,u/m ,Hevih ,N]hfih (2) 2 hgl,u/m ,Hevih ,N]hfih




 توقيع : غيمہّ فرٌح

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ غيمہّ فرٌح على المشاركة المفيدة:
 (06-08-2022),  (09-08-2022),  (09-08-2022)