منتديات انفاس الحب - عرض مشاركة واحدة

آوسمتي · 22-12-2022

/

نعم هي انا ...
نعم بكيت لليالي ...
فكان صوت الصراخ هو واقعي ...
اذكر أني في ليلة بكيت في سجودي وهمست :
يا رب خلصني من حبه ما دام ليس لي.
وأتاني الرد صدى من أعماقي:...
ولكنك بالفعل تتخلصين منه رويدا رويدا
إنه يذوب كقبضة ملح في نهر أيامك
يتفتت يتلاشى يندمج مع آلاف الأشياء الأخرى
حتى لا يعود له وجود محدد ...
كيف وانا أتذوق طهم الحياة بكل أجزائي ...!!
أين صوته...؟!!
لقد اختلط مع أصوات كثيرة حتى لم تعودي تميزينه كما اعتادتي أن تفعلي

مهلا ...!!! فـأني أسمع صدى صوته بكل الاصوات ...!!!
أين ملامحه..
أصبحت تشبه عشرات الوجوه حولك وفقدت تفردها القديم
توقف ...!!! فقط خذو عيوني لتروا الجميع هو ...!!!
أين عطره .. إيقاع خطواته ..
ما نوع السجائر التي يدخنها
و ما ذوقه في القهوة التي يحتسيها
أي ألوان ثيابه يليق به أكثر
ما الانعكاس الذي ظهر على نظارته في صورته الأخيرة
حميمية تفاصيله تخفت...
لا ... و ألف لا ... فما زالت كل التفاصيل الصغيرة و الكبيرة محفورة بالنبض و لاخر نفس ..... !!
تتساقط من حقائب ذاكرتك الفائضة به
أصبحت تفقدينه بالتدريج دون أن تلاحظي ذلك
تنفضينه كغبار عالق في شعرك وعلى أطراف ثوبك
من قاال ذلك فهو عالق كالجنين في رحم القلب ...!!
ينحسر كعطر باهت ضائع في زحام كثيف
حتى تلتفتين وراءك ذات يوم ولن يعد له وجود
في خيالك ولا واقعك.
وهو في بدلية عامي و في نهاية عالمي
فكيف لي ان اجهض هذا الذي حفر في الروح وجوده ....