الموضوع
:
قصة (موتٌٌ في الظل)
عرض مشاركة واحدة
#
1
22-07-2022
آوسمتي
لوني المفضل
Azure
إنتسابي ♡
»
122
آشراقتي ♡
»
Aug 2019
آخر حضور
»
15-01-2023 (06:39 PM)
موآضيعي
»
1834
آبدآعاتي
»
435,830
دولتي الحبيبه
»
جنسي
»
حالتي الآن
»
آلقسم آلمفضل
»
الأدبي♡
آلعمر
»
🌹
الحآلة آلآجتمآعية
»
» 🌹
الاعجابات المتلقاة
»
22465
الاعجابات المُرسلة
»
32387
التقييم
»
مُتنفسي هنا
»
مَزآجِي
»
بيانات اضافيه [
+
]
شكراً: 33,736
تم شكره 19,261 مرة في 8,138 مشاركة
قصة (موتٌٌ في الظل)
اتكأت على جذع شجرة يقاوم الاندثار ويصارع قساوة الطبيعة التي أحدثت فيه شروخا عظيمة،
تأملته بعينين ذابلتين مات الفرح
فوق أهدابهما المكسوة بالغبار،
غاصت في جوف هذا الجذع الذي أضحى ملاذا للدبابير وبعض الزواحف.
وضعت يدها فوق الجذع الجالس هنالك رغم أنف الطقس القاتل... لاحظت أخاديد الزمن وتضاريسه على يديها الخشنتين، وسافرت في هذا الموت السريري.... أصابعها اغتالتها الرطوبة وحولتها إلى أشكال مقعرة برؤوس تخفي معاناة إنسانة طاردت حلما قادها إلى فيافي المجهول ووحشيته،
ورماها جثة على قارعة وطن مزيف بلا زاد ولا دليل...
عقرها الجذع وكأنه يعلن عن تعاطفه معها
وينبهها إلى ذلك التشابه الذي خلق بينهما
جاذبية خفيفة ترجمتها وقفتهما المنكسرة
فوق تلك الهضبة التي تواجه محن الطبيعة لتضمن بقاءها ووقوفها شامخة هنالك مثل شوكة في أعين الحساد والعاذلين.....
اندلق دمها القاني فوق الجذع المتهالك،
وبدأت ذاكرتها المتقدة تفتح صفحات التاريخ القريب البعيد، حيث شقائق النعمان تلامس وجنتيها الغضتين وهي ممددة تحت ظلال الشجرة الوارفة التي كانت تحجبها عن أعين المارين بأفنانها المتعانقة في اتساق وجمال...
كم اندمجت مع الفراشات المزركشة تلهو خلفها في كل اتجاه.... آه لو يعود الزمن قليلا إلى الوراء.....
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتيها اللتين ابتلعت وطأة الزمن بريقهما وطراوتهما،
وهي تتذكر كيف كانت تلوذ بهذه الشجرة الكبيرة لتتفيأ بظلالها، أين هي تلك الأغصان المثمرة الدافئة لتحتضنها اليوم بكل حب ودفء كما كانت تفعل بالأمس...
تساءلت عمن أخرس صوت العصافير التي كانت تصدح بأعذب الألحان وهي تنتقل من فنن إلى آخر..
ومن اغتال تلك الفتاة الحالمة التي كانت تقطف الثمار وترمي بها إلى المارة بشقاوة طفولية بريئة...
لقد شهدت انتحار الفرح واختناق الأمل يوم اقتلعوها من تربتها وحملوها إلى المدينة غريبة عن الأهل والأتراب... غمرتها عبرات اليأس والوهن اللذين أغرقا حياتها ..
نظرت إلى رجليها الحافيتين وقد بصم الكد عليهما جروحا عميقة تماما مثل تلك الجروح العاصفة بفروع هذه الشجرة التي طالما طافت حولها الفتيات يزينها بشرائط الأمنيات الوردية ...
مشطت المكان بعينيها الدامعتين فلم تر أي أثر
أو رسم يدل على حياة محفوظة في الذاكرة العائدة هي كل ما تبقى لديها اليوم بعدما شوهها غدر المدينة الكبيرة التي أغرتها ببريقها الفتان قبل أن تلفظها بلا رحمة إلى العراء....
زفرت بحرقة عندما لاحظت اختفاء آثار الأقدام التي طوتها المسافات ومحاها النسيان ......
عانقت ذلك الجذع... وشخصت إلى السماء ....تعيد النبض لهذا المكان المهجور...
زمجرت الرعود ولمع بريقها لافحا ذلك الجسد الضعيف فتآخت مع الجذع واتحدا...
سمادا لهذه البقعة الطيبة لعلها تثمر بعد سنوات العقم العجاف...
المصدر:
منتديات انفاس الحب
rwm (l,jRR td hg/g) l,jRR hg/g
المصدر:
منتديات انفاس الحب
rwm (l,jRR td hg/g) l,jRR hg/g hg/g) td
3 أعضاء قالوا شكراً لـ رتيــــــل على المشاركة المفيدة:
(26-07-2022),
(27-07-2022),
(24-07-2022)
زيارات الملف الشخصي :
13179
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 251.60 يوميا
MMS ~
رتيــــــل
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى رتيــــــل
البحث عن كل مشاركات رتيــــــل