31-01-2023
|
|
تقسيم أشراط الساعة
تقسيم أشراط الساعة
لقد تكلم العلماء رحمهم الله تعالى عن أشراط الساعة، وقسموها إلى عدة أقسام:
1 - فمنهم مَن اعتبر خروجَ الأشراط وزمانها، فقسَّمهما إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما ظهَر وانقضى وفق ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
منها: بعثته عليه الصلاة والسلام وموتُه، وفتح بيت المقدس، وظهور نار الحِجاز، وغيرها من الأشراط التي وقعت وانقضت.
القسم الثاني: أشراط ظهرت ولا تزال تتابع باستمرار وهي كثيرة.
منها: كثرة الزلازل، وتضييع الأمانة، وتوسيد الأمر إلى غير أهله، واتِّخاذ المساجد طُرقًا، ورفع العلم، وكثرة الجهل، وغيرها من الأشراط الكثيرة.
القسم الثالث: العلامات العظام والأشراط الجسام التي لم تظهر بعد والتي يعقبها قيام الساعة.
منها: خروج المسيح الدجَّال، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام، وخروج يأجوج ومأجوج، والدابَّة، وخروج الشمس من مغربها، ونحو ذلك[1].
وممَّن سار على هذا التقسيم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالي حيث قال:
"ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيَقع قبل أن تقوم الساعة على أقسام:
أحدها: ما وقع على وَفق ما قال.
الثاني: ما وقعت مباديه ولم يستحكم.
الثالث: ما لم يقع منه شيء ولكنه سيقع[2].
2 - ومنهم مَن اعتبر مكانَ وقوع الأشراط فقسمها إلى أشراط سماويَّة وأشراط أرضية.
الأول: الأشراط السماوية:
منها: انشِقاق القمر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وانتفاخ الأهِلَّة؛ بحيث يرى الهلال لليلةٍ فيقال هو ابن ليلتين، ومنها طلوع الشمس من مغربها.
الثاني: الأشراط الأرضية: وهي كثيرة جدًّا.
منها: خروج المسيح الدجَّال، والدابة، وخروج النار، والريح التي تقبض أرواحَ المؤمنين وغيرها[3].
وقد أشار إلى هذا التقسيم الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى حيث قال:
"فأمَّا خروج الدابَّة على شكل غريب غَيْرِ مَأْلُوفٍ وَمُخَاطَبَتُهَا النَّاسَ وَوَسْمُهَا إِيَّاهُمْ بِالْإِيمَانِ أو الكفر، فَأَمْرٌ خَارِجٌ عَنْ مَجَارِي الْعَادَاتِ؛ وَذَلِكَ أَوَّلُ الْآيَاتِ الْأَرْضِيَّةِ؛ كَمَا أَنَّ طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مغربها على خلاف عادتها المألوفة أول الآيات السماوية"[4].
3 - ومنهم من اعتبر الأشراط نفسها فقسمها إلى قسمين:
الأول: الأشراط الصغرى: وهي التي تتقدم الساعة بأزمان متطاولة.
مثل: قبض العلم وظهور الجَهْل والتطاول في البنيان وغيرها من الأشراط الصغرى.
الثاني: الأشراط الكبرى: وهي العلامات الكبيرة التي تَظهر قرب قيام الساعة.
مثل: خروج الدجال، ونزول عيسى عليه السلام، وخروج يأجوج ومأجوج، وغير ذلك من العلامات الكبرى[5].
وقد درج على هذا التقسيم الحافظُ البيهقيُّ رحمه الله تعالي حيث قال: "وهذه الأشراط صغار وكبار؛ فأمَّا صغارها فقد وُجد أكثرها، وأما كبارها فقد بدت آثارها، ونحن نفرد بعضها بالذكر مفصلا في أبواب، ليكون أقرب إلى الإدراك"[6].
الهوامش
[1] أشراط الساعة؛ لعبدالله بن سليمان الغفيلي، (ص 41)، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى، 1422هـ، عدد الصفحات: 208، عدد الأجزاء: (1)، بتصرف يسير.
[2] "فتح الباري شرح صحيح البخاري"؛ لابن حجر (13/
[3] أشراط الساعة، لعبدالله بن سليمان الغفيلي، (ص 42)، بتصرف يسير.
[4] النهاية في الفتن والملاحم؛ لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ)، (1/ 214)، المحقق: محمد أحمد عبدالعزيز، دار الجيل، بيروت لبنان، الطبعة: 1408 هـ 1988 م، عدد الأجزاء: (2).
[5] أشراط الساعة، لعبدالله بن سليمان الغفيلي، (ص 43)، بتصرف يسير.
[6] البعث والنشور؛ أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر البيهقي (المتوفى: 458هـ)، (ص 128)، تحقيق: الشيخ عامر أحمد حيدر، مركز الخدمات والأبحاث الثقافية، بيروت، الطبعة: الأولى، 1406 هـ = 1986 م، عدد الأجزاء: (1).
الآلوكة
jrsdl Havh' hgshum
jrsdl Havh' hgshum hgshum
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|