عرض مشاركة واحدة
قديم 05-01-2023   #31


الصورة الرمزية رآجہل مہتمہيہز

 إنتسابي » 1207
 آشرآقتي ♡ » Dec 2022
 آخر حضور » 27-03-2024 (08:03 AM)
موآضيعي » 85
آبدآعاتي » 83,375
 حاليآ في » أعلى نقطه منكم ..!
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  male
 حالتي الآن » ♞لَا يشبهنى إلَّا أَنَّا •●
آلقسم آلمفضل  » الأدبي♡
آلعمر  » 34سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مطلق 😔
الاعجابات المتلقاة » 2319
الاعجابات المُرسلة » 1645
 التقييم » رآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك pepsi
قناتك max
اشجع ۆ̲ف̲آ̲ت̲ ق̲ط̲آ̲ر̲ آ̲ل̲ع̲م̲ر̲
سيارتي المفضلةBMW
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
мч ммѕ ~
MMS ~


آوسمتي

رآجہل مہتمہيہز غير متواجد حالياً

افتراضي



(26)
دُعي الأستاذ حسن حمودة لتناول العشاء بفيلا الصحفي صفوت مرجان بشارع أحمد شوقي. انعقدت الجلسة في الفراندة المطلة على الحديقة، فجلس حسن حمودة بين صديقَيه صفوت وحرمه نهاد الرحماني. تناول طعامه بشراهةٍ وشرب كثيرًا، وصمم طيلة الوقت على التظاهر بالاستهانة وتجاوز الأزمة. وقال له صفوت مرجان: خشيتُ أن أجدك تعيسًا.

فقال ببساطة توحي بالصراحة: لا وجه للتعاسة!

ثم مستدركًا: مسألة كرامة ليس إلا!

الحق أنه لم يتصور أن يجد نفسه في الموقف الذي خلقته له منى. كان بصدد تحديد يوم الزواج، وقرر الاحتفال به في الأوبرج، وعلم بذلك الأهل والأصدقاء والزملاء. وعندما جابهته بجرأتها المعهودة معتذرةً صُعق تمامًا، صُعق وذهل؛ توسل إليها أن تراجع نفسها. وكان أحبها وامتلأ إعجابًا بها، وحلم بحياةٍ سعيدةٍ معها. أي لعنة! أكُتبَ عليه أن يعاني في الحب ما عاناه في السياسة؟!

وسألته السيدة نهاد الرحماني: وماذا تنوي بعد ذلك يا عزيزي؟

فأجاب برزانة: سألوذ بالجبل كمجرمي وطني الصعيد، ثم أقطع الطريق على الرائح والغادي.

فضحك الأستاذ صفوت مرجان، وقال يداعبه: مالك أنت وبنات اليوم! احمد ربنا على تلك النهاية!

وقالت له نهاد: خير ما تفعله الآن أن تتزوج زيجةً معقولة قبل أن يفوتك القطار.

فتساءل بامتعاض: معقولة؟!

– أعني أن تناسبك في السن والأسرة.

فقال لها صفوت: يبدو أن عندكِ عروسًا!

– العروس الصالحة توجد دائمًا، ماذا تظن؟

فقال حسن حمودة: أمهليني حتى تمضي فترة الانتقال.

وقال لنفسه ساخرًا إن قانون الأشياء يقضي بأن يتزوج صفوت الاشتراكي من امرأة مثل نهاد من أسرة، أما هو فعليه أن يتزوج من إحدى بنات الشعب! وإذا بصفوت يقول: حكاية منى معك تعيد حكايةً قديمة حدثت منذ عشرين سنة!

فبُهت حسن حمودة ثواني، ثم ضحك، أما نهاد فتساءلت: أي حكاية؟

فأجاب صفوت: حكايةٌ قديمة كان حسن بطلها!

فقال حسن ساخرًا: كنت الوغد لا البطل!

فسأله صفوت: ماذا كان اسمها؟ لقد نسيته تمامًا.

فقال حسن: سمراء وجدي.

فقالت نهاد: لم أسمع باسمها ولا بقصَّتها.

فقال صفوت مرجان: كنا طلبة بالحقوق، وعشقها صاحبنا، وكانت من أسرةٍ كبيرة، وإن كان فرعها الخاص لا يملك شيئًا!

فتساءلت نهاد: وخطبها؟

– عشقها فقط، وكان عشيقًا جريئًا، يتسلل إليها ليلًا في قصر عمها على النيل والناس نيام!

– ألف ليلة وليلة .. الله .. الله!

وذات ليلة شعر به الخفير، طارده، أطلق النار، أصابت الرصاصة خد الفتاة ولاذ صاحبنا بالفرار، وعند التحقيق قالت إنها شعرت بخطواتٍ غريبة، وإنها خرجت لتنادي الخفير، فأصابتها الرصاصة!

– رائع!

– ولكن وجهها تشوَّه، أو خدها على الأقل!

– مسكينة!

– وكما هرب الأستاذ من القصر، هرب من حياتها!

– من حياتها؟!

– وإلى الأبد.

وهمت بالتعليق، ولكنها أمسكت، ولحظ حسن ذلك فقال ضاحكًا: انطقي بالحكم، سمعتِ كل ما يمكن أن يقال.

فقالت: كان عليكَ أن تتمسك بها!

– كان لهوًا لا حبًّا، وكنت مجنونًا بالشباب، وها أنا أُعامَل بالمثل!

فسأله صفوت مرجان: ترى ماذا كان مصيرها؟

فقال حسن: إنها تملك اليوم محلًّا لبيع لوازم السيدات بشارع شريف.

– ألم تجمع بينكما مصادفةٌ ما؟

– مرة منذ سنوات في مشرب بيجال وتجاهلتني تمامًا.

فقالت نهاد: لستَ قاسيًا فيما أعلم.

– الحق أني لم أخلُ من ألم وتنغيص، حتى تراكمت عليَّ المصائب بقدوم الثورة المباركة، فطهرتني من الألم بما هو أشد وأفظع!

فقالت نهاد: أمامك فرصةٌ نادرة، فتزوَّج منها.

فضحك عاليًا وقال: نهايةٌ ممتازة لميلودراما، أما الواقع فإنها اليوم قوادة يُشار لها بالبنان!

– قوادة؟!

– قوادة هاوية.

فسأله صفوت: ماذا تعني؟

– بيتها خلية للبنات، لها عليهن سيطرةٌ أسطورية، وتسهر معهن في بيوت الأصدقاء، بدافع اللهو والعبث لا المال!

– يا لها من نهاية!

– وسمعت بأنها تقول ساخرة إن عصر البراءة قد زال مع الرجعية والإقطاع والاستعمار!

وسألته نهاد: ألا تعتبر نفسك مسئولًا عن تلك النهاية؟

– كلا يا عزيزتي، كان يمكن أن تكون زوجة، أو مجرد صاحبة محل مستهترة، أو قديسة …

فيم يثيرون هذا الحساب العاطفي من أجل ماضٍ ميت، وينسون ما أعانيه في قلبي وكرامتي! أليست سمراء وجدي بأسعد مني ألف مرة؟ ألم تفقد أسرتنا ابن أخت في غارات الأعماق؟ كما مات أبي، وكما لُوِّثت سمعتنا ظلمًا وبهتانًا. غير أن أخطر شيءٍ أن يستسلم المرء لعاطفة حبٍّ خائبٍ، وهو في الأربعين. والتفت نحو صفوت فسأله: ماذا عن الأخبار؟

فأجاب الرجل الذي لرأيه وزنه دائمًا: لا جديد، ولكن الأمور تتحسن فيما أعتقد.

فقال حسن حمودة بضيق: الله يسامحك.

فضحك صفوت من أعماقه، وقال: نسيتُ أنني أخاطب رجلًا هواه مع جيش إسرائيل ضد جيش مصر.

فتساءل وهو لا يخلو من شعورٍ بالاستياء: أهذا هو تصويرك لموقفي؟

– المسألة مسألة موقفٍ وطني قبل كل شيء.

– أي موقف وطني! إما الديمقراطية أو الاشتراكية، أمريكا أو روسيا، وإذا كان من حقكم أن تحبوا روسيا، فلم لا يكون من حقِّنا أن نحب أمريكا؟!

فقال صفوت بجدية: المهم ما يريده الشعب.

– أي شعب؟

– الشعب؛ الشعب التحتاني الذي لا تعرفه.

وفاض قلبه بالتهكم والمرارة، والكراهية والسخط، وفي تلك اللحظة كره كل شيء، حتى الحديقة التي تضوع بشذا زهر البرتقال، والليل الرطيب، وصفوت مرجان، وحتى نهاد الرحماني، وقال لنفسه: صبرًا، ففي غمضة عينٍ قد تقع كارثة لا تخطر على بال!


 توقيع : رآجہل مہتمہيہز



رد مع اقتباس