عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-10-2022
ʂąɱąя غير متواجد حالياً
Iraq     Female
آوسمتي
لوني المفضل Darkgray
 إنتسابي ♡ » 269
 آشراقتي ♡ » Oct 2019
 آخر حضور » 03-08-2023 (03:44 AM)
موآضيعي » 2740
آبدآعاتي » 1,171,401
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » التعليم♡
آلعمر  » 17سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوجة 😉
الاعجابات المتلقاة » 5882
الاعجابات المُرسلة » 3072
 التقييم » ʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond repute
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 4,988
تم شكره 4,151 مرة في 2,480 مشاركة
افتراضي إنما أشكو بثي وحزني إلى الله



الحمد لله سامع كل شكوى، ورافع كل بلوى، يعلم السر وأخفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الأسماء الحسنى والصفات العلى، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أولي الأحلام والنهى.

أما بعد:
فاتقوا الله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

أيها المؤمنون، البشر دائرون بين ضعف فطري وكَبَدِ ابتلاء؛ وغالبًا ما يفوق البلاء تحمُّلَهم، ولا يطيقون كتمانه؛ فيتخذون الشكوى متنفَّسًا لما انطوى في دواخلهم من همٍّ وألمٍ؛ كما قال القائل:
ولا بد من شكوى إلى ذي مروءة *** يواسيك أو يسليك أو يتوجعُ
ولما كان توحيد الله غاية الخلق، وإفراده بالعبادة والتوجه مقصدَ الوجود - جعل الله الشكوى للخلق مباينةً للشكوى إليه في الحقيقة والأثر؛ فشكوى المخلوق إلى المخلوقين شكوى أرحم الراحمين إلى مَن لا يرحم؛ رأى بعضهم رجلًا يشكو إلى آخر فاقة وضرورة، فقال: يا هذا، تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك؟! ثم أنشد:
وإذا عرتك بلية فاصبر لها
صبرَ الكريم فإنه بك أعلمُ
وإذا شكوتَ إلى ابن آدم إنما
تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحمُ


والشكوى إلى المخلوقين شكوى عاجز إلى عاجزين مثله، قد أرهقتهم همومهم وأعيتهم، فكان لهم منها شغل عن سماع هموم الآخرين، وما تزال منزلة الشاكي عندهم في ضَعَةٍ ومهانة، كذلك فإن مجلسه عندهم ثقيل، وحديثه معهم مكروه، والشكوى إلى الله وبثُّ الهمِّ له ضدٌّ من ذلك كله؛ إذ شكوى المخلوق إلى ربه توحيد خالص، قد حوى اليقين بأن الأمر لله، وأنه القادر على كشف الضر وتبديل الحال، وأنه السميع القريب المجيب، وأن ما عداه عاجز، والشكوى إلى الله سبحانه ضراعة، وذل، وانكسار، وطلب بلسان الحال، وتلك الشكوى من قبيل الصبر الجميل الذي وعد به يعقوب عليه السلام ربه حين فقد ابنه يوسف عليه السلام؛ فقال: ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ﴾ [يوسف: 18]، ولما ازداد بلاؤه بفقد ابنه الآخر بث شكواه إلى ربه قائلًا: ﴿ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ﴾ [يوسف: 86]، وما أخرجته تلك الشكوى عن الصبر الجميل، بل كانت لبنةً من لبنات بنيانه المحكم، والشكوى إلى الله من مجامع التوكل عليه، وحسن الظن به، وتوقع الخير منه، وذلك الظن من أشرف العلوم الربانية التي لا يمنُّ الله بها إلا على خاصة خلقه؛ كما قال يعقوب عليه السلام إثر بث شكواه: ﴿ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: 86]؛ قال قتادة: "ذُكر لنا أن نبي الله يعقوب لم ينزل به بلاء قط إلا أتى حسن ظنه بالله من ورائه"، وتلك الحقائق التي حوتها الشكوى إلى الله أسباب ترفع العبد إلى أرفع المقامات، فهل بعد ذا تكون شكوى لغير الله؟ من هنا قصر الأنبياء مشكاهم إلى الله؛ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "فالأنبياء وأتباع الأنبياء إنما كانوا يشتكون إلى الله، وله يدعون، ويتضرعون، وإليه يرغبون، وبهذا أمر الله رسوله؛ قال تعالى: ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 7، 8]"، وليس من الشكوى للخلق إخبارهم بالحال المؤلم مع عدم الاعتراض والتسخط؛ لوروده عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وإن عيشًا مع شكاوى الأنبياء لربهم مع تنوعها بين العموم والخصوص، ومطالب الدنيا والآخرة - لَيُنبي عن ما قام في قلوبهم من إعظام الرغبة، رغم مرارة الآلام وجثوم الغموم، فكانت تلك الشكاوى بلسمَ شفاءٍ لتلك المعاناة؛ هذا إبراهيم عليه السلام يبث شكواه لربه: ﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ﴾ [إبراهيم: 37]، وهذه شكوى زكريا عليه السلام: ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾ [مريم: 4 - 6]، وشكا أيوب عليه السلام ضرَّه إلى ربه قائلًا: ﴿ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 83]، ويونس عليه السلام بث شكواه لربه حبيسًا في بطنِ حوتٍ في لجة البحر: ﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87]، وموسى عليه السلام بث إلى ربه شكوى الطغيان الفرعوني فقال: ﴿ وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾ [يونس: 88].

قال ابن القيم: "فالشكوى إليه سبحانه لا تنافي الصبر الجميل، بل إعراض عبده عن الشكوى إلى غيره جملةً، وجعل الشكوى إليه وحده هو الصبر، والله تعالى يبتلي عبده؛ ليسمع شكواه وتضرعه ودعاءه، وقد ذمَّ سبحانه من لم يتضرع اليه ولم يستكن له وقت البلاء؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ﴾ [المؤمنون: 76]، والعبد أضعف من أن يتجلد على ربه، والرب تعالى لم يُرِدْ من عبده أن يتجلد عليه، بل أراد منه أن يستكين له، ويتضرع إليه، وهو تعالى يمقت من يشكوه إلى خلقه، ويحب من يشكو ما به إليه، وقيل لبعضهم: كيف تشتكي إليه ما ليس يخفى عليه؟ فقال: ربي يرضى ذل العبد إليه.

الخطبة الثانية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فاعلموا أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.

أيها المؤمنون، إن في قصر العبد شكواه على مولاه دون أحد سواه أنسًا بالله وقربًا، حين يخلو العبد بمولاه مناجيًا، مظهرًا فقره وضعفه، عارضًا حاجته، متبرئًا من حَوْلِهِ، معظمًا رغبته في خالقه، مفلسًا مما عداه، بلسان منكسر وإن كان بلهجة عامية، فذلكم الانكسار أفضل حال للعبد، وأقرب مظنة لإجابة شكواه، وفي ذلك الأنس والقرب والمناجاة والتوكل حلاوةٌ تفوق كل لذة، وتعوِّضُ عن كل فائت، وتُنسي مرارة الألم، وتقوي القلب أمام زلازل المحن، وتهزم وساوس الشيطان وأوهامه؛ قال بعض السلف: "إنه لتكون لي حاجة إلى الله، فأسأله إياها، فيفتح عليَّ من مناجاته، ومعرفته، والتذلل له، والتملق بين يديه - ما أحب معه أن يؤخر عني قضاءها، وتدوم لي تلك الحال"، وقال أحدهم: "من أراد أن يكون أقوى الناس، فليتوكل على الله"، وقال السري السقطي: "من اشتغل بمناجاة الله، أورثته حلاوة ذكر الله تعالى مرارةَ ما يلقي إليه الشيطان"، وإذا تقرر عظيم الفرق بين الشكوى للمخلوق والشكوى للخالق حقيقة وأثرًا، أدركنا سر تأثر الفاروق رضي الله عنه حين وصفه أبو رافع رضي الله عنه بقوله: "إني يومًا مع عمر في صلاة الصبح، وهو يقرأ السورة التي فيها يوسف، وأنا في آخر الصفوف الرجال مما يلي النساء، وكان جهير القراءة، فلما مر بهذه الآية: ﴿ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ﴾ [يوسف: 86]، فبكى حتى انقطعت قراءته، وسمعت نشيجه".


Yklh Ha;, fed ,p.kd Ygn hggi ls;k hlgi jfd Ygd




Yklh Ha;, fed ,p.kd Ygn hggi ls;k hlgi jfd Ygd Yklh ,p.kd




 توقيع : ʂąɱąя

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس