منتديات انفاس الحب - متلازمة فرط التفكير

هناك حالة عقلية مثبتة يُطلق عليها متلازمة "فرط التذكّر" أو "الذاكرة الذاتيّة بالغة القوة".
والأشخاص الذين لديهم هذه الحالة، يمكنهم تذكّر أيّ شيء أو حادثة أو مرحلة مرّوا بها من دون جهد.
أي يمكنهم أم يتذكّروا بالتفاصيل الدقيقة، أين ذهبوا وماذا فعلوا في الزمان والمكان الفعليين.
فدماغهم أشبه بآلة فوتوغرافيّة تلتقط صوراً عالية الجودة تسجّلها بكاميرا فيديو وتحفظها بذاكرتها.
فما هي سمات الأشخاص الذين لديهم حالة فرط التذكّر؟ وما هو سبب هذه الحالة؟
سمات مشتركة بين أصحاب متلازمة فرط التذكّر
- استدعاء تفاصيل شبه كاملة عن أيّام حياتهم، وكيف شعروا، وعندما يلمع في ذهنهم تاريخاً ما، يشاهدون
في عقلهم تصويراً حيّاً لهذا التاريخ فيحدث بطريقة لا واعية من دون محاولة ذلك ولا يأخذ جهداً.
- أصحاب هذه المتلازمة يختلفون عن الذين يمتلكون ذاكرة قويّة، ففي هذه الحالة يستخدمون استراتيجيّات تساعدهم
على تذكّر الأمور، لكنّ المصابين بمتلازمة فرط التذكّر، يتذكّروا أمورا من دون وعي أو طلب أو رغبة بذلك.
- بحسب قول الأشخاص الذين ليدهم حالة فرط تذكّر، إنّ دماغهم يعمل بوتيرة دائمة، فيتذكّرون أحداثاً كثيرة
وهذا يسبّب لهم ألم الصداع والأرق الليلي والتعب، وكأنّ دماغهم يعمل كآلة زمن محمّلة بالعواطف.
- يعانون من عدم القدرة على نسيان الحزن، وكأنّ الماضي حاضر أمامهم بوضوح، فتتقلّص قدرتهم على التغلّب على الحزن والألم.
ما هو السبب وراء متلازمة فرط التذكّر؟
حتى الآن لم يفهم العلم السبب الرئيسي وراء هذه الحالة، لكن بعد مراقبة المصابين لاحظوا أنّ جزءاً من منطقة الصدغ والمسؤول
عن الذاكرة، حجمه أكبر من الطبيعي مقارنة مع الناس الآخرين، إضافة إلى أنّ النواة المذنّبة والمسؤولة عن التعلّم، أكبر أيضاً.
هذا الأمر يلعب دوراً في الإصابة بمرض الوسواس القهري. فمن روائع الدماغ أن يتكّر كلّ التفاصيل الماضية
لكنّها من الممكن أن تكون عبئاً ثقيلاً على صاحبها، فتتصارع الأفكار في رأسه من دون أن يستطيع الانفصال عن الحقائق ليرتاح قليلاً.
هل من علاج لمتلازمة فرط التذكّر؟
هذه الحالة ليست مرضيّة أوحالة طارئة سريريّة، فلا تتطلّب تدخّلاً سريعاً. بل هي نوع من الانحراف الوظيفي في الدماغ
عن العمليّة الطبيعيّة، تؤدّي إلى حتى حدوث فرط التذكّر للشخص المصاب.
وللسيطرة عليها، من المفضّل استشارة طبيب نفسيّ أو اختصاصيّ في الحالات العقلية للمساعدة على منع تحكّم
هذه المتلازمة بيوميات الشخص، فلا يكون أسيراً لذكرياته المستمرة.