منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ أنفاس الرسول والصحابة الكرام ۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=125)
-   -   شرح حديث البراء: "أمرنا رسول الله بسبع: إبرار المقسم" (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=88885)

ʂąɱąя 10-02-2023 02:27 PM

شرح حديث البراء: "أمرنا رسول الله بسبع: إبرار المقسم"
 
عن أبي عمارة البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: "أمَرَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بسَبْعٍ ونهانا عن سبع: أمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإبرار المُقسِم، ونصر المظلوم، وإجابة الداعي، وإفشاء السلام، ونهانا عن خواتيم أو تختُّمٍ بالذهب، وعن شرب بالفضة، وعن المَياثر الحُمْر، وعن القَسِّيِّ، وعن لبس الحرير والإستبرق والديباج"؛ متفق عليه.



قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:

الحق السابع: "إبرار القسم".

يعني إذا أقسم عليك أخوك بشيء فبِرَّه ووافقه على ما حلف عليه، فإذا حلف قال: والله لتفعلَنَّ كذا وكذا، فإن من حقِّه عليك أن تبر بيمينه وأن توافقه، إلا إذا كان في ذلك ضرر عليك، مثل لو حلف عليك أن تخبر عما في بيتك من الأشياء التي لا تحب أن يطَّلِع عليها أحد فلا تخبره؛ لأنه معتدٍ؛ لكونه يطلب منك أن تبيِّن له ما كان سرًّا عندك، وإذا كان معتديًا فإن المعتدي جزاؤه أن يُترَك ولا يوافَق على اعتدائه.



لكن إذا لم يكن عدوانٌ وحلف عليك، فإن من حقِّه أن تَبَرَّ بيمينه، وتعطيه ما حلف عليه، إلا إذا كان معصية، فإذا كان معصية فلا تُجِبْه، مثل لو أقسم عليك أن تعطيه دراهم يشتري بها دخانًا، فهذا لا يلزمك، بل لا يجوز لك أن توافقه؛ لأنك تعينه على الإثم والعدوان.



أو كان في ذلك ضرر عليك كما مثَّلنا بمن حلف عليك أن تخبره بما في سر البيت من الأمور التي لا تحب أن يطلع عليها أحد، أو حلف عليك بشيء يضرك، مثل أن يحلف عليك بشيء يضرك إذا وافقتَه عليه، كأن يقول أبوك مثلًا: الله لا تحَّج البيت، والحجُّ واجب عليك، فإنك لا تطيعه؛ لأن في هذا تركًا للواجب، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، أو حلف عليك ألا تزور أمَّك التي قد طلَّقها، وصار بينه وبينها مشاكل فكرهها، فقال لك: والله لا تذهب إلى أمِّك، فلا تطعه؛ وذلك لأنه آثم بكونه يحول بينك وبين صلة الرحم، صلةُ الرحم واجبة، وبرُّ الوالدين واجب، فلا تطعه.



ومن ذلك أيضًا إذا حلف ألا تزور أحدًا من إخوانك أو أعمامك أو أقاربك، فلا تطعه، ولا تبرَّ بيمينه ولو كان أباك؛ لأن صلة الرحم واجبة، ولا يحل له أن يحلف مثل هذا الحلف، وصلة الرحم إذا قام بها الإنسان فإن الله تعالى يصله، فقد تعهَّد الله للرحم أن يصل من وصلها، وأن يقطع من قطعها، فإذا انتفت الموانع فإن الأَولى أن تبرَّ بهن.



وها هنا مسألة، وهي أنه ربما يحلف هو وتحلف أنت، وهذا يقع كثيرًا في الضيف إذا نزل عليك، قال: والله ما تذبح لي، فتحلف أنت وتقول: والله لأذبح لك، فهنا من الذي يبرُّ: الأول أم الثاني؟ يبرُّ الأول؛ لأن حقه ثابت، ونقول للثاني صاحب البيت الذي حلف أن يذبح، نقول: لا تذبح وكفِّر عن يمينك؛ لأن الأول أحقُّ بالبر وأسبق.



وهاهنا مسألة يحب أن يُتفطن لها أيضًا في هذا الأمر، وهي أن بعض السفهاء إذا نزل به ضيف، طلق الصيف ألا يذبح له؛ قال: عليَّ الطلاق من امرأتي، أو نسائي إن كان له أكثر من امرأة، ألا تذبح لي، فيقول صاحب البيت: وأنا عليَّ الطلاق أن أذبح لك، وهذا خطأ عظيم، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت))، أما الطلاق فلا، ما ذنب المرأة حتى تطلِّقها؟! وهو من الخطأ العظيم.



وأقول لكم: إن المفتين اليوم - وأنا منهم - نفتي بأن الإنسان إذا أراد بذلك التهديد أو التأكيد، فإنه لا طلاق، وعليه كفارة يمين، يعني أن حكمه حكم اليمين، ولكني أقول لكم: إن أكثر أهل العلم، ومنهم أصحاب المذاهب الأربعة، على أن هذا طلاق، وعلى أنه إذا لم يَفِ بما قال، طلَقت امرأتُه، فالمسألة خطيرة، ولا تظنوا أن الناس إذا أفتَوا بالأمر السهل أن المسألة سهلة، بل هي خطيرة جدًّا، إذا كان أصحاب المذاهب الأربعة: المالكي، والشافعي، والحنفي، والحنبلي، كلهم يرون أن مثل هذا يكون طلاقًا، وأنه إذا طلَّق ألا تَذبَحَ وذبحتَ، طلَقت زوجتُه، وإذا طلَّقت أن تَذبح ولم تَذبح، طلَقت زوجتُك، وهذه المذاهب الأربعة ليست بهينة، والخلاف في هذا ليس بهين، فلا تستهينوا بهذا الأمر، فهو خطير جدًّا.



وأنت الآن مثلًا إذا رجعت إلى زوجتك وكانت هذه آخر طلقة، فأنت تطؤها على المذاهب الأربعة وطئًا حرامًا، وعلى القول أنه يمين تكفِّر عن يمينك وتحل لك، فالمسألة خطيرة للغاية؛ لذلك يجب علينا أن نتناهى عنها، وألا نقول إذا حصل: أذهب لابن باز أو لابن عثيمين أو الثاني أو الثالث، فهذا لا ينفعك، فهناك علماء إجلاء أكبر منهم يرون أن هذا طلاق، وأنه إذا كان آخر طلقة، فإن المرأة تَبِينُ بها، ولا تحلُّ لزوجها إلا بعد زوج آخر.



أقول هذا من أجل ألا تتهاونوا في هذا الأمر؛ فهذا الأمر خطير جدًّا، فمن كان حالفًا فليحلف بالله، يقول: والله.



ثم إني أشير عليكم بأمر مهم؛ أنك إذا حلَفتَ على يمين فقل: إن شاء الله، ولو لم يسمعها صاحبك، قل: إن شاء الله وإن لم يسمعها صاحبك؛ لأنك إذا قلت: إن شاء الله، يسَّر الله لك الأمر حتى تبرَّ بيمينك، وإذا قُدِّر أنه ما حصل الذي تريد فلا كفارة عليك، وهذه فائدة عظيمة.



فلو قلت لواحد مثلًا: والله ما تذبح لي، ثم قلت بينك وبين نفسك: إن شاء الله، ثم ذبح، فلا عليك شيء، ولا عليك كفارة يمين، وكذلك أيضًا بالعكس، لو قلت: والله لأذبح، ثم قلت بينك وبين نفسك: إن شاء الله، ولم يسمع صاحبك، فإنه إذا لم تذبح، فليس عليك كفارة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من حلف على يمين فقال: إن شاء الله، لم يحنث)).



وهذه فائدة عظيمة اجعلها على لسانك دائمًا، اجعل الاستثناء بإن شاء الله على لسانك دائمًا؛ حتى يكون فيه فائدتان:

الفائدة الأولى: أن تُيسَّر لك الأمور.

والفائدة الثانية: أنك إذا حنَثتَ فلا تلزم الكفارة.



المصدر: «شرح رياض الصالحين» (2/ 609 - 613)









- وَرد. 10-02-2023 05:15 PM

-






بارك الله فيك
وَ جزاك عنا كل خير
تقديري.

سَديم 10-02-2023 05:15 PM

جَزاك الله خَير وجَعلهُ فِي مِيزان حَسناتك ،
يَعطيك العَافية .

سمو المشاعر 11-02-2023 04:37 AM

جزاك الله خيراً
وجعله في ميزان حسناتك
ورزقك جنةً عرضها السموات والأرض

غيمہّ فرٌح 12-02-2023 09:45 AM

..:85:





جزاگ اللهُ خَيرَ الجَزاءْ..
جَعَلَ يومگ نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآ عَطآئُگ

- آتنفسك❀ 12-02-2023 08:56 PM

جزَآك آللَه خَيِرآ علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعلهآ فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ الفًردوسَ الأعلى ًمِن الجنـَه
حَمآك آلرحمَن ,,~

تَنْهِيدَةٌ نآي 13-02-2023 10:59 AM

,‘*
سَلمتْ أنآملكْ ، وشُكراً لكْ ,

وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لقلبكَ السعآده والفـرح ..

|‘,

أميرة أميري 13-02-2023 07:58 PM

جزاك الله خيراً وجعله في ميزان حسناتك
ورزقك جنةً عرضها السموات والأرض
الله لايحرمك الأجر والثواب

لحن الغرام 13-02-2023 11:04 PM

جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان

إرتقاء 15-02-2023 05:41 AM

جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك


الساعة الآن 02:30 PM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant