- في ظلال آية – (وخلق كل شيء فقدره تقديرا) ~
- , من ظلال سورة الفرقان الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا{الفرقان/2} وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا .قدر حجمه وشكله . وقدر وظيفته وعمله . وقدر زمانه ومكانه . وقدر تناسقه مع غيره من أفراد هذا الوجود الكبير . وإنتركيب هذا الكون وتركيب كل شيء فيه , لمما يدعو إلى الدهشة حقا , وينفي فكرةالمصادفةنفيا باتا . ويظهر التقدير الدقيق الذي يعجز البشر عن تتبع مظاهره , فيجانبواحد من جوانب هذا الكون الكبير . وكلما تقدم العلم البشري فكشف عن بعض جوانبالتناسقالعجيب في قوانين الكون ونسبه ومفرداته اتسع تصور البشر لمعنى ذلك النصالقرآني الهائل: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ). . يقول [ أ . كريسي موريسون ] رئيس أكاديمية العلوم بنيويورك في كتابهبعنوان:”الإنسان لا يقوم وحده” . “ومما يدعو إلى الدهشة أن يكون تنظيم الطبيعة على هذا الشكل , بالغا هذه الدقةالفائقة . لأنه لو كانت قشرة الأرض أسمك مما هي بمقدار بضعة أقدام , لامتص ثانيأكسيدالكربون الأوكسجين , ولما أمكن وجود حياة النبات . ” ولو كان الهواء أرفع كثيرا مما هو فإن بعض الشهب التي تحترق الآن بالملايين فيالهواءالخارجي كانت تضرب جميع أجزاء الكرة الأرضية , وهي تسير بسرعة تترواح بينستةأميال وأربعين ميلا في الثانية . وكان في إمكانها أن تشعل كل شيء قابل للاحتراق . ولو كانت تسير ببطء رصاصة البندقية لارتطمت كلها بالأرض , ولكانت العاقبة مروعة .أماالإنسان فإن اصطدامه بشهاب ضئيل يسير بسرعة تفوق سرعة الرصاصة تسعين مرة كانيمزقهإربا من مجرد حرارة مروره ! ” إن الهواء سميك بالقدر اللازم بالضبط لمرور الأشعة ذات التأثير الكيميائي التييحتاجإليها الزرع , والتي تقتل الجراثيم وتنتج الفيتامينات , دون أن تضر بالإنسان , إلا إذا عرض نفسه لها مدة أطول من اللازم , وعلى الرغم من الانبعاثات الغازية منالأرضطول الدهور – ومعظهما سام – فإن الهواء باق دون تلويث في الواقع , ودون تغيرفينسبته المتوازنة اللازمة لوجود الإنسان . وعجلة الموازنة العظيمة هي تلك الكتلةالفسيحةمن الماء – أي المحيط – الذي استمدت منه الحياة والغذاء والمطر والمناخالمعتدل , والنباتات . وأخيرا الإنسان نفسه . . . ” . ويقولفي فصل آخر: ” لو كان الأوكسجين بنسبة 50 في المائة مثلا أو أكثر في الهواء بدلا من 21 فيالمائةفإن جميع المواد القابلة للاحتراق في العالم تصبح عرضة للاشتعال , لدرجة أنأولشرارة من البرق تصيب شجرة لا بد أن تلهب الغابة حتى لتكاد تنفجر . ولو أن نسبةالأوكسجينفي الهواء قد هبطت إلى 10 في المائة أو أقل , فإن الحياة ربما طابقت نفسها عليها في خلال الدهور . ولكن في هذه الحالة كان القليل من عناصر المدنية التيألفهاالإنسان – كالنار مثلا – تتوافر له” . ويقولفي فصل ثالث . ” ما أعجب نظام الضوابط والموازنات الذي منع أي حيوان – مهما يكن من وحشيته أوضخامتهأو مكره – من السيطرة على العالم , منذ عصر الحيواناتالقشرية المتجمدة !غيرأن الإنسان وحده قد قلب هذا التوازن الذي للطبيعة بنقله النباتات والحيوانات منمكانإلى آخر . وسرعان ما لقي جزاءه القاسي على ذلك , ماثلا في تطور آفات الحيوانوالحشراتوالنبات . ” والواقعة الآتية فيها مثل بارز على أهمية تلك الضوابط فيما يتعلق بوجودالإنسان . فمنذ سنوات عديدة زرع نوع من الصبار في استراليا . كسياج وقائي . ولكنهذاالزرع مضى في سبيله حتى غطى مساحة تقرب من مساحة انجلترا , وزاحم أهل المدنوالقرى , وأتلف مزارعهم , وحال دون الزراعة . ولم يجد الأهالي وسيلة تصده عنالانتشار ; وصارت أستراليا في خطر من اكتساحها بجيش من الزرع صامت , يتقدم في سبيلهدونعائق ! ” وطاف علماء الحشرات بنواحي العالم حتى وجدوا أخيرا حشرة لا تعيش إلا على ذلكالصبار , ولا تتغذى بغيره , وهي سريعة الانتشار , وليس لها عدو يعوقها في استراليا . وما لبثت هذه الحشرة حتى تغلبت على الصبار . ثم تراجعت , ولم يبق منها سوى بقيةقليلةللوقاية , تكفي لصد الصبار عن الانتشار إلى الأبد . “وهكذا توافرت الضوابط والموازين , وكانت دائما مجدية . ” ولماذا لم تسيطر بعوضة الملاريا على العالم إلى درجة كان أجدادنا يموتون معها , أو يكسبون مناعة منها ? ومثل ذلك أيضا يمكن أن يقال عن بعوضة الحمى الصفراء التي تقدمت شمالا في أحد الفصول حتى وصلت إلى نيويورك . كذلك البعوض كثير في المنطقةالمتجمدة . ولماذا لم تتطور ذبابة تسي تسي حتى تستطيع أن تعيش أيضا في غير مناطقهاالحارة , وتمحو الجنس البشري من الوجود ? يكفي أن يذكر الإنسان الطاعون والأوبئةوالجراثيمالفاتكة التي لم يكن له وقاء منها حتى الأمس القريب , وأن يذكر كذلك ماكانله من جهل تام بقواعد الوقاية الصحية , ليعلم أن بقاء الجنس البشري رغم ذلكيدعوحقا إلى الدهشة ! . . . ” إن الحشرات ليست لها رئتان كما للإنسان ; ولكنها تتنفس عن طريق أنابيب . وحينتنموالحشرات وتكبر , لا تقدر تلك الأنابيب أن تجاريها في نسبة تزايد حجمها . ومنثملم توجد قط حشرة أطول من بضع بوصات , ولم يطل جناح حشرة إلا قليلا . وبفضل جهازتكوينالحشرات وطريقة تنفسها لم يكن في الإمكان وجود حشرة ضخمة . وهذا الحد من نموالحشرات قد كبح جماحها كلها , ومنعها من السيطرة على العالم . ولولا وجود هذاالضابطالطبيعي لما أمكن وجود الإنسان على ظهر الأرض . وتصور إنسانا فطريا يلا قيد بورا يضاهي الأسد في ضخامته , أو عنكبوتا في مثل هذا الحجم ! ” ولم يذكر إلا القليل عن التنظيمات الأخرى المدهشة في فيزيولوجيا الحيوانات ,والتي بدونها ما كان أي حيوان – بل كذلك أي نبات – يمكن أن يبقى في الوجود . . .الخ” . وهكذاينكشف للعلم البشري يوما بعد يوم , شيء من تقدير الله العجيب في الخلق ,وتدبيرها لدقيق في الكون , ويدرك البشر شيئا من مدلولات قوله في الفرقان الذي نزله على عبده: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ). . من تفسير الظلال للأستاذ / سيد قطب ~ |
مشاركه جيده ومفيده
وتفاعل طيب وتواجد جميل بارك الله فيك |
جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ |
-
بارك الله فيك وَ جزاك عنا كل خير تقديري. |
/
تسلم ايدك ع الطرح يعتيك العافية |
جزاك الله خير
|
جزاك الله كل خير
وجعله في ميزان حسناتكـ لاعدمنا جديدك |
_
جَزَاك الله جَنّةٌ عَرضهَا السموَاتِ والأَرض وَ حَرمك الأجر يَارب :241:. |
-
سَلَمِتْ أٌنآملِـگ لـآحُرمنًآ آلمولى هًذآ الهطًول آلجمَيـٍل لروَحِـگ گـلً آلـوَد و محًبتيٍ وآحتَرآميٍ |
,
سُلمِتَ ذُآئِقُتكَ بطُرحَِكّ الرُآئِعَ دُآمِ عُطَآئُكّ , تُقدَيِرّيَّ . . ~ |
الساعة الآن 02:06 AM |
تصحيح تعريب
Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب