منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ انفاس الركن الإسلامي ۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   حق القرآن الكريم (1) (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=6639)

أميرة أميري 22-10-2019 03:21 AM

حق القرآن الكريم (1)
 
الكريم , القرآن

حق القرآن الكريم (1)

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:

إخوتي الكرام؛ مع حق آخرَ من الحقوق الإسلامية العظيمة، مع حق جليل القدر، عظيم الشأن، أوجب الله تعالى على عباده أداءَه ورعايته، تحقيقاً لمنافِعِهم ومصالحِهم في العاجل والآجل، وصيانة وحماية لهم من المساوئ والمهالك في الدنيا والآخرة.. إنه حق القرآن الكريم؛ حق عظيم جليل، لأنه كلام الله العظيم الجليل..



وقفة مع عظمة القرآن الكريم:

إخوتي الكرام؛ قبل أن نتعرّفَ على حقوق القرآن على أمة القرآن، لا بد لنا أولاً أن نقف مع عظمة القرآن ومكانته، لنعلمَ أنّ حقه على الأمة عظيم، وأن أمانته في رقاب الأمة جسيمة...



فالقرآن الكريم كلام الله؛ ويكفي هذا دليلاً على عظمته ومكانته وشرَفِه، فهو كلام الله، ليس بمخلوق، ولا بكلامِ مخلوق، وإنما هو كلام الله، أصدقُ كلام، وأحسنُ كلام، وأشرفُ كلام، نزل به أشرف ملك وهو جبريل عليه السلام، في أشرف شهر وهو شهر رمضان، في أشرف ليلة وهي ليلة القدر، في أشرف بقعة على الأرض وهي مكة المكرّمة، وبأشرف لغة وهي اللغة العربية، وعلى أشرف خلق الله وهو الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم، إلى أشرفِ وخير أمّة أخرجتْ للناس وهي أمة محمد صلى الله عليه وسلم.. قال الله تعالى: ﴿ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [الشعراء: 192 - 195]. فعظمته من عظمة الله، وجماله من جمال الله، وجلاله من جلال الله، لأنه كلام الله، الذي قال عنه ربنا سبحانه: ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴾ [النساء: 87]. وقال عز وجل: ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴾ [النساء: 122]. حديثه أحسنُ الحديث، كما قال سبحانه: ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ﴾ [الزمر: 23]. وقَصَصُه أحسن القصص، كما قال سبحانه: ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ﴾ [يوسف: 3].. لا يشبهه كلام، ولا يدانيه كلام...



إنه كلام الله، أحكمَ الله آياتِه بإرادته، وحفِظه بقدرته، يَسَّر ذكرَه للذاكرين، وسَهَّل حِفظه للدارسين، فهو للقلوب ربيعُها، وللأبصار ضياؤها، جعله الله تعالى نورًا، وإلى النور يهدي، وحقًّا، وإلى الحق يُرشد، وصراطًا مستقيمًا ينتهي بسالكيه إلى جنة الخلد، لا تمَله القلوب، ولا تتعَبُ من تلاوته الألسُن، ولا يَخلق على كثرة الرّدِّ..



إنه كلام الله، نعمة اللهِ السابغة، وحُجّته الدامغة، نورُ الأبصار والبصائر، أنزله ربنا وشرّفه وَعْداً وَوَعِيداً، وأمْراً وزَجْراً، وحُكماً وعِلماً، ورحمة وعدلاً..



القرآن الكريم هُدًى؛ كتابُ هداية ودلالة وإرشاد، يهدي إلى الحق، ويدل على الطريق، ويُرْشد إلى الخير، مَن تمسك به اهتدى وفاز ونجا، ومن أعرض عنه ضل وغوى وسلك سبيل الرّدى.. قال تعالى عنه: ﴿ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 1، 2]. وقال عز وجل: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: 9]. فهذا القرآن يَهدي ويَدلّ ويُرْشدُ لما هو أفضلُ للبشرية في عقائدها وعباداتها وتشريعاتها، وأفضلُ في معاملاتها وآدابها وأخلاقها..



القرآن الكريم نور؛ نور وضياء، يُنيرُ الطريق للسالكين، ويُضيء السبيل للمؤمنين، ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15، 16]. فلا مَخرَج من الظلمات إلى النور إلا بهذا الكتاب المبين، مَن أخذ به أبصرَ طريق النجاة والفلاح، ومن أعرَضَ عنه بقي ضائعا تائها في غياهب الظلمات، كما قال عز وجل: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 122].



القرآن الكريم شفاء؛ شفاء من الأمراض والأدواء، شفاء من الهموم والأحزان... فعنه يقول ربنا سبحانه: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82].



القرآن شفاء للقلوب؛ من تدبَّره أخرَج النفاق والشك والريبة وكلّ سوء وشرّ من قلبه، حتى يصبح قلبه طاهرا مطمئنا بالإيمان...



والقرآن شفاء للأبدان؛ تقرؤه فتنزل السكينة، وتذهبُ الهموم والأسقام بإذن الله.. شفاء يَدُلك على الطيبات التي تنفعك في بدنك، ويُحرّم عليك الخبائث التي تضرّك في بدنك... ﴿ قلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ﴾ [فصلت: 44].



القرآن الكريم موعظة؛ يُحَرّك القلوب، ويُسَدّد العقول، ويؤثر في النفوس، فقد قال الله تعالى عنه: ﴿ يَا أَيّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَة مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ ﴾ [يونس: 57]. فمن لم يتعظ بالقرآن الكريم، بوَعْدِه ووَعِيدِه، وقصَصِه وأمثاله، فليعلمْ أن قلبه ميت، وأنّ عقله تائه، وإنْ زعم أنه أعقلُ العقلاء.. فعن قوّة القرآن في الوعظ والتأثير يقول ربنا سبحانه: ﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الحشر: 21]. أي لو خوطِبتِ الجبالُ الرّوَاسي بالقرآن لخشعتْ وتصدّعتْ وتشققتْ من خشية الله.. وقال عز وجل: ﴿ وَلَوْ أَنَّ قرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أوْ قطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى ﴾ [الرعد: 31]. يقول ابن كثير: "لو كان في الكتب الماضية كتاب تسَيَّرُ به الجبال عن أماكنها، أو تقطّع به الأرض وتنشق، أو تكلم به الموتى في قبورها، لكان هذا القرآن هو المتصف بذلك دون غيره". فما بالُ القلوب لا تخشع ولا تتأثر بالقرآن؟ هل هي أقسى من الحجر؟ كما قال الله تعالى عن قلوب بني إسرائيل: ﴿ ثمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدّ قَسْوَةً ﴾ [البقرة: 74].



القرآن الكريم رحمة؛ أنزله الرحيم الرحمان على عباده لينالوا به رحمة الله التي وَسِعَتْ كل شيء، فمن أراد الرحمة فعليه بهذا القرآن، ففي قراءته رحمة، وفي سماعه رحمة، وفي اتباعه رحمة... ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ [الإسراء: 82]. يقول الليث رحمه الله: مَا الرّحمَةُ إلى أحَدٍ بأسرَعَ مِنها إلى مُسْتمِع القرآن، لقول الله جل ذكره: ﴿ وَإِذَا قرِئَ الْقرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأعراف: 204].



القرآن الكريم خيرُ الكتب السماوية وخاتمها؛ فهو أرفعها مقاما، وأكثرُها تابعا، وآخرُها نزولا...



كتابٌ استوْعبَ هَدْيَ موسى وعيسى والنبيّين من قبلهما، عليهمْ جميعاً وعلى نبيّنا أفضلُ الصلاة والسلام.



القرآن كتاب اجتمع فيه ما تفرّق في الرسالات قبله، فحَفِظ حقائق النبوّات الأولى، كما قال تعالى عنه: ﴿ نَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ﴾ [الأعلى: 18، 19] وهيْمَنَ عليها، أي نسخ بعض أحكامها، وزاد عليها من الأحكام ما يليق بمقام الأمة الخاتِمة، كما قال الله تعالى عنه: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ﴾ [المائدة: 48]. لأنه كتاب لا تنحصر أحكامه وأخلاقه في مكان، ولا يَحُدّها زمان، بل هو كتاب جاء ليُسَيّرَ شؤون العباد في كل زمان وفي كل مكان، منذ أن بُعِثَ به محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن يَرث الله الأرض ومن عليها.. لا تنقضي عجائبه، ولا تعجز أحكامه، ولا يُمَلّ سَماعُه، ولا يَخلق من كثرة الرّدّ..



القرآن الكريم كتابُ خير وسعادة ونجاة وفلاح؛ يدل على كل خير، ويقود إلى كل فلاح، فهو دليل العباد إلى خير الدنيا والآخرة، وقد قال سبحانه: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَة وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ [النحل: 89]. فالقرآن عمدة الملة، وكلية الشريعة، ويَنبُوع الحِكمة، وآية الرسالة، لا طريق إلى الله سواه، ولا سبيل إلى النجاة بغيره..



إنه دليل التوحيد والإيمان، ومصدر السعادة والهناء، وطريق القوة والعزة، وسبيل الوحدة والأخوة... ولتعرفَ قيمة هذا الخير الذي جاء به القرآن تأملْ كيف كانت الحياة البشرية في الجاهلية قبل نزول القرآن؛ كانت حياة ضلال وظلام، أهلها غارقون في أوحال الشرك والوثنية، يصنعون آلهتهم بأيديهم ويعبدونها من دون الله..



أناس يَنْحِتون أصناما من الحجارة ويسجدون لها.. وآخرون يجمعون التمرَ ويسجدون له، فإذا جاعوا أكلوه.. منهم من يعبد الحجر، ومنهم من يعبد الشجر، ومنهم من يعبد الشمس والنجوم والقمر...



عن أبي رجاء العُطاردي رضي الله عنه قال: "كنا نعبد الحَجَر، فإذا وجدنا حجرا هو أخْيَرُ منه ألقيناه، وأخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجرا جمعنا جُثوَة من تراب، ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه، ثم طفنا به". رواه البخاري.

يَعبدونها ويَدْعونها ويطوفون بها وهي لا تسمَعُ ولا تبصِرُ ولا تتحرّك، ولا تملك لهم نفعا ولا ضَرّا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، ولكنها العقولُ المتحَجّرَة، والقلوبُ الميتة، والجهلُ والتقليد والعناد واتباع الهوى...



جاء أحدهم إلى صنم في جهينة ليسجد له، فخرج ثعلب من وراء الصنم، فهربت ناقته وسقط من على الناقة، فقال:

أتينا إلى سَعْدٍ ليجمع شملنا ♦♦♦ ففرّقنا سعدٌ فما نحن من سعدٍ



وجاء آخرُ فوجد ثعلباً يبول على صنمه، فقال:

أرَبّ يبول الثعلبان برأسه ♦♦♦ لقد ذل من بالت عليه الثعالب

حتى نزل القرآن فدعاهم إلى توحيد الله وعبادته، وبين لهم حقيقة أصنامهم التي يعبدونها، فقال ربنا سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ * إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ * وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ * وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 194، 198].



كانت الحياة في الجاهلية حياة حروب وعصبية وصراعات ونزاعات... حتى نزل القرآن فدعا إلى الصلح والإخاء، فجعل من الأعداء المتحاربين إخوَة متحابين، ﴿ إِنَّمَا الْمُؤمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ﴾[الحجرات: 10].



كانت الحياة في الجاهلية حياة يُستعْبَدُ فيها الضعفاء، ويُهان فيها الفقراء، فنزلَ القرآن فدعا إلى تحرير العبيد، والرفق بالضعفاء، والإحسان إلى الفقراء، وجعل ذلك سبيلا إلى تجاوز العقبة والنجاة من المهالك والمضارّ، فقال تعالى: ﴿ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ﴾ [البلد: 11 - 18].



كانت الحياة في الجاهلية حياة تهانُ فيها النساء، وتُوأدُ فيها البنات، حتى نزل القرآن فردّ إلى الأنثى كرامتها، وحرّمَ وَأدَهَا وإهانتَها، فقال تعالى: ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [النحل: 58، 59]. فالقرآن الكريم هو الذي أنقد البشرية من ضلالها وظلامها وشقائها...



فهنيئا لمن آمن به، واستنار بنوره، واهتدى بهداه... وويل لمن أعرض عنه، وجحد به، واستكبر عن آياته... ﴿ يَابَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [الأعراف: 35، 36].



نسأل الله تعالى أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور أبصارنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا، وأن يجعله قائدا لنا إلى رضوانه، وشفيعا لنا يوم لقائه..



اللهم طهر قلوبنا بكتابك، ونور عقولنا بكتابك، وسدد ألسنتنا بكتابك، وأصلح شؤوننا بكتابك، وارفع درجاتنا بكتابك، يا رب العالمين.

اللهم فرج هم المهمومين، ونفس كرب المكروبين، وأصلح أحوال المسلمين، واشف مرضى المسلمين أجمعين.

ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

حلم 22-10-2019 03:59 AM

جزاك الله خير
سلمت يمينك:ff1 (209):

fadak 22-10-2019 06:09 AM

الله يعطيك العافيه
جزاك الله كل خير
سلمت يمناك....

لهفة 22-10-2019 06:10 AM

جزاك الله خير

أبو محمد 22-10-2019 01:35 PM

جزاكم الله خير الجزاء على الموضوع القيم
وجعل ذلك في موازين حسناتكِم
بوركت جهودكم

eyes beirut 22-10-2019 02:04 PM

يعتيك العافية ....

الفيصل 22-10-2019 02:11 PM

جَملْ الله قَلبكْ بِنوٌرْ الَإيمَآنْ..وُمتعكْ بِروٌعةُ الجِنَآنْ
وُكتبَ لَك الَأجرْ وٌالثوُآبْ
لَكِ جَزيِلْ الشُكرْ وٌخَآلصْ الدُعَآءْ بِ التوُفيِقْ
وُجعلكِ الله كَمَآ تُحبِْ وٌترضَىَ وٌكُتِبَ لَك الرِضىَ
[ حَمَآك ِربيِ:~

الــوافــي 23-10-2019 11:00 AM

جزاك الله خير
طرح رآقي گ روحـگ
لآعدمنا جمآل ذآئقتگ
وبآنتظار جديد آبداعكگ دائمآ
ودي لك

رتيــــــل 23-10-2019 05:22 PM

الله يعطيك العافيه
سلمت يدينك

ياسمين 24-10-2019 01:22 AM

جزاك الله خير
يعطيك العافيه على الطرح


الساعة الآن 10:12 PM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant