منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ أنفاس الرسول والصحابة الكرام ۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=125)
-   -   دفاع المؤمنين عن النبي الكريم ~ (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=66114)

- شقاء.. 25-02-2022 04:15 PM

دفاع المؤمنين عن النبي الكريم ~
 

-
,





من أعظم دلائل اتباع السُّنة الدفاع عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ لذا حرَّم اللهُ تعالى على المؤمنين
التخلُّف عن نُصرةِ نبيِّه صلى الله عليه وسلم، والرغبة بالأنفس عنه، وأوجب على المؤمنين نصرته؛
كما في قوله تعالى: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
[الأعراف: 157]، وامتدح الله المهاجرين بنصرتهم لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه:
{لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ
} [الحشر: 8].

وهذا النَّصرُ للنبي صلى الله عليه وسلم يشمل نَصرَه باللسان والسِّنان والبنان، وبالقول والفعل.
نصرًا له في ذات نفسه؛ حمايةً لعرضه، وصونًا لحرمته، وإرغامًا لأعدائه ومبغضيه، وانتصارًا له من كلِّ
مَنْ يؤذيه، وإجلالًا لمقام النبوة من أيِّ قدحٍ أو عيب.

وقد أجمع أهل العلم: على وجوب قتل مَنْ سبَّ الرسول صلى الله عليه وسلم أو عابه أو ألْحَقَ به
نقصًا في نسبه أو دينه أو خصلة من خصاله، أو عرَّضَ به أو شبَّهه بشيءٍ على طريق السَّبِّ له
والإزراء عليه أو التحقير لشأنه.

فحُكْمُ مَنْ أتى بذلك أن يقتل بلا استتابة؛ لأنه آذى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بما يستوجب
إهدارَ دمِه إنْ كان مسلمًا، ونَقْضَ عهدِه وقتله إنْ كان ذميًّا؛ حمايةً لعرضه صلى الله عليه وسلم
وصونًا لمكانته ومنزلته[1].

وترك النُّصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ودينه، والتخاذل عنها؛ تمكين لأعداء الإسلام من
الطعن فيه، وتشويهه، وإضعاف شوكته، وانتهاك حرماته، وإذهاب هيبة النبي صلى الله عليه
وسلم من النفوس.

فالانتصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم حقٌّ على كلِّ مَنْ آمن بالله تعالى، واتبع النبيَّ
صلى الله عليه وسلم وزعم أنه يُحِبُّه، فمَن ادَّعى حُبَّه - ولم ينصره وينتصر له - فهو كاذب في دعواه[2].

وضرب الصحابة الكرام رضي الله عنهم أروع الأمثلة في الذود عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وفدائه
بالأموال والأولاد والأنفس، في المنشط والمكره، في العُسر واليُسر، ولنتأمَّلْ فيما قاله أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ
رضي الله عنه يوم أُحدٍ لَمَّا هُزِمَ النَّاسُ وانكشف جيش المسلمين: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ
– يَعْنِي: أَصْحَابَهُ - وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ - يَعْنِي: الْمُشْرِكِينَ - ثُمَّ تَقَدَّمَ، فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ،
فَقَالَ: يَا سَعْدُ بْنَ مُعَاذٍ! الْجَنَّةَ، وَرَبِّ النَّضْرِ إِنِّي أَجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ. قَالَ سَعْدٌ رضي الله عنه: فَمَا
اسْتَطَعْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا صَنَعَ. قَالَ أَنَسُ بنُ مالك رضي الله عنه: فَوَجَدْنَا بِهِ بِضْعًا وَثَمَانِينَ ضَرْبَةً
بِالسَّيْفِ، أَوْ طَعْنَةً بِرُمْحٍ، أَوْ رَمْيَةً بِسَهْمٍ، وَوَجَدْنَاهُ قَدْ قُتِلَ وَقَدْ مَثَّلَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ، فَمَا عَرَفَهُ أَحَدٌ
إِلاَّ أُخْتُهُ بِبَنَانِهِ
)[3].

وعَنْ أَنَس بن مالك رضي الله عنه قَالَ: (لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم،
وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُجَوِّبٌ عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ لَهُ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رضي الله عنه
رَجُلًا رَامِيًا شَدِيدَ الْقِدِّ[4]، يَكْسِرُ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا، وَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ الْجَعْبَةُ مِنَ النَّبْلِ؛ فَيَقُولُ:
انْشُرْهَا لأَبِي طَلْحَةَ. فَأَشْرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إِلَى الْقَوْمِ، فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ رضي الله
عنه: يَا نَبِيَّ اللهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، لاَ تُشْرِفْ يُصِيبُكَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ، نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ
)[5].

وعَنْ قَيْس بن حازم قَالَ: (رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ شَلاَّءَ، وَقَى بِهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ)[6].

وإنَّ مِنْ نصر رسول الله صلى الله عليه وسلم نشر سيرته وإعلاء سُنَّته، وتطبيق شرعته؛ حتى يظهر
الوجه الحقيقي للإسلام، وتتَّضح الصورة الحقيقية لنبيِّ الرحمة صلى الله عليه وسلم، وحتى لا يتجرَّأ
عليه الأوغاد من أدعياء الإسلام مِمَّنْ أُشرِبوا في قلوبهم النِّفاق، أو من أعداء الإسلام من الكفرة
اللِّئام الذين يُطالعوننا بين الفينة والفينة بهجوم بذيء على شخصه الكريم صلى الله عليه وسلم
مستغلين ضعفَ المسلمين وبُعدَهم عن دينهم وسُنَّةِ نبيِّهم، التي لو تمسَّكوا بها لَبَلغوا الغاية ولَمَلَكوا
الدنيا، وكانوا هم أصحاب المبادرات والسَّبق العلمي والتِّقني، وكانوا هم سادة العالَم، ولكن للأسف
ظلُّوا يتردَّدون بين مذاهب شتَّى، وفلسفات عِدَّة، ومناهج متنوعة بين الشرق والغرب، وغفلوا عن
سُنَّةِ نبيِّهم - إلاَّ مَنْ رحم ربُّك - فما استطاعوا تحقيق نهضةٍ، وما استطاعوا بناءَ حضارة، فعادوا إلى الخلف،
ورجعوا إلى الوراء، تاركين مِضمار التَّقدُّم الصناعي والتِّقني لغيرهم. ولا تزال هناك محاولات جادة،
أسأل اللهَ تعالى أن يُبارِك فيها، فليس في قاموسنا اليأسُ من رحمة الله تعالى.

فمِنْ نَصْرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم تطبيقُ شرع الله بمعناه الشمولي الذي يجمع بين الدِّين
والدنيا، وبين العلم والعمل، وبين علم الشرع وعلم المادة، فنصبح متبوعين لا تابعين، ونصبح رؤوسًا
لا ذيولًا، وسادةً لا فئامًا.


:ff1 (6)::ff1 (6)::ff1 (6):
~

غيمہّ فرٌح 26-02-2022 03:19 AM

جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ

صمتاً 26-02-2022 04:02 AM

.
.

بآرك الله فيك على جمآل هذا الطرح
وروعة هذه الفرآئد والفوآئد
جزآك الله خيراً
و كتبها الله في موآزين حسنآتك :100:

eyes beirut 26-02-2022 10:23 AM

/

تسلم ايدك ع الطرح
يعتيك العافية

أميرة أميري 27-02-2022 08:52 PM

جزاك الله كل خير
جعلها في موازين حسناتك
يعطيك العافيه لطرحك القيم
احترامي وتقديري

قَـلـبْ 28-02-2022 04:42 AM

جزاك الله خير
وجعله في موازين حسناتك
وانارالله دربك بالايمان
ماننحرم من جديدك المميز
امنياتي لك بدوام التألق والابداع
دمـت بحفظ الله ورعايته

- وَرد. 03-03-2022 11:42 AM

-














أثابك الله الأجر ..
وَ أسعد قلبك في الدنيا وَ الأخرة
دمت بحفظ الرحمن https://a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1%20(8).png.

Š₳ħββє 11-03-2022 10:14 AM

.
.










جَزآك آلمولٍى خٍيُرٍ " .. آلجزآء .. "
و ألٍبًسِك لٍبًآسَ
" آلتًقُوِىَ " وً " آلغفرآنَ "
وً جَعُلك مِمَنً يٍظَلُهمَ آلله فٍي يٍومَ لآ ظلً إلاٍ ظله .~
وً عٍمرً آلله قًلٍبًك بآلآيمٍآنَ .~
علًىَ طرٍحًك آلًمَحِمًلٍ بنًفُحآتٍ إيمآنٍيهً .!

للهَ درِك

..||**

يــوسف 18-03-2022 09:29 PM

جــــزاك الله خيـراً على ما قدمت
جعلـه الله في ميزان حسنـاتك
دمت بحفظ الرحمان

يــوسف 18-03-2022 09:30 PM

جــــزاك الله خيـراً على ما قدمت
جعلـه الله في ميزان حسنـاتك
دمت بحفظ الرحمان


الساعة الآن 09:48 PM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant