منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ❀ انفاس ضفاف حره ❀ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   خطوات مزدهرة (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=64142)

شروق 14-01-2022 11:17 PM

خطوات مزدهرة
 
حياةُ الإنسان يا بُنيَّتي كُلُّها أحداثٌ ومواقفُ وذكرياتٌ ونجاحاتٌ، وإنجازاتٌ وإخفاقاتٌ وعسرات، ودائرة من العلاقات والأشخاص، هكذا هي الحياة يا حبيبتي،مراحل نموٍّ وازدهار وتألُّق ونجاح وانتصارات، ومراحل فتور وإرهاق، ومرض، وأحزان، وظُلْم، ,خيبة أمل أو إخفاق، وابتلاءات شديدة ومواقف عصيبة، الحياة لا تستمرُّ على وتيرة واحدة، فهذا محال.

مشاعر متباينة مِن فرح وحزن وغضب وحماس وقلق وغيرها، منها ما هو يُدفِئ قلبَك، ومنها ما يؤلِمك،كلُّها تقلُّبات ومشاعر ومراحل طبيعية، لكن الاستمرار في حالة واحدة، هذا أمر عجيب قد لا يحدث للبشر، فمن الصعب أن يكون الإنسان دومًا في حالة إيجابية من الهدوء والسكينة، حتمًا سيتعرَّض لمواقف يشعُر فيها بالحزن، والقلق أو الغضب أو الانفعال أو غيره، وهذا هو الطبيعي والمألوف، ولكن عدم سيطرة المشاعر السلبيَّة علينا يا بُنيَّتي الحبيبة هذا هو التحدِّي المطلوب السعي وراءه.

قد تطُولُ مدة الآلام وفترات الأحزان أو المرض، فهذه أقدار الله، وعلينا الصبر عليها وكثرة الدعاء؛ حتى يُخفِّف عنا زمن هذه الأزمات، أو يُمِدَّنا بالتقبُّل والتكيُّف، وذلك في بعض الحالات الخارجة عن سيطرتنا وإرادتنا البشرية، ولكن إن طالت سيطرةُ المشاعر الحزينة لسنوات بحيث أصبحت ملازمةً لك؛ هنا يجب الانتباه والالتفات إلى أن استمرار هذه الحالة يُشكِّل خطرًا وضررًا عليك.

حتى تنعمي بحالة من التوازُن في حياتك، عليك أولًا بتقييم وتتبُّع مستمرٍّ، بهدف تقييم لمعرفتك وقُرْبك من ربِّك، ومدى طاعتك له وعبادته حقَّ العبادة، واتِّباع سُنَّة رسوله، فهذه أول وأساس خطواتك في الحياة، ووعد الله حقٌّ لعباده المؤمنين؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17].

حالتك النفسية ومشاعرك مسؤوليتك، فتتبَّعي نفسَك وقلبك وعقلك، وقيِّمي مدى تطوُّر وتأثير انفعالاتك ومشاعرك وأفكارك عليك، وعلى صحَّتك النفسية والجسديَّة، وتتبَّعي أيضًا إنجازاتك الخاصة وأهدافك وعلاقاتك الاجتماعية، ونفعك للمجتمع، والأثر الذي تهدفين إليه.

سأُحدِّد لك بعض الخطوات الهامَّة من أجل حياة أكثر ازدهارًا:
• تقييم معرفتك وقُرْبك من الله سبحانه وتعالى، وطاعتك وذكرك وعبادتك له عز وجل، والسعي دومًا نحو إرضائه ومحبَّته ومجاهدة الهوى.

• زيادة العلم والوعي بأوامر الله ونواهيه وسُنَّة رسوله، راجية الصراط المستقيم.

• حمد الله وشُكره: تذكَّري دومًا النِّعَم العظيمة التي منحها الله عز وجلَّ إياك، واذكريه، واشكُريه، واحمَديه على أرزاقه التي لا تُعَدُّ ولا تُحصى التي وهبَها إياك.

• سرد المواقف والأحداث المختلفة التي مررْتِ بها إيجابيةً كانت أو سلبيَّةً، حدثَتْ في الماضي، أو في الحاضر، وما ترينه في المستقبل، فكلَّما تذكَّرْتِ المواقف الجميلة السعيدة في حياتك، عاد إليك الشعور بالبهجة والفرح من جديد، وكُلَّما تذكَّرْتِ المواقف الحزينة، شكرت ربَّكِ أنه أزال عنك هذه الآلامَ وأصبحَتْ ماضيًا، واستمتعي بالأوقات الحالية الجميلة، وعيشي جمال الحاضر.

طريقة السرد والكتابة من الطرق التي تجعل ذهنك يُفكِّر ويُبدِع، ويُخرِج أجمل ما يحلم به، وأدقَّ وأعمقَ ما بداخله، ويجعلك في نزهة رائعة داخل نفسك.

• تذكَّري إنجازاتك ونجاحاتك على مدار سنين عمرك، واحمَدي الله كثيرًا على فَضْلِه ونِعَمِه عليك بأن وفَّقك فيما سبق، ودوِّني كل ما أنجزتِه بعيدًا كان أو قريبًا، وما تسعين نحوه، فالتعلُّم واكتساب المهارات طريقٌ مستمرٌّ لا ينتهي، وكذلك العمل النافع والمثمِر لك ولغيرك.

• نمو عقلك وتطوير قدراته، وتزويد سعته لعلوم جديدة ومعارف عديدة، وتغذية عقلك بشكل مستمرٍّ يَزيدك فكرًا وعِلْمًا وإضاءةً تُرشِدك وتُنير طريقك.

• أحلامك، وترتيب أولوياتك وأهدافك المستقبليَّة، خطِّطي لها وتأمَّليها وكأنها حياتك الحالية، وأصبحت واقعًا تعيشينه من خلال إعداد خطوات مرنة بسيطة قابلة للتعديل، أو حتى التوقُّف لفترة، فهذا وارد حدوثه، ولكن اصبري وثابري، وادعي الله سبحانه وتعالى؛ ليُعينك ويُوفِّقك لما هو خير لك، ويترك لك أثرًا وعملًا طيِّبًا.

• لا تتكاسلي عن ممارسة هواياتك المفضَّلة وما تحبِّينه، فهذا حقُّك أن تعتني بنفسك، وتُلبِّي احتياجاتها وتفعلي ما يُسعِدها.

• امتنان وشكر الآخرين: تذكَّري مواقف الآخرين الجيدة معك، واشكُريهم من خلال إرسال رسالة شُكْر مباشرة مع دعاء من القلب يسمعه الله، وتحظين بمثله.

• احرصي على إقامة دائرة من العلاقات الاجتماعية المتوازنة أساسها المحبة والتعاون والتسامح والعفو، والعلم وتبادُل المهارات والخبرات.

• العطاء يا حبيبتي كنزٌ كبيرٌ لمن عَرَفَه، فمن أجمل وأسعد لحظات الإنسان حينما يُساعد غيرَه أو يُقدِّم له ولو ابتسامة بسيطة، أو كلمات تشجيعيَّة تحفيزية أو معلومة نافعة، صُور العطاء عديدة؛ ولكن مفعولها وتأثيرها كبيرٌ لمن يتلقَّاها، ونفعها وفائدتها تُرَدُّ إليك، فتُسعِد قلبَكِ وقلوبَ الآخرين.

كُلُّنا يا حبيبتي نرجو من الله حياةً مزدهرةً، وقد نُرزَق بها في مراحل، وقد يختبر اللهُ صَبْرَنا على تحمُّل الشدائد في فترات أخرى؛ فالحياة مُتقلِّبة وقلوبنا مُتقلِّبة، وعقولنا وإدراكنا مُتغيِّرٌ، هكذا هي الحياة، ورحمة الله ومغفرته واسعة، فاطلبي رحمةَ الله، وأكثري من ذكره ودعائه: يا حي يا قيُّوم برحمتك أستغيث، أصلِح لي شأني كُلَّه، ولا تَكِلني إلى نفسي طرفةَ عين.

آيات الله تُرشِدنا نحو المنهاج والطريق الصحيح، ومنها هذه الآية الكريمة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحديد: 28]، فكما جاء في تفسير السعدي لهذه الآية الكريمة أن من رحمة الله بعباده المؤمنين المتقين أن يُعطيَهم أجرًا عظيمًا وعلمًا وهدًى ونورًا يمشون به في ظُلُمات الجهل، ويغفر لهم السيئات.

وأخيرًا يا حبيبتي، يجب التطبيق والتنفيذ، فما فائدة مَنْ يعلم شيئًا ولا يُطبِّقه، فالمعرفة لا تعني التطبيق، والممارسة أو التطبيق هو المعيار والبرهان على فَهْمِ ما تعلَّمته، وهو ما يُحقِّقُ المنفعة منه.

بين الماضي والحاضر والمستقبل مراحل كثيرة، لا تتوقَّعي حياةً مزدهرةً دومًا، أو حالةً من الثبات والاستقرار المستمر، أو قلبًا وعقلًا بلا أية انزعاجات وتقلُّبات، ولكن يمكنك أن تتبَّعي بعض الخطوات التي مِن شأنها أن تكسبك شعورًا بالازدهار والنمو والتطوُّر، وبالتالي تمنحك فرحة وطمأنينةً وسكينة، وراحة بال وتوازُنًا واستقرارًا من جديد، تذكَّري دومًا يا حبيبتي أن الاجتهاد والسعي مع الدعاء، والصبر والمثابرة مسؤوليتك، أما التوفيق والهدى فمن الله عز وجل وحدَه

عفاف 15-01-2022 02:08 AM

سلمت يداك على روعة الطرح
وسلم لنا ذوقك الراقي على جمال الاختيار
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير
اسأل الباري لك سعادة دائمة
تحياتي..

شروق 15-01-2022 03:39 AM

شكرآ لـ مذآق آلشهد في حضوركِ
سلمتِ دهرآ

غيمہّ فرٌح 15-01-2022 06:24 AM

جّلبْ انيَيق وَمميُز
وَعِطاءْ رآقيُ وَجميلْ ..
تسِلم ايُديكْ يــآربَ ..
ولاعَدمنا جمُآل إطِلالتك
تقِديُري ِ ،’
..~

- شقاء.. 15-01-2022 07:39 AM

-
,















:131::-ff1 (8)::ff1 (3):
أَنْتَقَآءْ أَعْتَادُ دُرُوبُ اَلْأَلْقِ وَالْإِبْدَاعِ ..:ff1 (192):
اَلصَّمْتِ بِرُفْقَةِ طَرْحِكَ وَطَن يَسْتَحِقُّ اَلْإِنْصَاتُ :ff1 (244):
:h5::h5:
لَكَ اَلْوِدُّ وَأُعَطِّرُ اَلْأَمَانِيَ ..!
:-ff1 (8)::121::rose:
~

eyes beirut 15-01-2022 11:30 AM


/

تسلم ايدك ع الطرح
يعتيك العافية .... :ff1 (3):

شروق 15-01-2022 11:11 PM

اطلالهه مشرقهه
معبقةة بـ الجوري
لا حرمتها

Š₳ħββє 16-01-2022 08:19 PM

.
.











إنتقاء ثري بالذائقه
سلمت ودام رقي ذوقك
بإنتظار القادم بشوق
كل الود لروحك

؛

رتيــــــل 18-01-2022 12:31 PM

الله يعطيك العافيه
سلمت يدينك ربي يسعدك
ماننحرم منك :rose::rose:

حلا 18-01-2022 01:43 PM

طرحَ عَذب ..!!
أختيآر أنيق وحضور صآخب
سلة من الوردَ و شكر لسموك


الساعة الآن 10:22 AM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant