منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩{ انفاس القرآن الكريم وعلومه }۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=96)
-   -   تفسير آية: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ... (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=48296)

غيمہّ فرٌح 09-03-2021 03:42 AM

تفسير آية: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ...
 
تفسير آية: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ....



قال تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 125 - 128].

الغَرَض الذي سِيقَتْ له: الإرشاد إلى الطريق الرشيدة في دعوة العباد إلى الله عز وجل وسلوك أحسن الطرق في معاملتهم.

ومناسبتها لما قبلها: أنه لما أمره باتباع ملة إبراهيم الحنيفية، أمره أن يدعو إليها بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يعامل الناس بخُلُق حَسَن.

وقوله: ﴿ ادْعُ ﴾؛ أي: أرشد، والمفعول محذوف للعموم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى الناس كافة.

وقولُه: ﴿ سَبِيلِ رَبِّكَ ﴾ يعني الملة الحنيفية السمحة، و(الحكمة) الطريقة السديدة الرشيدة الموافقة للكتاب والسنة، مع اتباع اللين في مواطن اللين، والحزم في مواطن الحزم.

﴿ وَالْمَوْعِظَةِ ﴾ العبرة النافعة الجميلة.

ومعنى ﴿ وَجَادِلْهُمْ ﴾: ناظِرهم وخاصِمهم، ودافع عن دينك.

ومعنى ﴿ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾؛ أي: بالطريقة التي هي أحسن.

فمرجع الضمير في قوله: ﴿ هِيَ ﴾ إلى الطريقة المفهومة من السياق، وحُسنُها أن تكون برفق ولطف ولين، وأن ينظر إلى حال المدعوين، فيتخذ معهم ما يناسبهم ويحملهم على الطاعة.

وقوله: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ تعليل لما قبله، وفيه ترغيب وترهيب، وقدم ذكر الضلال؛ لأن المقام في ذكر مجادلة الضالين، وعبر في جانب الضلال بالفعل وفي جانب الهدى بالاسم؛ لأن الإنسان مولود على الفطرة، فعبَّر في جانبه بما يقتضي الثبوت، أما الضلال فطارئ متجدِّد؛ ولذلك عبَّر في جانبه بالفعل، وجيء بضمير الفصل وكرَّر للتخصيص والتأكيد وخطر الوعد والوعيد.

وقوله: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ﴾ استئنافٌ للإشارة إلى ما يتعرض له الداعية من الأذى، وما ينبغي أن يتحلَّى به في مقابلة ذلك من العدل والإحسان.

والمعنى: وإن أردتم أذية مَن آذاكم فآذوه بمثل الأذى الذي وقع عليكم.

وقوله: ﴿ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴾؛ أي: ولئن أمسكتم عن مقابلة السيئة بالسيئة، فإن هذا الخُلُق خيرٌ لكم؛ فالضمير في قوله: ﴿ لَهُوَ ﴾ راجعٌ إلى الصبر المفهوم من قوله: ﴿ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ ﴾.

وقوله عز وجل: ﴿ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾؛ أي: واحبِس نفسك عن الجزع عند المصائب، واحبسها على الطاعات، وامنَعْها من الوقوع في الشهوات، وليكن اعتمادُك في كل ذلك على الله وحده؛ لأنه هو وحده القادر على تمكينك مِن التخلق بهذا الخلق العظيم، فاستعِن به وتوكَّل عليه، فإن هذا الخُلُق لا يُنال إلا بمشيئة الله وإعانته، وحوله وقوته.

وقوله عز وجل: ﴿ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ﴾؛ أي: ولا تجزَع بسبب كفر هؤلاء الكافرين وإعراضهم عنك؛ وذلك لأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتألَّم كثيرًا من استمرارهم على الكفر وعنادهم لدعوة الإسلام؛ كما قال عز وجل: ﴿ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 3]، وكما قال عز وجل: ﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴾ [الكهف: 6].

ومعنى قوله عز وجل: ﴿ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ﴾؛ أي: ولا يَضِقْ صدرك بسبب ما يجهدون به أنفسهم في عداوتك وإيصال الشر والأذى إليك، فإن الله عز وجل كافيك وناصرك ومؤيدك ومظهرك عليهم ومظفرك بهم، وهو ناصر دينه، ومُعلٍ كلمته؛ حتى تكون هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى.

وقوله عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾؛ أي: إن الصبر يورث الإحسان، ويجلب معيَّة الله الخاصة بالتأييد والنصر والمعونة والتوفيق والرشاد، ولا تنال الإمامة في الدين إلا بالصبر واليقين؛ كما قال عز وجل: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [يوسف: 90]، ولذلك يقول عز وجل: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 34، 35].

الأحكام:
1) إن على الداعي إلى الله أن يكونَ على بصيرة في دعوته، وأن يحرص على الكلمة الطيبة، وأن يختار لكل مقام مقالًا.
2) أن يكون جداله وحواره ومناظرته بأحسن الأساليب الملينة للقلوب، مبتعدًا عن كل كلمة جافة أو نابية أو متطرفة.
3) أن يكون مع المدعو كالطبيب الحاذق الحريص على شفاء المريض الذي يبدأ بالدواء المفرد قبل الدواء المركب.
4) أن يكون على هدى في سلوكه، موقنًا أن القلوب بيد الله، يهدي من يشاء فضلًا، ويضل من يشاء عدلًا.
5) لا يجوز التجاوز في العقوبة عن المثل، ويبتعد كل الابتعاد عن التمثيل بالقتلى.
6) الصبر سبب للتمكين في الأرض، مورث لأعلى المنازل في الدنيا والآخرة.

أميرة أميري 09-03-2021 06:17 AM

جزاك المولى الجنه
وكتب الله لكى اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك

eyes beirut 09-03-2021 09:37 AM



تسلم ايدك ع الطرح

يعتيك العافية

ياسمين 09-03-2021 02:37 PM

جزاك الله خير
يعطيك العافيه

قَـلـبْ 09-03-2021 04:19 PM

••
جزاك الله خير
وجعله في موازين حسناتك
وانارالله دربك بالايمان
ماننحرم من جديدك المميز
امنياتي لك بدوام التألق والابداع
دمـت بحفظ الله ورعايته


••

الــوافــي 10-03-2021 08:08 AM

*,
جزاك الله خير
طرح يفوق الجمال
كعادتك إبداع في صفحآتك
يعطيك العافيه يارب
وبإنتظار المزيد من هذا الفيض
لقلبك السعادة والفرح
ودي لك

أسير الشوق 11-03-2021 09:56 AM

بورك فيكِ وجزاكِ الله كل خير
وأنار قلبكِ وطريقكِ بنور الهداية والإيمان
طرحتِ فأبدعتِ كتب الله لكِ أجر طرحكِ
دمتِ في حفظ الله ورعايته

.dFa 12-03-2021 04:07 AM

-

طرح رائع وإنتقاء فريد ،،،
شكري وتقديري لهذا الموضوع ،،
يعطيك العافية ،،
‏:h5:

Reemas 12-03-2021 10:52 PM

الله يعافيك ويسلمك


طرح مميز وراقي


لاخلا ولاعدم

- وَرد. 13-03-2021 02:28 PM

-














أثابك الله الأجر والثواب
وَ أسعد قلبك في الدنيا والأخرة
دمتِ بحفظ الرحمن https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1%20(8).png.


الساعة الآن 09:57 AM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant