لاحظ الجميع قبل دخولهم الإستراحه أن هناك سيدة
تخرج من بوابة الإستراحة وتركب مع سائقها ثم ترحل
فسألته أحداهن عنها قال لها: لا تشغلي بالك بما ترين
وفي يومٍ قام أحد أصدقاءه بتدوين رقم لوحة سيارة تلك
الأنثى التي تزوره ظهراً وتغادر من عنده بعد العصر
ووجد أن السيارات بأسماء مختلفه وأنها ليست امرأة
واحده بل إثنتين تتبادلان زيارته خلال تلك الفتره
ثم يغادرن ... وتأكّـد هذا الصديق أن ثامر لم يكن يدخل
معها إلى إحدى غرف النوم فكل الأسرّة مرتبه ولا
يوجد عليها ما يدل أن أمراً بداخلها قد حدث وهنا
تحوّل هذا الصديق لمراقبة سلوك ثامر وأخذ يرسل
الفتيات للتعرف على تلك النسوة ويحاولن جذبهن
ليتحدثن عن تلك العلاقة مع ثامر وبدأ الريب من غموض
تلك العلاقة يزداد وفجأه يتصل ثامر بأصحابه ويدعوهم
لإستراحته ليخبرهم خبراً نزل عليهم كالصاعقه وهو أن
والدته كانت قد أبلغت والده بريبها من سلوك إبنها
وتعجبوا حين أقسم لهم أنه لم ينم يوماً مع أي فتاة
أو أنه قد قبّل إحداهن وسبب هذا الحديث مع أصدقاءه
أن أمه بدأت في التحري عمن يأتي لثامر في إستراحته
وهل كان يقصدهم حين يتحرّون عن تلك السيدات اللاتي
يزرنه من الظهر إلى العصر ... وقد أبلغت والده الذي غضب
من ثامر كثيراً واتصل بأحد مسئولي الدوله كي يدخل ثامر
إحدى الكليات العسكريه وبعد أن تخرّج منها تم إبتعاثه
مباشرةً للخارج للحصول على الدورات العسكرية المطلوبه
من صاعقه ومظليين وحماية شخصيات وضفادع بشرية
وعمليات خاصه ومكافحة إرهاب ليتم نقله فيما بعد للكتيبة
الخاصة ... ولم يكن ثامر قادراً على مواجهة والده فهو
يعرف شــدّة والده رغم حبه لثامر وتحقيق كل ما يريده
وكان والده مهاباً من الجميع ويخافون لمجرد نظرة منه ...
وكان طموح هذا الوالد مؤثراً على حياة إبنه ... مما جعل
ثامر يتشجّع مع ما يراه من دعم القيادات وثقل مكانة والده
أن يستمر بهذا المخطط وبالفعل تخرج من الكلية العسكريه
وبدأ في الدورات العسكرية وأنهاها وبدأ في بدلته أنه ذلك
البطل الخارق الذي سيصل لمناصب عليا بكل سهولة ...
وما إن عاد للرياض حتى حنّ لإستراحته التي تربّح والده
في بيعها ... وجنّ جنونه من تصرّف والده وإلتزم الصمت
حتى لا يتواجه مع والده وحاول والده أن يبقى إبنه في
الكتائب الخاصة لكن هناك من أحال تعيينه إلى الأمن
الدبلوماسي وتم نقله لإحدى سفارات بلاده في الخارج
لينكسر طموح والده أن يبقى بوحدة حماية الشخصيات
وما إن عاد ثامر لبلده حتى طلب من والدته أن تتحدث
مع والده ليشتري تلك الإستراحه من جديد فتحدثت
أمه مع والده وافق الأخير على طلب زوجته حتى سقط
بين يديها متوفياً بجلطة في القلب تاركاً ثروة كبيره
يتطلب المحافظة عليها أن يقدم إستقالته وفعلاً
تم قبول الإستقاله وتم بيع المزرعة الكبيرة وبعض
العمائر لحساب أمه وأختيه وحظي هو بمزرعة النخيل
وتولى الشركات التي تقاسمها مع أمه مقابل أن تكون
الأسهم لأختيه وأشرف على متابعة الشركات التي أخذت
معظم وقته وتمنى أن يعرف كيف إستطاع والده إدارة كل
شيء ويجد وقتاً للجلوس معهم .. وبقت الإستراحة تمثّل
طموحاً لعودته لحياته الهادئه والتي كان يعيشها ولكن
صاحب الإستراحة رفض بيعها رغم أن المبلغ وصل إلى
11 مليون فأشار إليه مستشاره المالي ببناء إستراحه
فيمزرعته فدفع 7 ملايين لشراء أرضٍ مجاورة لمزرعته
وإنشاء صالة مشابهة لتلك الصاله ليضمّها بسورٍ مع
مزرعته وحوت تلك الصاله كل شيء كان في إستراحته
السابقه حتى الوان الإنارة والجدران ونفس الشاشه
وألوان المقاعد وغرف النوم ونفس البطانيات والمرايا
ونوع المناديل لا يريد أن يتغيّر عليه شيء وما إن دخلها
حتى وجد أن زمناً من عمره مضى دون أن يشعر به ولما
توفي والده حتى حطّم كل شيء بناه والده له
وبدأ يشعر أنه ليس بالإنسان الذي كان يعيشه ونازعه
التفكير بالناس الذي جاءوا لقصر عمه في العزاء من
أمراء ورجال دوله وبعض منسوبي السفارات لديهم
إنتظروني بالجزء الثالث