منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ انفاس الركن الإسلامي ۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   ما الغرض من الاستفهام في قوله (عزَّ وجل) ﴿أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ﴾ (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=34439)

رقےـة أنثےـى 13-08-2020 08:58 PM

ما الغرض من الاستفهام في قوله (عزَّ وجل) ﴿أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ﴾
 
قال تعالى في سورة آل عمران: ﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء * فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء﴾[1].
كيف يطلبُ نبيُّ الله زكريا(عليه السلام) من ربّه الذّريَّة, وحين يستجيبُ اللهُ (عزَّ وجل) لدعائه, يسألُه كيف وأنَّى ؟ ثم يأخذُ في شرح أحواله وأحوال زوجته المانعة من الإنجاب؟ فإذا كان يعلمُ أنَّه بهذه الحال وانَّ الإنجاب متعذِّرٌ في حقِّه فلماذا يسأل الله تعالى؟
الاستفهامُ الذي صدَر عن نبيِّ الله زكريَّا (عليه السلام) لم يكن للتّعبير عن الاستبعاد لقدرة الله على استجابة الدَّعوة التي دعا بها ربَّه وإنَّما هو لغرض التَّعبير عن الاستعظام لقدرة الله تعالى بقرنية أنَّ زكريَّا ذكر ما عليه من حالٍ في صلب دعائه في سورة مريم: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا، وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا﴾[2].
فرغم أنَّه كان يُدرك من نفسه أنَّه شَيخٌ كبيرٌ وأنَّ زوجته عقيم إلا أنَّه مع ذلك دعا ربَّه أنْ يَرزُقَهُ ولدًا، فلو أنَّه لم يكن موقنًا بقدرة الله (عزَّ وجل) على استجابة دعائه لكان تصدِّيه للدّعاء عبثيًّا. وذلك يُمثِّل قرينةً واضحةً على أنَّ الاستفهام الذي صَدَرَ عنه بعد استجابة دعائِهِ لم يكن استبعادًا وإنَّما كان للتّعبير عن الاستعظام لقُدرة الله تعالى، فمساق الاستفهام الوارد في الآية الشَّريفة هو مساقُ قولنا لمن ظَلمناه وهو مقتدرٌ على ردَّ ظُلامته إلا أنَّه عفا: "كيف عفوتَ عنَّي وقد أسأتُ إليك؟"، فهذا الاستفهام إنَّما هو لغرض التَّعبير عن الإعجاب وليس لغرض استبعاد صدور العفو منه، فلأنَّ مقتضى الطَّبيعة هو انتقام المظلوم ممَّن ظلمه إذا تمكَّن من ذلك، فإذا عفا المظلوم عمَّن ظلَمه كان ذلك مُوجبًا للاستغراب والإعجاب.
وكذلك الحال في المقام فلأنَّ طبيعة الأمر أنَّ الشَّيخ الكبير والمرأة العقيم لا يُمكن عادةً أن يُنجبا ذُرِّيَّةً، فإذا وقع ذلك منهما استغربا وأصبح الاستعظامُ لقدرة الله تعالى حاضرًا في نفسيهما بعد أنْ كان مركوزًا، وذلك ما يدعوهما للتَّعبير عن الاستعظام المشوب بالاستغراب رُغم أنَّهما كانا يُدركان القُدرة الإلهيَّة على ذلك إلا أنَّ طبيعة النفس الإنسانيَّة هي الانسياق مع هذا الشُّعور والتَّعبير عنه بمجرَّد حصول الأمر الغريب.
فثمَّة شعورٌ بالالتذاذ والأُنس والاستعظام تمتزج جميعًا في النَّفس فتنساقُ النَّفس للتّعبير عنه بالاستفهام الذي يستبطنُ التَّعظيم والامتنان، فشأنُ المقام شأنُ من أُعطي جائزةً عظيمةً لا يُعطى مثلها عادةً لمثله فهو يُعبِّر عن ابتهاجه واستكثاره لهذه المِنحة بالاستفهام وأنَّه كيف مُنح هذه الجائزة والحال أنَّها لا تُمنح لمثلِه، فالعرفُ يفهمُ من هذا الاستفهام انَّه نحوٌ الشُّكْرَ للمانح والامتنان والاستعظام لسخائه. هذا وقد ذُكِرَ احتمالانِ آخران لمعنى الاستفهام في الآية الواردة على لسانه (عليه السلام).
الاحتمال الأول: أنَّ الله (عزَّ وجل) لمَّا أخبره باستجابته لدعائه وأنَّه سيرزُقُه بولدٍ اسمه يحيى سأل ربَّه عن كيفيَّة ذلك ؟ وهل سيكون الولد الذي سيمنحه إيّاه فهل سيكون ذلك من زوجته العقيم أم من زوجة أخرى ؟ فجاءه الجواب ﴿كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء﴾[3]، فعلِمَ أنَّ الولد الذي سيمنحه إيَّاه سيكون من زوجته العقيم.
والاحتمال الثاني: أنَّ اللهَ تعالى لما أخبره باستجابة دعائه وأنَّه سيهبُه ولدًا اسمُه يحيى سأل ربَّه عن كيفيَّة ذلك وهل سيمنحه الولد بعد أن يُرجعه وزوجته شابَّين ويرفع العُقم عن زوجتِهِ أو سيمنحه إيَّاه وهو على هذه الحال؟ فجاء الجواب: ﴿كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء﴾، فعلِم أنَّ الله (عزَّ وجل) سيمنحُه يحيى (عليه السلام) وهو على شَيخُوختِه ومن زوجتِه التي كانت عقيمًا.
الباحث الاسلامي الشيخ محمد صنقور

Reemas 13-08-2020 11:31 PM

يعطيك العافية


لاخلا ولاعدم

رقےـة أنثےـى 14-08-2020 01:56 AM

'


ششكراً ع المرور الجميلِ،،~

رُواء 14-08-2020 07:47 AM




___________________________________
شُكرًا لِجهُودك المَبذُولة لأجلِ أنفَآس الحُب
سَلمت الكفُوف ولآ خُلينَا مِنك
دَآمت لك السَّعاده يَارب | :ff1 (90):


بلسم القلوب 14-08-2020 10:30 AM

جزاك الله كل خير
لجهودك الطيبة والمباركة
‎وآجزل عليك من عظيم عطآيآه
ويجعل الآجر الاوفر بميزان حسناتكِ
جَعَلَ يومَكِ نُوراً وَسُروراً أن شاء الله
وَجَبآلا مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً
باقات من الشكر والتقدير
على المواضيع الرائعه المفيدة
‎بانتظار جديدك القآدم بكل شووق

eyes beirut 14-08-2020 12:34 PM

تسلم ايدك ع الطرح ... :ff1 (27):

فاتن 14-08-2020 10:39 PM

جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض
بآرك الله فيك على الطَرح القيم
في ميزآن حسناتك ان شاء الله ,,

ياسمين 15-08-2020 03:43 AM

جزاك الله خير
يعطيك العافيه على الطرح

الرجل الحر 15-08-2020 09:57 AM

بارك الله فيكِ ونفع
وجزاكِ الله عنا كل خير
كل التقدير

- آتنفسك❀ 15-08-2020 07:30 PM

جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض ..
بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك ..
آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
دمت بحفظ الله ورعآيته ..
لِ روحك


الساعة الآن 02:18 AM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant