منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ أنفاس القصص والروايات الاسلاميه ۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   قصة نوح عليه السلام وما فيها من المواعظ والعبر (1) (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=23301)

- آتنفسك❀ 06-04-2020 02:44 PM

قصة نوح عليه السلام وما فيها من المواعظ والعبر (1)
 
قصة نوح عليه السلام


وما فيها من المواعظ والعبر

(1)

إذا كان بعضُ العلماء يقول: إنَّ في القرآن ثلاثة مقاصد رئيسة:
مقصد تحدَّث فيه القرآن عمَّا لله من صفات الجلال والكمال، ومقصد حَدَّد فيه القرآنُ ما أحلَّ الله وما حرَّم وحدَّد فيه منهج العبادة، ومقصد ثالث قصَّ الله علينا فيه قصص المرسلين السَّابقين الذي عرفنا من خلاله سننَ الله في خلقه؛ حيث تولَّى الله أمرَ من آمن بالله ورسله صلوات الله وسلامه عليهم فنصرَهم وأيَّدَهم وهداهم ومكَّن لهم في الأرض، ثمَّ لهم الحسنى في الآخرة، وأنَّ من كفَر بالله ورسله يَحِل عليه غضَب الله في الدنيا ولهم في الآخرة سوءُ العذاب.


وهنا أريد أن أتحدَّث معك أيُّها القارئ الكريم عن المقصد الأخير، وهو القصص في القرآن، وأبدأ معك بقصَّة نبيِّ الله نوح عليه وعلى جميع إِخوانه من الأنبياء والمرسلين أَزكى الصلاة وأتمُّ التسليم؛ لِما في هذه القصَّة من التوجيه الدِّيني، والتربية الاجتماعيَّة، والأخلاق الحسَنة، والمنافع التي تفوق الحصرَ.


والحقُّ أنَّ ما حدَث مع نبيِّ الله نوحٍ عليه السلام هو نوعٌ ممَّا يحدث مع كلِّ رسول جاء بعده، وأنَّ الأسباب التي أدَّت إلى إرساله هي نفس الأسباب التي مِن أجلها بعث الله المرسلين عليهم الصلاة والسلام؛ حيث قد انتشر الفسادُ العقائديُّ والفساد في الأخلاق والمعاملات.


كذلك تُعرِّفنا قصَّةُ نوح عليه السلام مدى ما كان يتمتَّع به المرسلون من خُلُق فاضِل، وصبر على البلاء بلا حدود، وحرص على بلوغ الدَّعوة إلى النَّاس، وقوَّة الإقناع وإقامَة البراهين؛ حتى تقوم الحجَّة على الخَلق، فيهتدى مَن يهتدي عن علمٍ، ويضل من يضلُّ عن علم.


وقد ذكر الله قصَّة نوحٍ عليه السلام في عشر سورٍ من سور القرآن، هي: الأعراف، يونس، هود، الأنبياء، المؤمنون، الشعراء، العنكبوت، الصافات، القمر، نوح، إلى كثير ممَّا ورد ذكره في بعض السور حتى بلغ ذِكره في القرآن أكثر من أربعين مرَّة.


وقد ورد عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما أنَّه: "كان بين آدم ونوح عَشرة قرون، كلُّهم على الإسلام"، وكونهم كانوا على الإسلام هذا ما سوف نتناوله في مقالٍ آخر إن شاء الله.


ونوح عليه السلام هو أوَّل رسول بعثَه الله؛ لما روى البخاري في حديث الشَّفاعة من حديث أبي هريرة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((فيأتون نوحًا فيقولون: أنت أوَّل الرسل إلى أهل الأرضِ، وسمَّاك الله عبدًا شكورًا، أما ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما بلغنا؟ ألا تشفع لنا إلى ربِّك؟...))؛ الحديث.


وقد روى البخاريُّ في كتاب التفسير من صحيحه من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما في "ودٍّ وسواع ويغوث ويعوق ونسر" قال: "أسماء رجالٍ صالحين من قوم نوحٍ، فلمَّا هلَكوا أوحى الشيطانُ إلى قومهم أنِ انصِبوا إلى مجالِسهم التي كانوا يجلسون أَنصابًا، وسمُّوها بأسمائهم، ففعلوا، فلم تُعبَد، حتى إذا هَلك أولئك ونُسخ العِلم عُبِدَت"، وهنا لبُّ القضيَّة وأصل الدَّاء؛ حيث وقع في النَّاس أَبغض ما حرَّم الله وأشده نَكارة، وهو الشِّرك بالله.


وهنا نحبُّ أن نقف وقفتين:
الأولى: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كما قال ابنُ عبَّاس رضي الله عنهما، وقد وقع من النَّاس خلالها كثيرٌ من المعاصي، صغيرها وكبيرها؛ مثل: الحسَد والبَغضاء والشَّحناء، حتى لقد وصل الأمرُ إلى حدِّ القتل؛ حيث قتل قابيلُ هابيلَ اللذين ذكرَ الله قصَّتهما في سورة المائدة من الآية (27) إلى (31)، والتي بدأها بقوله تعالى: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ... ﴾ [المائدة: 27]، ومع ذلك لم تكن الحاجة ماسَّةً إلى إرسال الرُّسل لاقتلاع هذه الأدواء؛ حيث كان المصلحون مِن بني آدم يقومون في النَّاس بالنُّصح والإرشاد وتوجيهِهم إلى الفِطرة السَّليمة التي فطَر الله النَّاسَ عليها، والتي على غرارها وعند صَفائها يَعرف الإنسان الحسنَ من القبيح والمعروفَ من المنكَر، ومن بين هؤلاء المُصلحين ودٌّ وسواع ويغوث ويعوق ونَسر.


وكان الناس يتناصحون بنُصحهم ويسترشدون بتعاليمهم، ووثق النَّاسُ بهم، فلمَّا ماتوا تسلَّط الشيطانُ على النَّاس من خلال فرط حبِّهم لهم، فأوعز إليهم باتِّخاذهم وُسَطاء بينهم وبين الله يسألون اللهَ من خلالهم، وقد نصبوا لهم أنصابًا في مجالسهم، ورسموا صورَهم حسب غَوايةِ الشيطان لهم، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما، وهنا وقعَت الجريمة التي لا تُغتَفر، وهي الشِّرك بالله، وسوءُ الظنِّ به سبحانه، وانتقاص شَأنه جلَّ جلاله، ووصفُه بما لا يليق به جلَّ وعلا، وهنا جاء دور الرُّسل صلوات الله وسلامه عليهم.


ولسنا بهذا نقلِّل من خطر المعاصي، وإنَّما نُبرز الحقائقَ التاريخيَّة التي خفيَت على كثير من النَّاس الذين يقولون لنا بين حينٍ وآخر: حدِّثوا الناس عن المعاصي أولاً، مثل: الخمر والفحشاء، والميسر والغيبة والنميمة... إلخ، ثمَّ بعد ذلك حدِّثوهم عن إصلاح العقائد، وهذا هو الخطأ في التَّبليغ، بل هو الخطر على الدِّين؛ إذ المعاصي يَستنكرها الإنسانُ بطبعه، ثمَّ إنَّ كلمة الله في النَّهي عنها بالضرورة أن تصادِف قلبًا سليمًا مستعِدًّا لتقبُّلها والعمل بها، وكيف يتمُّ ذلك والقلب ملوَّثٌ بالشِّرك؟ هذا مُحال، ومن هنا نعرف لماذا ظلَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدعو النَّاس قرابة عَشر سنين إلى التَّوحيد ونَبْذِ الشِّرك دون أن يُؤمر خلالها بالعبادات، وكانت أول العبادات فرضًا هي الصلاة، وقد كان فَرْضها في ليلة الإسراء والمعراج؛ إذ لا يمكن أن يقبَل الله عملَ إنسانٍ إلاَّ إذا تطهَّر من الشِّرك بالله، بل إنَّ الله سبحانه قد ردَّ نبيَّه موسى إلى بني إسرائيل وقطع عنه كلامَه عندما اتَّخذ بنو إسرائيل العِجلَ إلهًا؛ وهذا الكلام تقرؤه في سورة طه، كذلك فإنَّ مرتكب المعاصي لا يقول بأنَّها حلال، فلو سألتَ شارِب الخَمر أو السَّارق، أو المغتاب والنَّمَّام، فإنَّه لا يقول: إنَّ الله قد أحلَّها، بل يقول: أسأل اللهَ أن يتوب علينا ويغنينا من فَضْله، على عكس مَن جهل التوحيدَ والشِّرك، وبحكم الوراثة يرتكب جريمةَ الشِّرك، وهو يعتقد أنَّه حقٌّ، ثمَّ يُدافع عنه ويجادِل عنه، فوَجب أن تكون الدَّعوة حسب النِّظام والسنَّة الإلهيَّة؛ بحيث يبدأ الدَّاعي بالدَّعوة إلى التوحيد ونَبذِ الشِّرك أولاً، مع الدعوة إلى وجوب الانتهاء عن المعصية وامتثالِ أوامر الله ونواهيه.


والوقفة الثانية: معرفة نوع الشِّرك الذي كان عليه قوم نوح عليه السلام، كانت الآلهة قومًا صالحين - كما علمنا من سياق ابن عباس رضي الله عنهما لهذه القصَّة - ويماثلها ما جاء في صحيح البخاريِّ من حديث ابن عباس أيضًا عن اللاَّت والعزَّى قال: "كان اللات رجلاً يلتُّ سويق الحاجِّ"؛ يعنى: كان رجلاً كريمًا، يصنع نوعًا من الطَّعام، يقدِّمه لحجَّاج بيت الله الحرام قبل بعثة محمدٍ صلى الله عليه وسلم، حتى إذا ماتَ عكفوا على قَبره؛ بُغية التأسِّي به في أَعماله الصَّالحة، ثمَّ اتخذوه إلهًا، وعبده الناسُ من دون الله، ونفس الشيء حدث للعزَّى ومَناة وهُبل أكبر الأصنام؛ حيث دعاهم النَّاس واستشفعوا بهم لدى اللهِ سبحانه؛ بُغية التقرُّب إلى الله عن طريقهم، وقالوا ما بيَّنَه القرآنُ عن هذه القضية: ﴿ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ﴾ [الزمر: 3]؛ لإحساس الناس أنَّهم بعيدون عن الله بذنوبهم، وأنَّهم لكي يقبلهم الله يجب أن يسوقوا إليه أحدَ المقرَّبين عنده، وهذا نفس الشَّيء الذي عليه جُملة قومنا هدانا الله وإيَّاهم؛ حيث اتَّخذوا قبورَ الصالحين مساجدَ وأماكن عبادة تبرُّكًا بصاحب القبر، وهو نفس الشيء الذي نهى عنه الإسلامُ؛ ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: "قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يَقم منه: ((لعن الله اليهودَ والنَّصارى؛ اتَّخذوا قبورَ أنبيائهم مَساجد))؛ قالت: يحذِّر ما صنعوا".


كما روى البخاري ومسلم وغيرُهما من أصحاب المسانيد والسنن أحاديثَ عِدَّة يضيق المقامُ بحصرها، تنهى النَّاس عن اتِّخاذ المساجد على القبور، حتى لقد قال الإمام أحمد رضي الله عنه: لا يكون قبرٌ ومسجد، إذا وُجد أحدهما يَزول الآخر، وتأخذنا الدَّهشة عندما نجد عالمًا من العلماء - وهم لا شك يعلمون هذه الأحاديث - يتقدَّم الصفوفَ عند إقامة الموالد للموتَى، ويُلقي محاضرات، ويُقيم الصلاةَ، ويؤمُّ النَّاس في الصلاة في المساجد التي فيها القبور، حتى إذا رآهم العامَّة احتجُّوا بهم على ما هم عليه من الجاهليَّة، اللهمَّ نشكو إليك ممَّا فعل قومُنا، ونَبْرأ إليك من كلِّ باطل، والله ولي التوفيق.


أسيرة الصمت 06-04-2020 04:45 PM

رزقك خالقي
أعالي جنانه
ووفقك لخيري
الدنيا والأخره
أسأل الله
لك الجنه
:100:

الــوافــي 06-04-2020 07:58 PM

جزاك الله خير
طرح رآقي گ روحـگ
لآعدمنا جمآل ذآئقتگ
وبآنتظار جديد آبداعكگ دائمآ
ودي لك

غيمہّ فرٌح 07-04-2020 02:16 AM

||~




جزآگ الله خير الجزاء
https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1%20(8).png:h5:

eyes beirut 07-04-2020 09:14 AM

تسلم ايدك ع الطرح

- وَرد. 08-04-2020 02:22 PM

-









بارك الله فيك وَ نفع بك
وَ آثابك الفردوس الأعلى مِن الجنة
دمتِ بحفظ الله :241:.

غلا الشوق 08-04-2020 08:22 PM

جزاك الله خير
وبارك فيك

سهاد 09-04-2020 11:11 PM

بارك الله فيك
جزيت الجنة

‏‏نبُض جآمح ❥ 12-04-2020 08:49 AM

جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك

أسير الشوق 12-04-2020 10:46 AM

عليه السلام

بورك فيكِ
وجزاكِ الله كل خير
وأنار قلبكِ وطريقكِ بنور الهداية والإيمان
طرحتِ فأبدعتِ كتب الله لكِ أجر هذا الطرح
دمتِ في حفظ الله ورعايته


الساعة الآن 12:50 PM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant