منتديات انفاس الحب - النفط يقفز 3 % بفعل انفراجة علاج «كورونا» وخطط خفض الإنتاج

https://www.aleqt.com/sites/default/f...?itok=mVbxTuQg

قفزت أسعار النفط أكثر من 3 في المائة أمس بعد تقارير عن أن علماء توصلوا إلى عقار فعال لعلاج فيروس كورونا السريع الانتشار في الصين، والذي ألحق الضرر بثاني أكبر اقتصاد في العالم في الأسابيع الأخيرة.
وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 1.76 دولار أو 3.2 في المائة إلى 55.72 دولار للبرميل، بينما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.34 دولار أو 2.6 في المائة إلى 50.93 دولار للبرميل.
واستمعت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاؤها بقيادة روسيا، المجموعة المعروفة باسم "أوبك+"، وفي اجتماع أمس، لمبعوث الصين لدى الأمم المتحدة في فيينا أمس لتقييم أثر تفشي فيروس كورونا على الطلب العالمي للنفط والنمو الاقتصادي.
وقال لـ"الاقتصادية" وانج تشون، سفير الصين وممثلها أمام المنظمات الدولية إن بلاده ستعمل مع منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" للحفاظ على استقرار طويل الأجل لأسواق الطاقة، مشيرا إلى أن مباحثاته مع اللجان الفنية في "أوبك" وخارجها كانت بناءة وإيجابية، وسادها روح التفاهم لتعزيز التعاون المشترك، موضحا أنه عرض خطط بلاده لتوفير أقصى حماية ممكنة للمواطنين والسيطرة على انتشار الإصابات بفيروس كورونا.
وأضاف تشون أنه ناقش التأثير المحتمل للوباء في الاقتصاد الصيني وأسواق الطاقة العالمية، مشيرا إلى أن جهود المكافحة للمرض تتواصل بشكل مكثف لحين القضاء الكامل على الفيروس، معتبرا أن تأثير الوباء على الصين ما زال جزئيا، وأن وضع الوقاية والسيطرة يتطور في اتجاه إيجابي جيد.
ونوه المسؤول الصيني، إلى أن الطاقة أساس التنمية الاقتصادية، والاقتصاد القوي يتطلب طلبا قويا على الطاقة، مؤكدا أن الاقتصاد الصيني سيستمر في إظهار تنمية مستقرة على المدى المتوسط والطويل، كما سيزداد الطلب على استهلاك الطاقة على المدى المتوسط والطويل بشكل مطرد.
وذكر تشون، أن "أوبك" أكبر منظمة طاقة في العالم وأن تحالف "أوبك+" يلعب دورا مهما في سوق الطاقة العالمي، وكجانب مستقر للطلب في سوق الطاقة العالمي، فإن بكين ترغب في العمل مع المنظمة والدول الشريكة للحفاظ على الاستقرار والعرض طويل الأجل لسوق الطاقة.
وبحسب تشون، فإن جميع أجهزة الدولة في الصين إلى جانب الجيش يشاركون في حالة التعبئة الشاملة للوقاية من الوباء في جميع أنحاء البلاد، موضحا أن الحكومة الصينية تتعامل مع القضية بشكل يتسم بالشفافية الكاملة من أجل مصارحة كل الأطراف بحقيقة الوضع، كما تولي اهتماما خاصا لتأمين حياة المقيمين الأجانب من مختلف الجنسيات.
ونوه سفير الصين وممثلها أمام المنظمات الدولية، إلى أن تدابير الوقاية والسيطرة في الصين ليست سباقة فحسب، بل إنها أيضا أشمل وأكثرها تشددا، حيث يتجاوز كثير منها متطلبات اللوائح الصحية الدولية وتوصيات منظمة الصحة العالمية، مضيفا أنه على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية وصفت الوباء بأنه "حالة طوارئ صحية عامة ذات اهتمام دولي"، إلا أنها شددت على أن هذه الخطوة تهدف أساسا إلى مساعدة البلدان، التي لديها أنظمة صحية ضعيفة على تعزيز الاستجابة الوبائية.
وتابع تشون أن الصين واثقة من القدرة على الفوز في الحرب ضد الوباء، مشددا على أنه يجب النظر إلى الوباء بموضوعية وعقلانية وعلمية، والعمل معا لمواجهة الفيروس القاتل، لافتا إلى تأكيدات المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بأنه لا يوجد سبب لاتخاذ تدابير تقيد السفر الدولي دون داع، كما أنه لا يدعو إلى فرض قيود على التجارة وحركة المرور.
وأضاف، أنه من المؤسف أن بعض الدول الكبيرة، التي تتمتع بقدرات قوية على الوقاية من الأوبئة ذهبت في الاتجاه الآخر واعتمدت تدابير لحظر دخول المواطنين الصينيين حظرا تاما، معتبرا أن هذا النهج غير مسؤول للغاية وسيكون له آثار سلبية ويصنع مزيدا من الذعر، وقد أدى ذلك أيضا إلى تعطيل التبادلات الدولية والتجارة العادية والأسواق العالمية بشكل خطير.
وتابع تشون، أن الوباء سيزيد الضغط على العملية الاقتصادية في الصين، ومع ذلك، فإن الشكل الجديد للاقتصاد الرقمي الصيني نشط للغاية، ويشكل نقطة نمو جديدة ويعوض خسائر الوباء، وقد دفع إنتاج عقار للعلاج من الوباء إلى تطوير عملية التصنيع في البلاد، منوها إلى تمتع الحكومة الصينية بقدرات قوية على السيطرة الكلية والموارد الوفيرة، وستستمر في تقديم بعض السياسات والإجراءات لتشجيع النمو الاقتصادي.
ولتقييم تأثير الوباء على اقتصاد الصين على المدى المتوسط والبعيد، يرى تشون، أنه يجب أولا معرفة أن تأثيره ما زال جزئيا ومؤقتا ومحدودا، منوها إلى أن السيطرة على الفيروس ستكون تدريجية، وقد تتحسن أساسيات الاقتصاد الصيني على المدى المتوسط والطويل لافتا إلى أن الصين تتمتع بمرونة اقتصادية قوية، كما أن الطلب المحلي الواسع والأساس الصناعي قوي.
وأشار إلى أن العوامل الإيجابية في التنمية الاقتصادية في الصين تتزايد، ما يشكل دعما طويل الأجل للتشغيل المستقر للاقتصاد، ولن يتم عكس هذه العوامل المواتية بسبب الوباء.
إلى ذلك، حققت أسعار النفط مكاسب واسعة بأكثر من 3 في المائة أمس على أثر الإعلان عن التوصل إلى عقار جديد لعلاج فيروس كورونا الصيني، الذي تسبب في خسائر اقتصادية فادحة نتيجة تعطل السفر والطيران وإغلاق أبواب عديد من الشركات الدولية مؤقتا في الصين.
وقال لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون إن اجتماعات "أوبك+" الفنية الحالية جاءت كاستجابة سريعة لمتغيرات السوق وللتعامل مع التحديات المستجدة الخاصة بانتشار الوباء القاتل، مشيرين إلى دعوة الصين لحضور تلك الاجتماعات، التي تستمر على مدار يومين، التي تعد خطوة إيجابية وداعمة نظرا لترابط الاقتصاد العالمي، وللاستماع إلى وجهات نظر جميع الأطراف للتوصل إلى ما يخدم مصلحة الصناعة وبما يدعم استقرار وتوازن الأسواق.
ولفت المحللون إلى تصريحات محمد باركيندو الأمين العام لـ"أوبك"، التي أكد فيها دعم المنظمة للصين في تلك الأزمة وتقديرها للشفافية في العمل والتدابير المؤثرة التي اتخذتها لمكافحة الفيروس، مع ثقته بقدرة بكين على هزيمة الوباء في أقرب وقت ممكن، مشيرا إلى أن "أوبك" تعمل مع الصين على تعزيز الاستقرار في السوق العالمية للطاقة والتفاؤل بمواصلة النمو الاقتصادي المرتفع في البلاد على الرغم من الأزمة الراهنة.
ويقدر محللون بأن الفيروس قد يؤدي إلى تقلص الطلب العالمي على النفط 0.5 في المائة هذا العام.
إلى ذلك، قالت ناجندا كومندانتوفا كبيرة محللي المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة، إن الإعلان عن عقار فعال لمواجهة فيروس كورونا إلى جانب تحركات "أوبك+" لمواجهة تباطؤ الطلب كانا كفيلين باستعادة المعنويات الإيجابية والمتفائلة في السوق، ما أدى إلى مردود إيجابي جيد وفوري على مستوى أسعار النفط، التي عوضت جزءا من الخسائر الحادة السابقة.
وأشارت إلى أن إشراك الصين في مباحثات التعامل مع الأزمة الراهنة جعل الأسواق تطمئن إلى سياسات "أوبك" التي تقوم على التعاون والتكامل بين كل الأطراف، خاصة تعزيز التفاهم بين المنتجين والمستهلكين، معتبرة أن تعميق التخفيضات باتت خطوة ملحة في المرحلة الراهنة إلى حين تعافي الطلب وعودة الاقتصاد الصيني إلى طبيعته المتنامية.
من ناحيته، أوضح جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد إيه إف" في كرواتيا، أن اجتماع الفنيين في "أوبك+" على مدار يومين في فيينا يجيء في توقيت دقيق من عمر السوق النفطية، وقد يمهد لاجتماع وزاري مبكر لإقرار تخفيضات إضافية، خاصة إذا وضعنا في الحسبان أنه من المحتمل أن يسجل نمو الطلب العالمي على النفط في 2020 أسوأ أداء وأضعف مستوى منذ الأزمة المالية العالمية في 2008.
وذكر جيراس أن التقديرات الدولية تشير إلى انكماش بنحو 2 إلى 4 في المائة في الاستهلاك العالمي للنفط خلال العام الجاري بسبب انتشار عدوى فيروس كورونا، الذي نشأ في الصين، التي تعد سوقا رئيسة لأغلب منتجي النفط حول العالم وتمثل أحد محاور الطلب العالمي.
وتسبب تفشي الفيروس في فرض حظر على السفر إلى أجزاء كثيرة من الصين وتخفيضات كبيرة في الإنتاج من جانب شركات تكرير نفط محلية.
وتراجعت أسعار النفط أكثر من 11 دولارا للبرميل منذ بداية العام الجاري إلى 55 دولارا، وتدرس "أوبك+" مزيدا من تخفيضات الإنتاج، وتمديد القيود الحالية واحتمال تقديم موعد اجتماع لبحث سياسة الإنتاج مقرر يومي الخامس والسادس من مارس إلى فبراير.
واستبعد مصدران آخران في "أوبك" تقديم موعد اجتماع "أوبك+" ما لم يكن هناك اتفاق عام على الحاجة لخفض الإنتاج أكثر.
وذكر مصدر مطلع على تفكير روسيا أن المفاوضات مستمرة مع "أوبك" التي تريد خفض الإنتاج أكثر وأن المناقشات معقدة.
وكانت مصادر أخرى في "أوبك+" ومصدر مطلع في الصناعة على المباحثات ذكرت الإثنين أن أعضاء "أوبك+" يبحثون خفض إنتاج النفط 500 ألف برميل يوميا إضافية في ضوء تأثير فيروس كورونا على الطلب.

..