القلب له حياة وموت
القلب له حياة وموت القلب له حياة وموت, ومرض وشفاء, وذلك أعظم مما للبدن قال تعالى : { أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا } [الأنعام:122] أي كان ميتاً بالكفر فأحييناه بالإيمان فالقلب الصحيح الحي إذا عرض عليه الباطل والقبائح نفر منها بطبعه وأبغضها ولم يلتفت إليها, بخلاف القلب الميت, فإنه لايفرق بين الحسن والقبيح نوعا مرض القلب : ومرض القلب نوعان : مرض شهوة, ومرض شبهة, وكلاهما مذكور في القرآن قال تعالى : { فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ } [الأحزاب:32]. فهذا مرض الشهوة وقال تعالى : { فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا } [البقرة:10] وقال تعالى : { وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ } [التوبة:125]. فهذا مرض الشبهة وهو أردأ من مرض الشهوة, إذ مرض الشهوة يرجى له الشفاء بقضاء الشهوة, ومرض الشبهة لاشفاء له إن لم يتداركه الله برحمته. وقد يمرض القلب ويشتد مرضه ولايشعر به صاحبه, لاشتغاله وانصرافه عن معرفة صحته وأسبابها بل قد يموت وصاحبه لايشعر بموته, وعلامة ذلك أنه لاتؤلمه جراحات القبائح, ولايوجعه جهله بالحق وعقائُدُه الباطلة (( ما لجرح بميت إيلام )), وقد يشعر بمرضه, ولكن يشتد على تحمل مرارة الدواء والصبر عليها, فيؤثر بقاء ألمه على مشقة الدواء فإن دواءه في مخالفة الهوى, وذلك أصعب شيء على النفس, وليس له أنفع منه, وتارة يوطن نفسه على الصبر, ثم ينفسخ عزمه ولايستمر معه, لضعف علمه وبصيرتهوصبره, كمن دخل في طريق مخوف مفض إلى غاية الأمن, وهو يعلم أنه إن صبر عليه انقضى الخوف وأعقبه الأمن, فهو محتاج إلى قوة صبر وقوة يقين بما يصير إليه, ومتى ضعف صبره ويقينه رجع من الطريق ولم يتحمل مشقتها, ولاسيما إن عدم الرفيق واستوحشَ من الوحدة. علاج المرض بغذاء ودواء : زعلامة مرض القلب عدوله عن الأغذية النافعة الموافقة له إلى الأغذية الضارة, وعدوله عن دوائه النافع, إلى دوائه الضار وأنفع الأغذية غذاء الإيمان, وأنفعُ الأدوية دواء القرآن, وكل منهما فيه الغذاء والدواء, فمن طلب الشفاء في غير الكتاب والسنة فهو من أجهل الجاهلين وأضلّ الضالين, فإن الله تعالى يقول : { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } [فصلت:44] فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية, وأدواء الدنيا والآخرة, وما كل أحد يُؤهل للاستشفاء به. وإذا أحسن العليلُ التداويَ به, ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تامّ واعتقاد جازم واستيفاء شروطه؛ لم يقاوم الداءُ أبداً. وكيف تقاوم الأدواء كلاب ربّ الأرض والسماء, الذي لو نزل على الجبال لصدَّعها, أو على الأرض لقطَّعها ؟! فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيلُ الدلالة على دوائه وسببه والحُمْية منه, لمن رزقه الله فهماً في كتابه. كتاب :المنحة الإلهية في تهذيب شرح الطحاوية للإمام علي بن أبي العز الحنفي |
جزاك الله كل خير
طرح رائع يحمل الخير بين سطوره ويحمل ا لفائده في محتواه سلمت يمينك ولك احترامي وتقديري |
دائما متميزة في الانتقاء
سلمتي على روعه طرحك نترقب المزيد من جديدك الرائع دمت ودام لنا روعه مواضيعك لكـ خالص احترامي |
اللهم أرزقنا قلوب تتجلى بـخشيتك ونعماً تدوم بفضلك وأرواحاً تهوىَ طاعتك .. ولساناً لا يمل من ذكرك
بورك فيكِ وجزاكِ الله كل خير وأنار قلبكِ وطريقكِ بنور الهداية والإيمان طرحتِ فأبدعتِ كتب الله لكِ أجر هذا الطرح دمتِ في حفظ الله ورعايته :239: |
جزاكِ الله خير
|
جزاك الله خير
طرح رآقي گ روحـگ لآعدمنا جمآل ذآئقتگ وبآنتظار جديد آبداعكگ دائمآ ودي لك |
جزاك الله خير ورحم والديك وانار قلبك وعقلك بنور الايمان وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك وجعل الجنة مثواك امين يارب
|
ربي يجزيك الخير
ويثقل به ميزان حسناتك |
جــــزاك الله خيـراً على ما قدمت
جعلـه الله في ميزان حسنـاتك دمت بحفظ الرحمان |
جزاگ الله خيرآ
طرح قيم :-ff1 (8): |
الساعة الآن 12:51 AM |
تصحيح تعريب
Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب