منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ❀ انفاس عالم القصة والرواية الحصرية ❀ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=127)
-   -   ذكرى في أحشاء الدمار (إهداء لأخوي تركوازي) ج/2 الأخير (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=64681)

نبض المشاعر 25-01-2022 01:50 PM

ذكرى في أحشاء الدمار (إهداء لأخوي تركوازي) ج/2 الأخير
 

وما إن دخل رجل التموين الذي خصّصه شهاب أن يزوّد
رزان ووالدها بمئونة الماء والغذاء حتى بادرته بالسؤال
عن شهاب فقال لها: من شهاب؟! ... قصدي عمر ...
لا أعلم يا سيدتي فقد تحرك قبل أيام لفك الحصار في
جنوب وغرب حماة وانقطعت أخباره فهناك قوات
اللاذقيه ناحية الغرب وقوات دمشق على جنوبها
وغير الطائرات التي تأتي من كل مكان وتقصف
كل مكان
... ماذا يقول الرجل يا ابنتي ... لا تهتم يا ابي
فما علينا إلا الدعاء وعلى الله التكلان
... جلست قريبة
من والدها بعد ما غادر فريق التموين لتوزيع باقي
المؤن وبعد دقائق تقرع أبواق السيارات نذيراً عن دنوّ
طائرات القصف فوق حماة ولا تصلها أسلحة المقاومة
فترمي قنابلها على المباني وترحل لتبدأ تفجيرات تهزّ
كل المدينه بينما الذي هزّ قلب رزان صرخة الفقد لذلك
الغائب وتتمنى عينيها أن تراه مجدداً رغم أنه لم ير من
ملامحها سوى عينين مجهدة وجسدٌ بدأ يضعف من تأثير
هذه الحرب الظالمه ... غادرها وهي ترجو الله أن يعيده
إليها ...ولن ينفع نحيب وبكاء فهناك أبٌ مكلوم لفقد
زوجته وجهد سنين في عمارةٍ خَطّط لبناءها طويلاً
هاهي تهوي للأرض بلا أعمدةٌ قادرة للصمود في
وجه القنابل التي تهز الأرض ومن عليها وأي بكاءٍ
هذا الذي لن يجد له بقية دمعٍ في عينيها وأبٌ طاله
العجز وهَرِم جسده وكأن آخر سنتين عن عشر سنين
وأمٌ لا يعلم عن شأنها أحد سوى خبر شهاب الذي
غامر بروحه ليصل إليها ويتراكض ليخبر الفتاة التي
يحبها أن أمها بخير ... وتمر أياماً وخبر شهاب لم يأتِ
بعد ويهمل الأب صحته فلا يهتوي الزاد والماء سوى
رشفاتٍ منه ... وتضيق الدنيا برزان بينما هي محبوسةٍ
في ذلك القبو لا تسمع في الخارج إلا رصاص ودويّ
إنفجارات وكأن السكون يوماً ما سيصبح صوته غريباً
وبعد أيام تصل سيارات عده عند بقايا عمارة والدها
وسط إطلاق رصاص في كل مكان فنظرت رزان من
شقوق جدران سقف القبو وشعرت أن رجال الأمن
قد وصلوا للموقع وقد يقتلون رجال الحراسة التي
وضعها شهاب فطلق النار والصرخات توحي بذلك
وبينما هي تنظر وتستشهد حتى وجدت أن أفراد
الحماية يبتسمون ففرحت وأيقنت أن حبيبها وصل
وانتظرت قدومه وسط طلقات الفرح من الحمايه
لتجد أمها أمامها فتراكضت نحوها وقام والدها
الذي ما كان ليقوم بهذه الطريقه لو ان الذي جاء
غير زوجته وحبيبته فبدأوا يقبّلون حتى السرير الذي
جاءت عليه في بكاء جمعهم من فرحة بقدوم الأم
وحين بحثت عن شهاب عاد ينكسر قلبها مجدداً
فسألت عنه فقالوا : لا نعلم سوى توجيهاته لنا بأن
نأتي بهذه المرأة لزوجها وابنتها وكنا متوقعين أن
نجده عندكم لنبشّره بأن وعدنا له قد تمّ
... نظرت
حولها فوجدت أنها الوحيدة التي تبكي غيابه
وكأن شهاباً هذا لا يؤلم أحداً من الحضور سواها
جلست بين فرح وحزنٍ وتذكرت حين وعدها أنه يوماً
سيفرحها بحضور أمها ولكنه لم يعدها أنه حين
يرحل لن يعود ... فاستغفرت الله على أوهام لا تتمنى
أن تزور فكرها وتهزّ نبضات قلبها وتنفجر باكيه:
كيف به ألا يعود وكيف به أن يتركني لوحدي في هذه
الدنيا ... كيف لي أن أعيش بدونه
فشعرت بيد والدها
وهو يمسح على رأسها ويقول لها: يا ابنتي إن الله عند
حسن ظننا به فلا بد أن تعيشي على حسن ظنّك بالله
بأن شهاب لا يزال حيّاً
.. وما بين بكاء فَقْد وبين ضِحكة
أمل وضياع تعبير شفاه لتنظر لوالدها بعينين تمنع
دموعها أن تراه ثم عادت لتمسح نزف عينيها وتقبّل
يد والدها وتنظر لأمها فتمازحها ويبقى في قلبها
بكاءً لم يخرج بعد ويبقى حزنها على غياب شهاب مؤلماً
وبقت سنين تبكي على ذكرى ذلك الذي أحبها وأحبته
لتعلم فيما بعد أن أيادي الغدر إقتصت منه ومثّلوا بجثته
وبقت ذكرى حبّهما تعيش في أحشاء ذلك الدمار ...
دمار مباني ودمار قلب أحب رجلاً يوماً فحقق لها
ذلك الشهاب كل شيء إلا شيئاً واحداً وهي عودته
إليها ... فلا ينفع سلاماً منه يأتي به غيره إليها وما
كانت رؤياه تقف على خائنٍ فقط بل أكثر من خائن
يقف معه في الحلم لكن لم تظهر له سوى صورة
ذلك الذي قتله الشيخ .... إنتهت القصه تحيتي لكم

قلبي وطنها 25-01-2022 08:35 PM

روعاتك يانبض
خلف كل حب
عظيم قصه
وخلف كل حب
صادق تضحية
كتبت فأبدعت
كم انت جميل
يانبض
عندما تكتب
تجعلنا نشعر
بكل كلمة
لروحك السعادة

صدى الشوق 26-01-2022 07:07 AM

قصة حروفها تكتب بماء من ذهب
أبدعت في سردها أديبنا
بورك لنا فيك
ويستاهل أخينا تركوازي هذا الجمآل من العطر الفواح

صدى الشوق 26-01-2022 07:07 AM

الختم
الرفع
150م/ت

صدى الشوق 26-01-2022 07:08 AM

تمت الإضافة
للتثبيت ل 3 أيام
وننتظر بشوق حروفك القادمة أديبنا

eyes beirut 26-01-2022 10:58 AM

قصة رائعه
و سرد مميز
و احداثها مشوقه
يسعد قلبك

سواد الليل 26-01-2022 09:40 PM

شكري لك على هذا السرد الجميل
يعطيك الف عافيه
مودتي لك

صمتاً 27-01-2022 01:14 AM

.
.

برغم هزيمة الحب
وهذه النهآية الحزينة
تصدر الوفآء المشهد
وأوفى شهآب بوعده لمحبوبته
فإن لم يمهله القدر أن يعود
فقد تركها تنعم بالأمآن
في رعآية أب عطوف وأم حنونة
وذكرى عطرة تؤنس أيآمها
قصة جميلة جدا
سلم الحس والبنآن :100:

ترف 27-01-2022 01:43 AM

قصة جميله كاتبنا المميز
حتى النهاية رغم المها
لكنها رائعه ومقنعه مع تلك الاحداث
الموجوده بالقصه
لك كل الود والتقدير

.

.
:ff1 (49):

وَصِيفْ آمّآله 28-01-2022 05:13 PM

-




# الذهبيَ الأسطوري / نبضنا ..
آهه كثير من الكلمات
لآتفي بحقك آمام جمال سردك
وَ فكركَ وَ قصصِك الجميلة
فعلاً صخَب جداً إنيقَ ..
دَمار الحُب ..
و فآزت الحَرب بَ عودة الأم !
وَ عافية الأب ..
رَغم إنكسَار البَنت !
هذي الحيـآه كُلاً ورد بشوك و كُلاً مُتبلى ! ..
وَ خاتمة جداً مؤلمةةَ ..
لعِل الفَوز في هذه الحرب ليس الحُب !
إنِما الفوز بَالوعد و الفوَز بَالاهل ..
رَغم الرحيل وَ رغم الفراق ..
# سلمت يَ بنضنا سلمت ..
إبدعت ..
سًررت بَآلقرآءة وَ سُررت بَ أجمل إهداءَ ..

دآئما سَباق يَ مُبدع :ff1 (27):


الساعة الآن 02:18 PM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant