منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩{ انفاس القرآن الكريم وعلومه }۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=96)
-   -   تفسير قوله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه} (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=53842)

أميرة أميري 01-06-2021 04:27 PM

تفسير قوله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه}
 
تفسير قوله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه}





تفسير قوله تعالى:











﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 2]





الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم




قوله: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ ﴾ "ذا": اسم إشارة، واللام للبعد، والكاف للخطاب، وهو عامٌّ لكل من يصح خطابه.








والمراد بـ﴿ الْكِتَابُ ﴾ القرآن الكريم، وهو على وزن "فعال" بمعنى "مفعول"؛ أي: مكتوب؛ لأنه مكتوب عند الله عز وجل في اللوح المحفوظ، وهو أيضًا مكتوب بالصحف التي بأيدي الملائكة، كما قال تعالى: ﴿ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ ﴾ [عبس: 13 - 16].







وهو مكتوب بالمصاحف التي بأيدي المؤمنين.







وأشار إليه بإشارة البعيد "ذلك"؛ لعظيم شرفه، وعلو منزلته، فهو أعظم وأشرف الكتب على الإطلاق، وأفضل كتب الله عز وجل؛ لما اشتمل عليه من الإعجاز في ألفاظه ومعانيه، وأحكامه وأخباره، كما قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾ [الحجر: 87]، وقال تعالى: ﴿ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ﴾ [ق: 1]، وقال تعالى: ﴿ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ﴾ [البروج: 21، 22]، وقال تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29]، وقال تعالى: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأنعام: 155]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ﴾ [الواقعة: 77]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: 9]، وقال تعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ [النحل: 89]، وقال تعالى: ﴿ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185]، وقال تعالى: ﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ [الحشر: 21]، وقال تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ﴾ [المائدة: 48].







﴿ لَا رَيْبَ فِيهِ ﴾: الريب: الشكُّ؛ أي: لا شك فيه أبدًا، لا قليل ولا كثير، بأي وجه من الوجوه، فالجملة خبرية، والنفيُ فيها على بابه، وعلى عمومه وإطلاقه، فالقرآن بذاته حقٌّ لا شك فيه، ينزل من عند الله يقينًا وحقًّا، وكل ما جاء فيه حق وصدق، كما قال تعالى: ﴿ الم * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [السجدة: 1، 2]، وقال تعالى: ﴿ وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ﴾ [الإسراء: 105]، وقال تعالى: ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42]، وقال تعالى: ﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴾ [الشعراء: 193، 194]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، وقال تعالى: ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ﴾ [الأنعام: 115]؛ أي: صدقًا في الأخبار، وعدلًا في الأحكام.







ولا يقدح في عموم نفيِ الشك في القرآن وإطلاقه شكُّ مَن شَكَّ فيه مِن أهل الكفر والزيغ والضلال؛ فقد يُنكِرُ الأعمى ضوءَ الشمس، والمريضُ طعمَ الماء، كما قيل:



قد تُنكِرُ العينُ ضوءَ الشمس مِن رَمَدٍ *** ويُنكِرُ الفمُ طعمَ الماءِ مِن سَقَمِ[1]





وقال المتنبي:



ومَن يكُ ذا فمٍ مُرٍّ مريضٍ *** يجدْ مُرًّا به الماء الزُّلالا[2]





وأيضًا فالجملة وإن كانت خبرية تدلُّ على نفي الريب والشك مطلقًا في القرآن، فهي متضمِّنة لمعنى النهي عن الشكِّ فيه.







[1] البيت للبوصيري. انظر: "ديوانه" ص247.




[2] انظر: "ديوان المتنبي" ص141.

قَـلـبْ 01-06-2021 07:14 PM

جزاك الله خير
وجعله في موازين حسناتك
وانارالله دربك بالايمان
ماننحرم من جديدك المميز
امنياتي لك بدوام التألق والابداع
دمـت بحفظ الله ورعايته

بُليِتُ بِك 02-06-2021 12:17 AM


/





جزاك الله خيراً
شكراً لك

غيمہّ فرٌح 02-06-2021 01:32 AM

جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ

- آتنفسك❀ 02-06-2021 06:17 PM

جَزآكـ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ

صدى الشوق 03-06-2021 07:48 AM

موضوع مفيد
ربي يجزيك الخير

صقر المراجل ♔ 04-06-2021 12:30 AM

يعطيك العافيه على الطرح
وسلمت اناملك المتألقه لروعة طرحها
تقديري لك

eyes beirut 08-06-2021 09:31 PM

تسلم ايدك ع الطرح
جزاك الله خير

- وَرد. 10-06-2021 09:48 AM

-










بارك الله فيك وجزاك عنا كل خير
وجعل ماطرحتِ في ميزان حسناتك
دمتِ بطاعة الرحمن :241:.

ʂąɱąя 23-11-2022 01:00 AM

سَلِمت الأنَامِل المُتألِقة لِروعَة طَرحهَا
دَام العطَاء والتَميّز المُتواصِل
لرُوحك السّعادة

:241::ff1 (153)::241:


الساعة الآن 02:48 PM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant