منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ انفاس الركن الإسلامي ۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   اليقين في الله (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=14265)

المهاجره 20-01-2020 10:20 PM

اليقين في الله
 


ولأهمية اليقين في حياة المسلم الإيمانية، فقد جاءت نصوصٌ كثيرةٌ تُذكِّرنا بمنزلة الموقنين، وقد أسهب أهل العلم في الحديث عنه؛ لكونه يخصُّ القلب وحالة سكونه واطمئنانه وتصديقه بأن لن يُصيبَه إلَّا ما كتَب الله له، ولن يُيسِّرَ له مرادَه أو يشفيَه أو يرزُقَه إلَّا هو سبحانه، وسواء أصابَتْه سرَّاءُ أو ضرَّاءُ، فهو يكون على يقينٍ أنه في خيرٍ؛ لأن مُدبِّر الكون هو الخالق سبحانه، قال صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمرِ المؤمنِ، إنَّ أمرَهُ كُلَّه خيرٌ، وليس ذاك لأحدٍ إلَّا للمؤمنِ، إنْ أصابَتْه سرَّاءُ شكَرَ، فكان خيرًا له، وإنْ أصابَتْه ضرَّاءُ صَبَر، فكان خيرًا له)).

ومن بين أقوال أهل العلم في اليقين، ما سرده البيهقي في هذا التعريف الجميل الذي جاء فيه ما يلي:
"هو سكون القلب عند العمل بما صدَّق به القلب، فالقلب مطمئنٌّ ليس فيه تخويف من الشيطان، ولا يُؤثِّر فيه تخوُّف، فالقلب ساكنٌ آمنٌ ليس يخاف من الدنيا قليلًا ولا كثيرًا، فإذا همَّ القلب ببابٍ من الخير لم يخطُر بقلبه قاطعٌ يمنعُه ولا يُضعِفُه عمَّا نوى من الخير، سكن قلب الموقن ورسخ فيه حتى صار كأنه طُبع عليه وجُبِل عليه جَبْلًا، وإنك لا تصل إلى نفعٍ إلَّا بالله، ولا يكون إلا ما شاء الله، واعلم أن الخلق لا يملكون لأنفسهم شيئًا ولا يقدرون عليه إلا بالله، ليسكن قلب الموقن إلى الله عز وجل دون خلقه، فلا يرجو غير الله ولا يخاف غيره، وزال عن قلبه جميع الخلق من أن يرجوَ منهم أحدًا أو يخافه، أو يتَّكِل عليه، أو على ماله، أو على بَدَنه، أو على احتياله، فلمَّا عرف ذلك، عزَّ وقوي واستغنى بالله في كل شيء دون ما سواه "؛ الزهد الكبير 1 /352.

فاليقين من شُعَب الإيمان العظيمة التي ينبغي تدريب القلب عليها بعلْمٍ راسخٍ، وقد أمرنا سبحانه أن نعبُدَه حتى يأتيَنا اليقين، وألَّا نميل إلى من أُصيبوا بالشكِّ وقلَّة اليقين بربِّهم السميع المتين؛ حيث قال عز من قائل: ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 98، 99]، وقال أيضًا: ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ﴾ [الروم: 60].

إن أصحاب اليقين المتَّقين فعلًا هم الذين يؤمنون حقَّ الإيمان بأنه سبحانه هو راعيهم ومُدبِّر شؤونهم، وإن أصابهم مكروهٌ علِموا أنه ابتلاءٌ واختبارٌ لهم منه سبحانه؛ فصبروا واحتسبوا الأجْرَ عليه إلى يوم القيامة، قال جل وعلا: ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 3 - 5].

فمسألة اليقين هذه تحتاج إلى نظرة تأمُّلٍ وتفاعُلٍ مع الذات، ولاسيَّما تعلُّمها والعمل بها دون ريبةٍ ولا شكٍّ، لا من الشيطان ولا من وساوس النفس، قال السعدي رحمه الله: "اليقين: هو العلمُ التامُّ الذي ليس فيه أدنى شكٍّ، الموجب للعمل"، وقال ابن القيم رحمه الله: "لا يتمُّ صلاح العبد في الدارين إلَّا باليقين والعافية؛ فاليقين يدفع عنه عقوبات الآخرة، والعافية تدفع عنه أمراض الدنيا من قلبه وبدنه"، وعنه أيضًا رحمه الله قال:" اليقين من الإيمان بمنزلة الرُّوح من الجسد، وبه تفاضَلَ العارفون، وفيه تنافس المتنافسون، وإليه شمَّر العاملون، وهو مع المحبة ركنانِ للإيمان، وعليهما ينبني، وبهما قِوامُه، وهما يُمدَّان سائر الأعمال القلبية والبدنية، وعنهما تصدُر، وبضعفهما يكون ضعف الأعمال، وبقوَّتهما تقوى الأعمال، وجميع منازل السائرين إنما تُفتتح بالمحبة واليقين، وهما يُثمران كلَّ عمل صالح، وعلم نافع، وهدى مستقيم".

ومن بين أدعية النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب أنه كان يقول: ((اللهم اقسِمْ لنا من خَشْيتك ما تحُول بيننا وبين معاصيكَ، ومن طاعتِكَ ما تُبلِّغُنا به جنَّتَكَ، ومن اليقين ما تُهوِّن به علينا مصائبَ الدنيا، اللهم أمْتِعْنا بأسْماعنا وأبْصارنا وقوَّتِنا ما أحييْتَنا واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على مَنْ ظلَمنا، وانصُرْنا على مَنْ عادانا، ولا تجعل مُصيبتَنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبرَ همِّنا، ولا مَبْلَغَ عِلْمِنا، ولا تُسلِّط علينا مَنْ لا يرحمُنا)).

وهكذا فَلْنُرَبِّ أنفسنا وأجيالنا على ما ذكَرْنا، وألَّا نترك مجالًا للشيطان أو النفس ليُربك يقيننا بالله سبحانه، فإذا أصابتنا نِعْمةٌ حمدنا الله كما هو معلوم، وإنْ أصابنا مكروهٌ أو مرضٌ فلنُطوِّع جوارحنا، ولنُعلِّق قلبَنا بالله الكريم أولً،ا ثم نلتمس الأسباب التي شرعها لنا سبحانه.

ونسأل الله تعالى أن يُحَكِّم عقولنا، ويُعلِّق قلوبنا به سبحانه، وأن يرزُقَنا اليقين ما حيينا، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصَحْبه أجمعين.

حلم 20-01-2020 10:26 PM

اللهم آمين
جزاك الله خير
سلمت يمناك

عـز الأصايل 20-01-2020 10:31 PM

اللهم آمين
جزاكِ الله خير
:239:

أسير الشوق 20-01-2020 11:53 PM

اللهم آمين
بورك فيكِ
وجزاكِ الله كل خير
وأنار قلبكِ وطريقكِ بنور الهداية والإيمان
طرحتِ فأبدعتِ كتب الله لكِ أجر هذا الطرح
دمتِ في حفظ الله ورعايته
:239:

رتيــــــل 21-01-2020 12:00 AM

الله يعطيك العافيه
سلمت يدينك ربي يسعدك
ماننحرم منك :239:

الــوافــي 21-01-2020 08:07 AM

جزاك الله خير
طرح رآقي گ روحـگ
لآعدمنا جمآل ذآئقتگ
وبآنتظار جديد آبداعكگ دائمآ
ودي لك

صدى الشوق 21-01-2020 09:49 AM

ربي يجزيك الخير
ويثقل به ميزان حسناتك

eyes beirut 21-01-2020 05:38 PM

تسلم ايدك ع الطرح ...
يعتيك العافية ...

يــوسف 21-01-2020 06:26 PM

جــــزاك الله خيـراً على ما قدمت
جعلـه الله في ميزان حسنـاتك
دمت بحفظ الرحمان

شيخة الجنوب 22-01-2020 12:21 AM

جزاك الله خير واثابك
ونفع بك


الساعة الآن 08:41 PM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant