الكلمة سبب في اندلاع الحروب
بعضنا لا يكل ولا يمل من الكلام، وأعني هنا الكلام غير المفيد والضار في غالبه فهو يتكلم في العمل،
ويتكلم في البيت ويتكلم مع الأصدقاء، بل قد يتكلم وهو نائم من كثرة حبه وشهوته للكلام. لماذا لا نتدبر ما نقول؟ ولماذا لا نفكر فيما نقول؟ لقد خلق الله تعالى لنا أذنين ولساناً واحداً، ليكون استماعنا أكثر من كلامنا، أفلا نأخذ من ذلك العبرة والعظة. اشتهر العرب على مر تاريخهم بأنهم أرباب الكلمة، مروراً بأعظم كلمة على وجه الأرض ، القرآن الكريم، وانتهاءً بما وصل إليه أجدادنا من تقدم في شتى وجوه الحضارة. واشتهر العرب حديثاً، بأنهم أرباب الكلمة، بمعنى أنهم لا يجدون غير الكلام. بالفعل بات كلامنا أكثر من أفعالنا، وليحاول أحدنا أن يراقب نفسه أو غيره، كم ساعة تكلم، وكم ساعة اجتهد وعمل. قال أبو إسحاق الفزاري: (كان إبراهيم بن أدهم يطيل السكوت فإذا تكلم انبسط، فقلت له ذات يوم: لو تكلمت، فقال: الكلام على أربعة وجوه: فمنه كلام ترجو منفعته وتخشى عاقبته، فالفضل منه السلامة، ومنه كلام لا ترجو منفعته ولا تخشى عاقبته، فأقل مالك في تركه خفة المؤونة على بدنك ولسانك، ومنه كلام لا ترجو منفعته وتخشى عاقبته، وهذا هو الداء العضال، ومن الكلام كلام ترجو منفعته وتأمن عاقبته، فهذا الذي يجب عليك نشره، قال: فإذا هو أسقط ثلاثة أرباع الكلام).. انتهى. فإذا تدبرنا حالنا؛ رجالاً ونساءً، وجدنا أننا لا نراعي في كلامنا ذلك التقسيم العقلاني المنطقي، فلو فكر الإنسان في كلمة سيخرجها من فمه، يخشى عاقبتها، لسكت عنها، فالسكوت أفضل وأبلغ. أما إذا كانت تلك الكلمة لا نفع فيها ولا من ورائها، ولا ضرر منها فالأكيس والأفضل تركها، راحة للسان والجسد. والكلمة نوعان، كما أخبرنا المولى عز وجل: كلمة طيبة، وكلمة خبيثة، والأولى ضرب الله تعالى لها مثلاً بالشجرة الطيبة ذات الأصل الثابت، والفروع التي تطاول عنان السماء، وهي ذات أكل وثمار نافعة ومفيدة، أما الثانية فهي كالشجرة الخبيثة، لا أصل لها ولا قرار ولا نفع لها ولا ثمار. وأخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه لمعاذ بن جبل رضي الله عنه، أن حصائد الألسنة، أي الكلام، هي السبب الرئيس في دخول الناس النار صرعى على وجوههم، والملاحظ في التصوير القرآني للكلمة والشجرة والحصاد، فالكلمة ذات آثار نامية متنامية، قد تنشر الخير والحب والسلام بين الناس، وقد تكون سبباً في اندلاع الحروب بين الأمم، ووقوع الخصومة بين الناس، بل والتفريق بين المرء وزوجه وأهله. فكم من كلمة ألقيت من أحدنا، أوغرت الصدور، وأحدثت النفور، وفرقت بين الأصدقاء، وفصلت بين الأخلاء، وكم من كلمة نطق به أحدنا، دون أن يقدر لها موقعها من السامع، وأثرها في المسامع، فخربت البيوت، وسممت القوت، إن الكلمة كالسهم، إذا انطلقت لا تعود، فإذا أصابت هدفها فقد قتلت، وإن لم تصب هدفها، فهي لا طائل منها، ولا فائدة من ورائها، وكتمانها أفضل ولجامها أتقى وأروع. |
تسلم ايدك ع الطرح
|
||~
سلمت الايادى على حسن الاقتطافة بوركت جهودك العظيمة تقديري .. |
طرح رائع ومميز
يعطيك العافيه |
إنسكاب رائع
ولمعان مفيد دمت ودام رقيك |
..:241::241:
طرحَ عَذب ..!! أختيآر أنيق وحضور صآخب سلة من الوردَ وآنحناءة شكر لسموك |
بااقة ..من أرق عبارات الشكر
لهذا العطاءالمتميز والإنتقاء الراقي بـ إنتظار جديدك وعذب أطرٌوحاتك تحيتي وتقديري |
يسلموو لجهودك الرائعة
|
*,
طرح يفوق الجمال كعادتك إبداع في صفحآتك يعطيك العافيه يارب وبإنتظار المزيد من هذا الفيض لقلبك السعادة والفرح ودي لك |
/ انتقاء جميل وَ أختيار أنيق يعطيك العافية |
الساعة الآن 10:50 AM |
تصحيح تعريب
Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب