منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩{ انفاس القرآن الكريم وعلومه }۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=96)
-   -   تفسير قوله تعالى: {وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة...} (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=58523)

غيمہّ فرٌح 07-09-2021 03:04 AM

تفسير قوله تعالى: {وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة...}
 
تفسير قوله تعالى:

﴿ وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ


قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ * ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 51، 52].

في هاتين الآيتين تذكيرٌ لبني إسرائيل بوعده عز وجل لموسى عليه السلام أربعين ليلة؛ لينزل عليه التوراةَ المتضمِّنة للنعمة العظيمة عليهم، والهدى والنور لهم.

وكان هذا بعد تخليصهم من فرعونَ وإنجائهم من الغرق، ومن ثم مخالفتهم أمرَ موسى عليه السلام، وعبادتهم العِجلَ بعد ذَهابه لميقات ربه، ثم عفوه عز وجل عنهم؛ لأجل أن يشكروا الله.

والمنَّة على الآباء والعفو عنهم نعمةٌ عليهم وعلى الأبناء يجب على الجميع شكرُها.

قوله: ﴿ وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ﴾: قرأ أبو عمرو: "وعدنا" بدون ألف بعد الواو، وقرأ الباقون ﴿ وَاعَدْنَا ﴾ بألف بعد الواو، والمعنى واحد.

أي: واذكروا حين واعدْنا موسى بنَ عمران عليه السلام أربعين ليلة؛ أي: حين واعد اللهُ موسى أربعين ليلة؛ لمناجاة ربِّه، وإنزال التوراة عليه، واعَدَه أولًا ثلاثين ليلة، ثم أتمَّها بعشر، فتمَّ ميقاتُ ربِّه أربعين ليلة؛ وذلك لحكمة يعلمها الله عز وجل، كما قال تعالى في سورة الأعراف: ﴿ وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ﴾ [الأعراف: 142].

﴿ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ:"العجل" مفعول أول لـ"اتخذ"، والمفعول الثاني محذوف؛ لظهوره وعلمِهم به، واستهجان وشناعة ذكره، تقديره: إلهًا أو معبودًا.

وفي هذا إنكار عليهم، وتوبيخ لهم؛ أي: ثم جعلتم وصيرتم العجل إلهًا لكم من بعد ذهاب موسى لميقات ربِّه؛ أي: بعد أن غاب عنكم.

و"العِجل" في الأصل: ولد البقرة، والمراد به في الآية: تمثال من ذهب على هيئة العجل، نحَتَه وصنَعه السامريُّ في غيبة موسى عليه السلام، وقال لبني إسرائيل: ﴿ هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ ﴾ [طه: 88]؛ أي: إن موسى ضلَّ أن يهتديَ إلى إلهكم وإلهه، وهو هذا العجل، قال تعالى: ﴿ وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ ﴾ [الأعراف: 148].

وفي قوله: ﴿ مِنْ بَعْدِهِ ﴾ تشنيعٌ عليهم؛ إذ كان الواجب عليهم انتظار ما يأتيهم به موسى من الشرع من عند ربه.

وفيه دلالة على سرعة نكوصهم عما عهد به إليهم، وتبديلهم ما ترَكَهم عليه، وانتهازهم لأول وهلة فرصة غيابه عنهم - وما بالعهد من قِدَم - دون مبرر يدعو لذلك، كبُعدٍ وتناءٍ، أو طول غيبة وانتظار، أو غير ذلك، كما قيل:
وما أدري أَغَيَّرَهم تناءٍ *** وطولُ العهد أم مالٌ أصابوا[1]

وقد قال الله عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].

قوله: ﴿ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ ﴾الجملة حالية؛ أي: والحال أنكم ظالمون بعبادتكم العجلَ والإشراك بالله؛ لأن الشرك بالله أعظم الظلم، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].

أي: وأنتم ظالمون لأنفسكم؛ لتعريضها لعذاب الله عز وجل، والخلود في النار، غير معذورين؛ لأن موسى عليه السلام قد حذَّركم من مخالفه أمره، ونهاكم عن الشرك، وذكَّركم نعم الله عليكم؛ لتشكروه، كما قال تعالى: ﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ * إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ * وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [الأعراف: 138 - 142].

[1] البيت للحارث بن كلدة. انظر: "الكتاب" لسيبويه 1 /88.

الودق 07-09-2021 04:30 AM

بارك الله فيك ونفع بك

بُليِتُ بِك 07-09-2021 03:07 PM



/






جزاك الله خيراً
يعطيك العافية

eyes beirut 07-09-2021 05:20 PM

تسلم ايدك ع الطرح
يعتيك العافية

fadak 08-09-2021 01:07 AM

الله يعطيك العافيه
جزاك الله كل خير
سلمت يمناك ...

صدى الشوق 08-09-2021 07:44 AM

الشكر ع الحروف الممتعة القيّمة
أرق التحايا وباقة ورد

- وَرد. 08-09-2021 01:46 PM

-












أثابك الله الأجر ..
وَ أسعد قلبك في الدنيا وَ الأخرة
دمتِ بحفظ الرحمن :241:.

بحہة شہوق 10-09-2021 03:52 PM

بارك الله فيك

قَـلـبْ 14-09-2021 07:15 PM

جزاك الله خير
وجعله في موازين حسناتك
وانارالله دربك بالايمان
ماننحرم من جديدك المميز
امنياتي لك بدوام التألق والابداع
دمـت بحفظ الله ورعايته

- آتنفسك❀ 26-09-2021 08:06 PM

جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض ..
بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك ..
آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
دمت بحفظ الله ورعآيته ..
لِ روحك


الساعة الآن 06:20 AM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant