تفسير آية : ( إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف )
قال الله تعالى: ﴿ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ * وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ [الأنفال: 38 - 40]. الغَرَضُ الذي سِيقَتْ له: الترغيب في الإسلام والترهيب من الكفر. ومناسبتها لما قبلها: أنه لَمَّا هدَّد بأنه سيجعل بعض الخبيث على بعض في جهنم، رغَّبهم في الإسلام لينفكوا من النار، وأمر بقتال مَن تعصب في كفره ليقهره على الخير. وقوله: ﴿ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ﴾، اللام للتعليل؛ أي: لأجلهم. ﴿ كَفَرُوا ﴾ جحدوا. ومعنى ﴿ يَنْتَهُوا ﴾: يتركوا ما هم فيه من الكفر أو القتال، والظاهر الأول؛ بدليل جواب الشرط. ومعنى ﴿ يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ ﴾؛ أي: يتجاوز الله لهم عما مضى من قبائح أعمالهم، والجملة جواب الشرط. ومعنى ﴿ يَعُودُوا ﴾: يستمروا؛ يعني: على الكفر. وقيل: ﴿ يَعُودُوا ﴾؛ يعني: إلى القتال، وعليه فيعودوا بمعنى يرجعوا، وجواب الشرط محذوف تقديره: ننتقم منهم. وقوله: ﴿ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأوَّلِينَ ﴾ تعليل لجواب الشرط المحذوف، ومعنى ﴿ مَضَتْ ﴾: سبقت واستقرت، والمراد بـ(الأولين) الأمم الهالكة، و(سنتهم): تدميرهم لما كذبوا الرسل، وقد أضيفت السُّنة إليهم؛ لأنها واقعة عليهم، وهي سنة الله فيهم. وقوله: ﴿ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ ﴾: ﴿ حَتَّى ﴾ غائية أو تعليلية، والفتنة الكفر أو أذى المسلم من أجل دينه. ﴿ فِتْنَةٌ ﴾ فاعل تكون. ومعنى: ﴿ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ﴾؛ أي: وحتى تكون كلمة الله هي العليا. وقوله: ﴿ فَإِنِ انْتَهَوْا ﴾ الفاء تفصيلية، و(انتهوا) أي: تركوا الكفر؛ يعني بقتالكم لهم، وجواب الشرط محذوف تقديره: فكفُّوا عن قتالهم؛ أي: وإن لم تعلموا بواطنهم. وقوله: ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ تعليل لجواب الشرط، وقوله: (وإن تولوا)؛ أي: أعرضوا. وقوله: ﴿ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ ﴾ ليس بجواب الشرط الحقيقي، ولكنه دليل عليه، والتقدير: وإن تولوا فقاتلوهم وثقوا بنصر الله وإنما أورد الجواب بهذه الصورة ليبشرهم بولايته لهم، والمخصوص بالمدح في قوله: ﴿ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ محذوف تقديره هو؛ أي: الله سبحانه. الأحكام: 1 - أن الإسلام يجبُّ ما قبله. 2 - يجبُ الكف عن قتال المحاربين إذا أظهروا الإسلام، ولو لم نعلم حسن نياتهم. _ الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد. |
طرح رائع
يعطيك الف عافيه اتمنى لك مزيد من التميز والابداع مودتي. |
/
تسلم ايدك ع الطرح يعتيك العافية |
/
تسلم ايدك ع الطرح يعتيك العافية |
جزاك الله خير الجزاء
جعل يومك نوراً وَسروراً وجبال من الحسنات تعآنقها بحورا جعلها الله فى ميزان اعمالك دام لنا عطائك |
موضوع رررائع
رفع الله قدرك فى الدارين واجزل لك العطاء شكرا لطرحك المميز وانتقائك الهادف جعله المولى فى موزين حسناتك بوركت جهودك سمو المشاعر |
سَلِمت الأنَامِل المُتألِقة لِروعَة طَرحهَا
دَام العطَاء والتَميّز المُتواصِل لرُوحك السّعادة :241::ff1 (153)::241: |
جزاك الله خيرا
|
-
أميرة إزدان مُتصفحي بتشريفك لك جنائن الورد. |
-
غنج إزدان مُتصفحي بتشريفك لك جنائن الورد. |
الساعة الآن 10:45 PM |
تصحيح تعريب
Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب