أقامت الجميلة جميله لصديقاتها حفله كعادتها في
ملحق كبير بقصر والدها تجتمع فيه الفتيات دائماً
وهو ملحق يستخدمه والدها للمناسبات الخفيفه
فجئن كلّهن عدا أريج المقرّبة منها بسبب مرض أمها
ورغم حبّها لأريج إلا أنها حمدت ربهـا أنها لم تحضر
بسبب إنفتاح صديقات جدد جئن كاشفات وجه ولبسن
عباءات بألوان غير الأسود يتحدثن عن مواقع التواصل
الجديده والإخبار عن أحداثها وكل ذلك يضايق جميلة
ويجعلها تنبذ هذا السلوك المفاجئ من صديقاتها ...
أصبحت كصديقتها أريج حين تشعر بالغثيان من حديث
الفتيات عما يجدنه بمواقع السناب والتك توك وغيره
كمواقع الدردشه المصوّره بمواقع التواصل الاجتماعي
في حوارات بين بنات وشباب ويعتبرنها مرحه ومثيره
تدعو للضحك على ذلك الطيش ... وكل ذلك يجعل
أريج لا تستطيع تحمّل المكوث بينهن فتستأذن من
جميله التي لا ترغب بفقدان علاقتها بأريج الفتاة
التي غيّرت كثيراً في جميله حتى أن الأخيره تكره
أن تتداول الفتيات علاقتهن بالشباب في حواراتهن
وفي ذلك المساء الصخب بحضور صديقاتها وغياب
أريج شعرت أن الفتيات بالغن في تعلّقهن بالسناب
والذي طال النقاش حوله وبدأن يطرحن أسماء فيه
ويرين ما يقوله الشباب ومن ثم يتداولن سناباتهم
وكثر الهرج في ذلك فطلبت جميله منهن أن يتركن
حديث السناب فسألتها فايزه: جميله من تتابعين في
السناب ... أي سناب يتحدث عن الطبخ أو الدين أو طب
... أرينا سنابك وما يظهر فيه ... فنقلت شاشة جوالها
إلى شاشة الملحق الضخم وبدأن يشاهدن ما ذكرته ...
في هذه الأثناء أرسلت فايزه لسناب جميله شيئاً ظهر
فجأه من ضمن السنابات لشاب وسيم يتحدث عن علاقات
الشباب والفتيات بأن الدين لم يحرم الحديث بين الفتاة
والشاب حتى وإن كان عاطفياً وهذا يخالف آراء جميله
ثم نقل الحديث من نقاش إجتماعي إلى فقهي وفتوى
وبدأ الشاب يتحدث عن إتصالات تأتي من فتيات كثر
ليقوم بمناقشتهم لساعات دون أي تأثير تهيّجي
بينهما وأن من يقول أن أي حوار يثير رغبات جنسيه
بين المتحاورين فهو مريض نفسي ... فبدأ الفتيات
يحرضن جميله بأن تواجهه وتكذّبه خصوصاً أنها
تشبه أسلوب أريج في تكذيب أولئك الذين يتهمون
الدين بأنه زايد على حقيقة أن الحوار بين الشاب
والفتاة ليس من النضج الفكري الذي يساهم
للتوافق في الكثير من أفكار ربما يصطدمون بها
لو كانوا متزوجين فـتنهار معها الحياة الزوجيه
بينهما ... وبدأ البنات يدفعنها لتتواصل مع الشاب
وتحارب أفكاره فقالت لهن: أعدكم بأنني سأتواصل
معه وسأعرض عليكن ما تم بيني وبينه من حوار
وقبل أن تغادر آخر فتاة منهن إقتربت البندري وقالت
جميله أنصحك بألا تفعلي ذلك ... ولم يا صديقتي ...
أخشى أن يحدث لك ما حدث معي ... وأؤكد لك أن
هناك فتاة معنا هنا تأخذ مبلغ عن كل فتاة تتواصل
معه فاستدرجتني للفندق واستقبلنا عند المقهى هناك
مع تلك الفتاة التي حرّضتني وكان أسلوبه مثيراً لي
ولمشاعري وكان يضع عطراً يجعل الفتاة لا تقاومه ولكن
من حسن حظي أن والدي لم يطمئن قلبه رغم أنها
إستقبلتني أمام باب الفندق فأوقف سيارته ودخل بعد
ربع ساعه وكنت أعتقد أنه ذهب للمنزل فأشارت الفتاة
أن نتوجه للغرفة غرفة الشاب فتراكاني أتقدم عليها
ولما التفتّ عليهما وجدته يضع بيدها ظرفاً فيه مال
توجهت معهم للمصعد وكانت الخطه أن تقول الفتاة
حين نجلس بالغرفه نسيت جوالي بالمقهى وسأقوم
بإحضاره وتتركنا لوحدنا وأشعر أنه لو تم ذلك فلن
أستطيع مقاومة حسنه وشياكته وعطره وسأستسلم
له لكن مجرد ما رأيت أبي يدخل الفندق حتى ارتعبت
وخرجت من المصعد قبل أن يغلق علينا ... فترك
الشاب المصعد يذهب بهما للغرفه وتوجهت لأبي
وأغلقت سنابي للأبد ... وهاهي نفس الطريقه تقوم
بها الفتاة معك ... إنتظروني في الجزء الثاني