منتديات انفاس الحب - خبراء: صوتها معجزة إلهية وهبها الله لمصر

غنت الأطلال وهي من أصعب القصائد بعدما تجاوزت الـ70 عاماً من عُمرها
فكان ميلاداً جديدا لكوكب الشرق فنهت مسيرتها كما يجب أن يكون ثم ذهبت لرحلة العلاج بلندن
وكانت تحضر مع الموسيقار سيد مكاوي أغنية أوقاتي بتحلو بعدما حققا نجاحا منقطع النظير
وكعادة نجاحات كوكب الشرق بأغنية يا مسهرني لتعود من لندن بعدما انقضى الأجل وتكون أخر أعمالها
الفنيه عالمسارح قصيدة الأطلال مثلما حدث مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ هوا الاخر
كانت وفاته بلندن للعلاج وأخر أعماله كانت قصيدة قارئة الفنجان وهي من أصعب القصائد أيضا
وكانت مدة هذه القصائد تزيد عن الساعه ونصف الساعه وأحيانا تستلزم ساعتين متواصلين عالمسرح أمام الجمهور

https://a-al7b.com/up/uploads/160190430208861.jpeg

أُم كلثوم وخلفها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب

لا يختلف اثنان على تفرد وقوة صوت صاحبة العصمه الست أم كلثوم، تلك المنحة التى وهبها الله لها،
فهو استثناء لم يضاهيه كل من أتى بعدها. وبحسب الملحن حلمى بكر: «صوتها كان معجزة إلهية،
وهو إحدى الهبات التى منحها الله لمصر، بما يفوق الأصوات الطبيعية، كما أنه يعلو الطبيعة البشرية،
وعندما حاولت أجهزة الحاسب الآلى التحقق من خامة صوتها وجدت أنها معجزة أكبر من البرازيلية
إيما سوماك، أفضل مطربة فى العالم».
وبحسب «بكر»: «كان صوتها يتميز بأنه يعلو على 2 تون، والتون الواحد 8 مقامات، بما يعنى أن
صوتها 16 مقاماً، بل يزيد على هذا، وهذه درجة لم تصل إليها امرأة من قبلها، وبعد أن تقدمت فى العمر،
انقلب صوتها فى حديثها العادى إلى طبيعة ذكورية، وعلى الرغم من هذا كانت تستطيع أن تغنى
بجرس رنان فى الآذان وهذا هو الإعجاز». وتابع: «استمرت فى الغناء خلال الفترة الأخيرة من حياتها
وبعد بلوغها سن السبعين، فعندما غنت الأطلال كانت كأنها ولدت من جديد، لأنها كانت تعوض تراجع
صوتها بالخبرة العميقة التى اكتسبتها فى مشوارها، فكل من قلدها اختفى، لأنها صاحبة نوع
مميز من الأصوات».
ويقول الدكتور طه محمد عبدالوهاب، خبير الأصوات والمقامات: «صوت أم كلثوم مكتمل القوة
والمرونة أو الليونة، وهو الانتقال بين المقامات بحرفية عالية، والمساحة الصوتية عندها كانت
تبلغ 3 (أوكتاف) وهو 3 أضعاف الأصوات العادية، فكان صوتها يحتوى على 3 أنواع من الصوت
النسائى، (الغليظ ألترو)، والمتوسط (ميتزو سبرانو)، والرفيع (سبرانو)». وأكمل: «كل إنسان لديه
حبلان صوتيان وطول كل حبل من 17 إلى 22 مم، وكانت أحبالها الصوتية من أطول هذه الأنواع،
كما أنه صوت به مرونة خاصة قادر على التنقل بين هذه الأنواع الثلاثة بسلاسة».
«بكر»: كل من قلدها اختفى.. وغنت «الأطلال» رغم تجاوزها السبعين.. و«عبدالوهاب»: تميزت
بالحرفية فى التنقل بين المقامات.. و«عبدالعزيز»: امتلاكها أذناً حساسة وقراءتها للقرآن منذ صغرها
وراء حلاوة صوتها
وأضاف: «أم كلثوم تربت منذ الصغر على قراءة القرآن، وهو ما أفادها فى مخارج الحروف، كما
أنها كانت تغنى فى طفولتها دون ميكروفون، والصوت النسائى يزداد قوة مع تقدم السن، وهذا
ما حدث مع الراحلة».
الدكتور محمد عبدالعزيز، أستاذ المسرح الغنائى بأكاديمية الفنون، وأستاذ علم الصوتيات، تحدث
عن صوت أم كلثوم قائلاً: «كان متميزاً للغاية، وجمع أكثر من طبقة صوتية، فالطبقات (المستويات)
الصوتية للمرأة ثلاث؛ هى (السبرانو) وهو الصوت الحاد، و(الميتزوسبرانو) وهو نصف الحاد،
وهذا النوع هو أغلب أصوات النساء، والثالث هو (الألتو) وهو الصوت الغليظ، وهو نادر عند البنات،
كما أن المساحات الصوتية عندها تميزت بالمرونة والقدرة على الصعود والهبوط بين الطبقات
المختلفة بسلاسة ودون أى معاناة».
وأضاف «عبدالعزيز» لـ«الوطن»: «أما فيما يتعلق بالأداء الصوتى لأم كلثوم، فقد تعلمت نطق
حروف المد والغنة والوقف من القرآن الكريم ومن علوم التجويد، إلى جانب تعلمها أصول نطق
اللغة العربية، وحلاوة صوتها الذى تميزت به يعود إلى امتلاكها أذناً حساسة تستمع جيداً، إلى جانب
أنها تربت على إبداع الشيخين أبوالعلا محمد، وزكريا أحمد، ولا ننسى قدرتها الفائقة على التدريب
الجيد والتعلم منذ الصغر».
وعن أسباب إبعاد الميكروفون عن فم أم كلثوم أثناء الغناء، أوضح: «هذا يعود إلى صوتها الذى تميز
بذبذبات صوتية قوية جداً، كما أن صوتها كان يخرج للأمام، ولو اقترب من الميكروفون سيتحول لصفير».