منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩{ انفاس القرآن الكريم وعلومه }۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=96)
-   -   في ظلال سورة الشرح (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=56015)

غيمہّ فرٌح 12-07-2021 01:42 AM

في ظلال سورة الشرح
 
في ظلال سورة الشرح



بِسْمِ اللهِ الرحْمَنِ الرحِيمِ: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 1 - 8].

امتنَّ الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بشرح صدره، فأنزل عليه (ألم نشرح لك صدرك)، وامتنَّ عليه بوضع وزره عنه، وفي هذا الامتنان تضمين عصمته بعد تكليفه بالرسالة والبلاغ، وتنزُّل الوحي عليه من ثِقل حمل أوزاره، (ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك)، ولولا ذلك كنت ضعيفًا لا تَقوى على تحمُّل مشاق وتكاليف وأعباء تبليغ الرسالة، والظهر بالمعنى المحسوس هو الجدار والعمود الذي يستند عليه كل الجسد، فإذا انكسر الظهر انحنى الجسد، وانهدم كالجدار والعمود الذي يقوم عليه أي بناء، وهو هنا بالمعنى الإيماني والمعنوي صلابة شخصية حامل الدعوة والمبلغ عن ربِّه إلى عباده في قوة ثبات قلب راسخ لا يعاني من آلام أوزار تطارده ذكراها، فتنغِّص عليه وتكدِّر عليه حماسته وهمته ونشاطه في ممارسة مهامه الدعوية والتبليغ، فكان لا بد من التأكيد بوضع أوزاره والتفضل عليه برفع ذكره، وعلو شأنه ومقامه، ليس في قومه فحسب بل في العالمين، وحتى يوم العرض على الله والوقوف بين يديه.

هكذا نقل الله نبيه وحبيبه ومصطفاه من طور مهابة القيام، وتجشُّم ثِقل التحول من مجرد رجل من البشر علم من نفسه أنه استقبلته الحياة بين قوم يتخبطون بين وثنية الشرك وعبادة أصنام لا تقوى على دفع الضر والشر والأذى عن نفسها، ويسجدون بين يديها يطلبونها جلب ما ينفعهم من الأرزاق والأولاد وغير ذلك، وأن تدفع عنهم الشرور والأمراض والآفات، وجميع المضار وهو يترعرع بينهم يتيمًا، فآواه ربه في كفالة جده، ثم في كفالة عمه حتى بلغ الرشد، وما امتدت يداه ولا خطت قدماه ولا اشتهت نفسه، ولا اقترفت جوارحه وأركانه شيئًا مما يفعلونه، فكان أن شرح الله صدره للحق الذي آمن به وللنبوة التي اختصه الله بها، وأكرمه برفع ذكره فما يقبل الله من أراد الإسلام إلا أن يشهد له بالنبوة والرسالة بعد أن يشهد لله بالتوحيد والألوهية، وما يرفع المؤذن صوته ينادي للصلوات الخمس في اليوم والليلة إلا ويقول رافعًا صوته: (أشهد أن محمدًا رسول الله)، وأمر الله الأمة بدوام الصلاة والسلام عليه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

وفي هذه السورة الشرح بيان مقام محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام عند ربه، وبيان أن من ألزم نفسه الدعوة والبلاغ عن الله ونشر الدين - أن يجتهد في التخلص من الأوزار التي قد تحجب عنه بعد حب الله حب الناس والتأثير فيهم، حين ينشرح صدره لما يدعو إليه مؤمنًا تمام الإيمان بحق الله عليه في الدعوة إليه، فإذا تمكن وحقق في نفسه مؤهلات استحقاقه مقام الداعية الحق، أكرمه الله بالقبول، فرفع مقامه وخلد ذكراه بين الناس في حياته وبعد وفاته، وعاش حياته يرى اليسر والتيسير وإن اجتمع عليه في كل أمر عسرين: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5، 6].

وإن الله الذي اختار لفظة الربوبية في هذا الموضع، ليؤكد أن معاني الربوبية ملازمة لمن ينصب راغبًا فيما عند الله من خيري الدنيا والآخرة، ولعل من يقرأ سورة الشرح بنيَّة أن يشرح الله صدره ويذهب ما يختلج فيه من الضيق والكرب، أو الخوف والهم والغم والحزن، أو يشرح صدره حين تضيق عليه الدنيا بما رحبت وتعسرت عليه الأمور، أو لمن أوجعته أوزاره واشتد ندمه، ويرجو الخلاص من ملازمة آثارها وعواقبها، أو يرجو انشراح صدره؛ ليبين له ما اشتبه عليه من الحق، أو من يجد في نفسه انجذابها للترويح والقعود عن العبادات والطاعات، أو من يرغب في تذوق حلاوة العبادات دون الشعور بالنصب في أدائها.

إنها سورة تحمل مثاقيل من دلالات الخير والبشائر تدعونا بالمقابل إلى تثقيل موازيننا بالحمد والشكر لله قولًا وعملًا وفكرًا، ممتنين رحمته ووده وفضله الزاخر في هذه السورة الجميلة بدلالاتها وكنوزها والمسماة (الشرح ).

اللهم اشرح صدورنا للحق والعمل به، وضَعْ عنا أوزارنا التي أثقلتنا، وارفع قدرنا ومقامنا عندك، ثم بين خلقك وييسِّر لنا ما تعسَّر، وأشغلنا بطاعتك والالتذاذ بأوراد ذكرك حمدًا وشكرًا وإيمانًا ويقينًا بما عندك، ووفِّقنا للتقلب الجميل بين جميع أنواع طاعاتك وعباداتك، واجعل لذائذنا وانشراح صدورنا في الرغبة فيما عندك، إنك نعم المولى ونعم النصير، ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 7، 8].

زهرة الربيع 12-07-2021 05:32 AM

جلب راقي وانتقاء مميز بوركت جهودك المثمرة ولا حرمنا عطائك ودي ..

- وَرد. 12-07-2021 09:07 AM

-












أثابك الله الأجر ..
وَ أسعد قلبك في الدنيا وَ الأخرة
دمتِ بحفظ الرحمن :241:.

eyes beirut 12-07-2021 10:39 AM

تسلم ايدك ع الطرح

بُليِتُ بِك 12-07-2021 09:46 PM




/






جزاك الله خيراً
شكراً لك

مجرد إحساس 15-07-2021 02:01 AM

سلمت يدآك على روعة الطرح
وسلم لنآ ذوقك الراقي
على جمال الاختيار
جزاك الله خير الجزاء
لقلبك السعآده والفـرح:rose:

قَـلـبْ 15-07-2021 12:24 PM

جزاك الله خير
وجعله في موازين حسناتك
وانارالله دربك بالايمان
ماننحرم من جديدك المميز
امنياتي لك بدوام التألق والابداع
دمـت بحفظ الله ورعايته

قَـلـبْ 15-07-2021 12:25 PM

جزاك الله خير
وجعله في موازين حسناتك
وانارالله دربك بالايمان
ماننحرم من جديدك المميز
امنياتي لك بدوام التألق والابداع
دمـت بحفظ الله ورعايته

لذة المطر 17-07-2021 04:21 AM

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
طرح ثري وقيم
وآفر الشكر :85:

صدى الشوق 18-07-2021 10:29 AM

موضوع مفيد
ربي يجزيك الخير


الساعة الآن 08:16 AM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant