أسباب السعادة وصفة السعداء
أسباب السعادة وصفة السعداء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد: الكل يبحث عن السعادة، والكل مجمع على البحث عنها، ولكن اختلف الناس في الوسائل المحصلة لها، فذاك يظنها في المال والثرى، وذاك يزعم أنها في تمكين النفس من الملذات والشهوات، وذاك يظنها في مشاهدة القنوات، ومعاكسة الفتيات، وتناول المسكرات، وذاك يظن أنها في منصب وجاه وسلطان، وتلك امرأة تظنها في لبس الضيق من الثياب أو في نزع الحجاب، أو التعلق بأحد الفتيان أو الفتيات.. وليس الأمر كذلك، فليست السعادة في مال يجمعه الإنسان وإلا لسعد قارون، وليست السعادة في الوزارة والمنصب ولو كانت كذلك لسعد هامان وزير فرعون، وليست السعادة في لذة وشهوة يقضيها الإنسان، ولا في أي أمر مما سبق ذكره، بل السعادة الحقيقة في طاعة الله، والبعد عن معصيته التي هي سبب في الفوز الأبدي: فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ سورة آل عمران(185)، وذلك بأن يسير الإنسان في هذه الدار على الصراط المستقيم، وأن يتبع الرسول الكريم، وأن يتقي الله ويراقبه في السر والعلانية، والغيب والشهادة، فبذلك يفوز الإنسان ويسعد.. ولست أرى السعادة جمع مال *** ولكن التقي هو السعيد1 أخي المسلم: إنك لن تنال السعادة إلا في قراءة القرآن، فهو كتاب الحياة، وباب السعادة، كلما نظرت إليه أشرق في قلبك نور الإيمان، قال تعالى: فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا سورة التغابن(8). أخي المبارك: إنَّ القرآن علاج الهموم، ومُزيل الغموم، ومُذْهِب الحسرات، وكاشفُ للبليَّات، فيا من أحاطت به هموم الدنيا، وأزعجـته المصائب ، أُوصِيك بأن تجلس مع القرآن في كل يوم ولمدة ساعة تقرأ فيه، وتتأمل معانيه، وتعرض نفسك عليه، فوالله سوف تشعر بالسعادة وتذوق طعم الحياة.. تنال السعادة إذا كنت تاركاً للذنوب، مبتعدا عن الشهوات، وإما إذا كنت على العكس فإن ذلك طريقك إلى الشقـاء في الدنيا والآخرة، ألم يقل الله -تبارك وتعالى-: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى سورة طـه(124). وليس معنى العناية بالقرآن والأعمال الصالحة أن يترك المؤمن أعمال الدنيا التي لا بد له منها، بل إن السعيد من وفق لخيري الدنيا والآخرة.. وقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- أن من أسباب السعادة والراحة المرأة الصالحة والجار الصالح والمسكن الواسع والمركب الهنيء، والإسلام لم يرفض الدنيا جملة، إنما يرفضها عندما يستغرق فيها الإنسان وقته وينسى الله واليوم الآخر، فتكون حينئذ لعنة عليه ونقمة، وتتحول لذاتها إلى شقاء ونكد إذا كانت بلاد دين ولا عقيدة. ولا يعني القول: إن السعادة ليست في المال والجمال والشهوات المختلفة، لا يعني ذلك أن تلك أمور لا تجلب السعادة للمرء، بل إنها تجلب له السعادة ما دامت في إطار الشرع وفي دائرة الحلال والمباح إذا اجتمعت مع الدين وصلاح القلب.. والله الموفق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. ........................................ 1 جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة (2/503). أحمد زكي صفوت. 2 الوابل الصيب (67) لابن القيم. |
شكراً لسعاده تمتلكنا ونحن نقرأ طرحك القيم تحيات وتقدير |
جزاك الله كل خير طرح رائع يحمل العبر بين سطوره ويحمل الابداع في محتواه سلمت يمينك ولك احترامي وتقديري |
انتقاء جميل ولهُ نصيب
من الخير والجمال والفائده بوركتِ |
بارك الله في جميل طرحك..
وجعله في ميزان حسناتك |
جزاكم الله خير الجزاء على هذا الطرح القيم
وجعل ذلك في موازين حسناتكِم بوركت جهودكم |
جــــزاك الله خيـراً على ما قدمت
جعلـه الله في ميزان حسنـاتك دمت بحفظ الرحمان |
جزاك الله خير ورحم والديك وانار قلبك وعقلك بنور الايمان وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك وجعل الجنة مثواك امين يارب
|
:
يعطيك العافيه على الطرح المخملي والنقل المثمر انتظر القادم من طروحاتك بكل شوق ..! (؛) تحياتي القلبيه لك ..: |
جزآك الله خيرآ
بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك .. دمت بخير ..:121: |
الساعة الآن 01:20 PM |
تصحيح تعريب
Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب