منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ أنفاس الرسول والصحابة الكرام ۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=125)
-   -   معنى صلاة الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=103940)

_ ريِمآ . 24-12-2023 01:58 AM

معنى صلاة الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
 
-





الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

إنَّ المؤكد المعلوم أنَّ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَكانةً عاليةً، ومنزلةً رفيعةً عندَ ربِّه سُبحانَه وتعالَى، ومن تلك الشواهد والأدلة على ذلك أنّ الله جل وعلا صلّى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأمر ملائكته وعباده المؤمنين بالصلاة والسلام عليه كذلك، وما ذاك إلا لعلو قدره ومنزلته عند ربه سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]؛ أي: إن الله تعالى يُثْني على النبي صلى الله عليه وسلم عند الملائكة المقربين، وفي الملأ الأعلى، لمحبته تعالى له، وملائكتُه يُثْنون على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعون له ويتضرعون، فيا أيها الذين صدَّقوا الله جل وعلا ورسوله صلى الله عليه وسلم وعملوا بشرعه وبدينه وأحكامه وأوامره، صلُّوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلِّموا عليه تسليمًا، تحية وتعظيمًا له، واقتداءً باللّه تبارك وتعالى وملائكته عليهم السلام، وجزاءً له على بعض حقوقه عليكم، وتكميلًا لإيمانكم، وتعظيمًا له صلى الله عليه وسلم، ومحبة وإكرامًا، وزيادة في حسناتكم، وتكفيرًا من سيئاتكم.



وكما هو معلوم أنَّ ظاهر هذه الآية دليل على كمال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، ورفعة درجته، وعلو منزلته عند اللّه تبارك وتعالى، وعند خلقه، ورفع ذكره، ومما ينبغي أن يُعلم أنّ الأمر بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم مشروع في جميع الأوقات، وأوجبه كثير من العلماء في الصلاة.



قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
: «أَرَادَ إِنَّ اللَّهَ يَرْحَمُ النَّبِيَّ، وَالْمَلَائِكَةُ يَدْعُونَ لَهُ. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا: "يُصَلُّونَ" يَتَبَرَّكُونَ».



وَقِيلَ: الصَّلَاةُ مِنَ اللَّهِ تعالى: الرَّحْمَةُ، وَمِنَ الْمَلَائِكَةِ: الِاسْتِغْفَارُ.



وقَالَ الْبُخَارِيُّ: قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: صَلَاةُ اللَّهِ تعالى: ثَنَاؤُهُ عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَلَائِكَةِ، وَصَلَاةُ الْمَلَائِكَةِ: الدُّعَاءُ.



وَقَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ: وَرُوِيَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَغَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالُوا: صَلَاةُ الرَّبِّ: الرَّحْمَةُ، وَصَلَاةُ الْمَلَائِكَةِ: الِاسْتِغْفَارُ.



ولقد ذكر الحافظ ابن حجر بعد أن سرد أقوال العلماء في المراد بصلاة الله تعالى عليه وصلاة الخلق عليه، قال: «وأولى الأقوال ما جاء في تفسير سورة الأحزاب عن أبي العالية أن معنى صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه وتعظيمه، وصلاة الملائكة وغيرهم طلب ذلك له من الله تعالى، والمراد طلب الزيادة لا طلب أصل الصلاة» «فتح الباري، لابن حجر، 28/2».



وقيل أنّ معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند جمهور العلماء: تكون من الله تعالى: الرحمة، ومن الملائكة: الاستغفار، ومن الآدميين: الدعاء.



وإنّ من المعلوم أن صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم متعددة ومتنوعة، كما ورد ذكر ذلك في النصوص الصحيحة، وإنّ أفضل وأكمل هيئات الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثبتت في السنة الصحيحة التي علّمها النبي صلى الله عليه وسلم من سأله عنها، وهي قوله: «اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ»، ففي الحديث عن كعب بن عجرة رضي الله تعالى عنه قال:« لمّا نزلَتْ ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلى النَّبِيِّ ﴾ قالوا: كيف نصلِّي عليك يا نبيَّ اللهِ؟ قال: قولوا: اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ كما صليتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، اللهمَّ بارِكْ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ كما باركتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ» «الألباني، أصل صفة الصلاة 3‏/919، إسناده جيد».



وعن عبدالرَّحمنِ بنُ أبي لَيلى قال: «لَقِيَنِي كَعْبُ بنُ عُجْرَةَ رضي الله تعالى عنه، فَقالَ: أَلَا أُهْدِي لكَ هَدِيَّةً سَمِعْتُهَا مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فَقُلتُ: بَلَى، فأهْدِهَا لِي، فَقالَ: سَأَلْنَا رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللَّهِ، كيفَ الصَّلَاةُ علَيْكُم أَهْلَ البَيْتِ؛ فإنَّ اللَّهَ قدْ عَلَّمَنَا كيفَ نُسَلِّمُ علَيْكُم؟ قالَ: قُولوا: اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ». «أخرجه البخاري/3370».



وإن الناظر إلى ظاهر هذا الحديث وغيره يعلم جليًّا مدى حرص الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم جميعًا على تعلّم العلم والخير من النبي صلى الله تعالى عليه وسلم.



ويدلُّ كذلك على عُلوِّ منزلة ومكانة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وآله وأهل بيته الأطهار عند الله جلّ وعلا.



ومعنى قوله: «قُولوا: اللَّهمَّ صَلِّ على محمَّدٍ»، أي: عَظِّمْه في الدُّنيا بإعلاءِ ذِكرِه، وإظهارِ دِينِه وإبقاءِ شَريعتِه، وفي الآخرةِ بإجزالِ مَثوبَتِه وتَشفِيعِه في أُمَّتِه، وإبداءِ فَضيلَتِه بِالمقامِ المَحمودِ، ولمَّا كان البَشَرُ عاجزينَ عن أنْ يَبلُغوا القدْرَ الواجبَ له مِن ذلك، شُرِعَ لنا أنْ نُحِيلَ أمْرَ ذلك إلى اللهِ تعالَى بأنْ نَقولَ: «اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ»، أي: لأنَّك أنتَ العليمُ بما يَليقُ به مِن ذلكَ.



وقوله: «وعلى آلِ محمَّدٍ» والمرادُ: الأزواجُ ومَن حَرُمَت عليهم الصَّدَقةُ، وتَدخُلُ فيهم الذُّرِّيَّةُ، وقيل: يَشمَلُ أتباعَه المؤمنينَ.



وقوله: ‏«كما صلَّيْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ»، أي: مِثلَ صَلاتِك على إبراهيمَ عليه السَّلامُ وآلِه، وهمْ إسماعيلُ وإسحاقُ وذُرِّيَّتُهما المؤمنةُ.



وقوله: «إنَّكَ حَميدٌ» مَحمودٌ في ذاتِه وصِفاتِه وأفعالِه بألْسِنةِ خلْقِه، «مَجِيدٌ» أي: عَظيمٌ كَريمٌ، والمجيدُ صِفةُ مَن كَمَلَ في الشَّرَفِ.



وقوله: «اللَّهمَّ بارِكْ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ كما باركْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ»، أي: أَثْبِتْ وأَدِم له ما أعْطيتَه مِنَ التَّشريفِ والكرامةِ وزِدْه مِنَ الكمالاتِ ما يَليقُ بكَ وبه، وقيل: المرادُ بالبَرَكةِ هنا الزِّيادةُ مِن الخيرِ والكَرامةِ، وقيل: المرادُ التَّطهيرُ مِن الذُّنوبِ والتَّزكيةُ، والحاصلُ أنَّ المطلوبَ أنْ يُعطَى مِن الخيرِ أوفاهُ، وأنْ يَثبُتَ ذلك ويَستمِرَّ دائمًا.



وقوله: «إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ»، هذا تَذييلٌ للكلامِ السَّابقِ وتَقريرٌ له على سَبيلِ العُمومِ، أي: إنَّك حَميدٌ فاعلٌ ما تَستوجِبُ به الحمْدَ؛ مِن النِّعَمِ المُتكاثِرةِ والآلاءِ المُتعاقِبةِ المُتواليةِ، مَجيدٌ كَريمُ الإحسانِ إلى جَميعِ عِبادِك الصَّالحينَ، ومِن مَحامدِك وإحسانِكَ أنْ تُوجِّهَ صَلواتِك وبَركاتِك وتَرحُّمَك على حَبيبِك نَبيِّ الرَّحمةِ وآلِه.



هذا ما تيسر ايراده لبيان معنى صلاة الله جل وعلا على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، نسأل الله جل وعلا الفردوس الأعلى في الجنة، والفوز في الدارين، والثبات على الدين والحق والخير والطاعة حتى نلقاه، وأن يجعل ما كُتب من العلم النافع والعمل الصالح، والحمد لله ربّ العالمين.

عواد الهران 24-12-2023 10:15 AM

طرح هادف, يستحق الوقفه والتامل.

المشاركه المفيده , تتكون من كلام طيب,

والكلمه الطيبه صدقه.... بارك الله فيك.

_ ريِمآ . 24-12-2023 04:25 PM

-











أسعدني توآجدك
كل الشكر وَ التقدير..:131:

أميرة أميري 25-12-2023 07:05 PM

بارك الله فيكـ
ولا حرمكـ الأجر
دمت برضى الله وفضله

_ ريِمآ . 25-12-2023 11:31 PM

-













أسعدني توآجدك
كل الشكر وَ التقدير ..:131:

بُليِتُ بِك 26-12-2023 02:19 PM

/





جزاك الله خيراً
وَ جعله في ميزان حسناتك
شكراً جزيلاً لك

_ ريِمآ . 26-12-2023 04:46 PM

-













أسعدني توآجدك
كل الشكر وَ التقدير ..:131:

غيمہّ فرٌح 26-12-2023 07:25 PM

جَزاكِ اللهِ خُيرِ الجَزاء
ونفِعُ بكٌ وبطِرحكَ القيَيم
ولاَ حَرمُكِ الاًجَر
بُاركِ اللهِ فيُك ..~

_ ريِمآ . 26-12-2023 10:47 PM

-










أسعدني توآجدك
كل الشكر وَ التقدير ..:241:

جوهرة القصيد 27-12-2023 03:05 AM

جَزآكـَ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ
بآرَكـَ الله فيكـْ عَ آلطَرْحْ آلهآمْ
مَجْهودٌ وَآضِحْ وَعَطآءٌ دَآئِمْ


الساعة الآن 09:28 PM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant