منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ أنفاس الرسول والصحابة الكرام ۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=125)
-   -   شرح حديث أبي قتادة: "أسمع بكاء الصبي، فأتجوز في صلاتي" (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=69094)

أميرة أميري 17-05-2022 08:08 PM

شرح حديث أبي قتادة: "أسمع بكاء الصبي، فأتجوز في صلاتي"
 

شرح حديث أبي قتادة: "أسمع بكاء الصبي، فأتجوز في صلاتي"


عن أبي قتادة الحارث بن ربعي رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني لأقوم إلى الصلاة وأُريدُ أن أُطوِّلَ فيها، فأسمع بكاء الصبي، فأَتجوَّزُ في صلاتي؛ كراهية أن أشُقَّ على أمِّه))؛ رواه البخاري.


قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
ذكَرَ المؤلِّف - رحمه الله تعالى - في باب الرِّفق بالمسلمين فيما نقله عن أبي قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إني لأقوم إلى الصلاة وأريد أن أُطوِّلَ فيها، فأسمع بكاء الصبيِّ، فأَتجوَّزُ كراهية أن أشُقَّ على أمِّه)).

هذا الحديث من النماذج التي تدل على رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمَّتِه، كما وصفه الله تعالى به في قوله: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]، فهو يدخل في صلاة الجماعة يريد أن يطيل فيها، والمراد الإطالةُ النسبية، ليست الإطالة الزائدة عما كان يفعله من قبل، فإذا سمع بكاء الصبي أَوْجَزَ وخفَّف؛ مخافة أن يشُقَّ على أمِّه؛ لأن أمَّه إذا سمعت بكاءه فإنه يشق عليها أن تسمع بكاءَ ابنها، وربما يشغلها كثيرًا عن الصلاة، فيُخفِّف عليه الصلاة والسلام لأجل ذلك.

ففي هذا الحديث فوائدُ، منها:
أولًا: رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأُمَّتِه، وشفَقتُه عليها.

ثانيًا: جواز حضور النساء إلى المساجد لِيُصلِّينَ مع الجماعة، وهذا ما لم تخرُجِ المرأة على وجه لا يجوز، مثل أن تخرج متعطرةً أو متبرجة، فإن ذلك لا يجوز؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أيما امرأة أصابت بخورًا، فلا تشهد معنا صلاة العشاء)).

ثالثًا: جواز إدخال الصِّبيان المسجدَ، هذا إذا كان صبيُّها معها، وإن كان خارج المسجد قريبًا منه، فليس فيه دلالة، لكنه يصعُب أن تسمع المرأةُ بكاء صبيِّها في البيت وهي في المسجد، فالظاهر أن صبيانَهنَّ كانوا معهن، فيكون فيه دليلٌ على جواز إدخال الصِّبيان المساجد، لكن بشرط ألا يحصل منهم أذية، لا على المسجد، ولا على المصلِّين، فإن كان يُخشى منهم أذية على المسجد؛ كتلويثه بالبول والنجاسة، فإنهم يُمنَعون، وكذلك إذا كان يُخشى منهم التشويش على الناس بالصُّراخ والركض والجلَبة، فإنهم يُمنَعون أيضًا.

أما إذا لم يكن منهم بأس، فإنه لا بأس أن يؤتى بهم إلى المساجد.
وأما حديث: "جنِّبوا مساجدَكم صِبيانَكم ومجانينَكم"، فهو ضعيف.

رابعًا: أنه يجوز للمصلِّي أن يَسمع ما حوله، ولا يلزمه أن يسُدَّ أُذنَيْه، بل له أن يَسمع، لكن إن كان ما حوله يشوِّش عليه إذا سمعه فلا يصلينَّ حوله، وإنما يبعد، كما لو أراد الإنسان أن يصلِّيَ في المسجد وحوله حلقةُ ذِكرٍ أو حلقة قرآن، ويخشى أن يشوِّشوا عليه إذا دنا منهم، فليبعد، وأما إذا لم يشوشوا، فلا بأس أن يسمع، بخلاف الاستماع، فإن المصلِّي لا يستمع إلا إلى قراءة إمامه.

وعلى هذا إذا كنتَ تصلي وجاء القارئ يقرأ حديثًا أو موعظة، فلا تشد سمعك إليه، لا تستمع؛ لأن هذا غير مشروع، ولا تجعل تركيزك معه، أما إذا سمعتَه ولكنك ماضٍ في صلاتك، لم تهتم به، ولم تلتفت إليه، فلا بأس.

خامسًا: ومن فوائد هذا الحديث أنه يجوز للمصلي أن يغيِّر نيَّتَه من تطويل إلى تخفيف أو بالعكس، إذا وُجِد سببٌ لذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخل في الصلاة يريد أن يُطِيلَها فيُخفِّف.

فإذا دخل الإنسان في صلاته وهو يريد أن يطيل، ثم جاءه شخص وقال له: عند الباب ضيوف، أو ما أشبه ذلك، فلا بأس أن يُخفِّف ليذهب إلى ضيوفه، كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يفعل هذا.

سادسًا: ومن فوائد هذا الحديث:
أنه لا حرج على الإنسان إذا شقَّ عليه بكاءُ ابنه، أو ما يؤذي ابنَه من ألمٍ أو شبهه؛ لأن هذا من الأمور الفِطريَّةِ الطبيعية، فإنَّ كل إنسان يشُقُّ عليه أن يسمع بكاءَ ابنه؛ بل إن من الناس من يشُقُّ عليه أن يسمع بكاء الصبيِّ مطلقًا حتى ولو لم يكن ابنًا له رحمةً بالصِّبيان، ولا شك أن الرحمة بالصبيان ومراعاتَهم واتقاءَ ما يؤذيهم من أسباب الرحمة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من قبل: ((من لا يَرحم الناس لا يَرحمه الله))، و((الراحمون يَرحمهم الرحمن))، و((إنما يَرحم اللهُ من عباده الرحماءَ))، وأشباه هذه الأحاديث، فكون الإنسان يشق عليه بكاءُ الصِّبيان رحمة لهم، لا شكَّ أن هذا من الخلُقِ المحمود؛ لأنه رحمة بهؤلاء الصغار الذين هم أهل للرحمة، والله الموفق.

أمارلس♕ 18-05-2022 05:21 AM

؛
أسعدك الرحمن
وكتب لك الأجر والثواب
الشكر مدد

شموع الحب 18-05-2022 06:49 AM

طرح في قمه الروعه والجمال
سلمت اناملك ويعطيك العافيه علي مجهودك
في أنتظار المزيد
من عطائك والمزيد ومواضيعك الرائعة والجميله
ودائما في إبداع مستمر

قَـلـبْ 18-05-2022 06:53 AM

جزاك الله خير
وجعله في موازين حسناتك
وانارالله دربك بالايمان
ماننحرم من جديدك المميز
امنياتي لك بدوام التألق والابداع
دمـت بحفظ الله ورعايته

eyes beirut 18-05-2022 08:21 AM

/

تسلم ايدك ع الطرح
يعتيك العافية

غيمہّ فرٌح 20-05-2022 07:30 PM

جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ

صمتاً 23-05-2022 01:26 AM

.
.

بآرك الله فيك على جمآل هذا الطرح
وروعة هذه الفرآئد والفوآئد
جزآك الله خيراً
و كتبها الله في موآزين حسنآتك :100:

أميرة أميري 24-05-2022 08:54 PM

جزاكم الله خير
ودمتم بحفظ الرحمن

يــوسف 26-05-2022 09:07 PM

جــــزاك الله خيـراً على ما قدمت
جعلـه الله في ميزان حسنـاتك
دمت بحفظ الرحمان

- شقاء.. 28-05-2022 01:01 PM

_
،



















جَزَاكَ اَللَّهُ خَيْر . . .
وَأَحْسَنَ إِلَيْكَ فِيمَا قَدَّمَتْ
دُمْتُ بِرِضَى اَللَّهِ وَإِحْسَانِهِ وَفَضْلِهِ
~


الساعة الآن 08:59 AM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant