منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ انفاس الركن الإسلامي ۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   لحظات الشكر (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=49669)

أميرة أميري 28-03-2021 12:57 AM

لحظات الشكر
 
لحظات الشكر
الشكر كلمات وحركات متناغمة، تصدُر عن حالة نشوة كلما نال الإنسان غايته وبلغ مراده، ومبدئيًّا فالشكر مرتبط ببقاء حالة الغبطة والسرور واتِّقادهما وجودًا وعدمًا، فكلما تراجعت حالة الحبور، انسحب الشكر منها، حتى يستصغر الإنسان ما كان عليه من تناغم بين أحاسيسه وحركاته، ولا شك أن الشكر في هذه الحالة لا يستغرق إلا لحظات معدودة، إلا أن معنى الشكر أعمقُ من ذلك وأجلُّ، لا يدركه إلا من أبصَره الله نعمه ومنَّه عليه سبحانه وتعالى، وتلك غاية جليلة توصل المؤمن بالله إلى أحوال الرضا والسرور المتواصلين، تلك التي تحيي أواصر الارتباط بالله، وتُنعش الإقبال عليه، ولا يزال المؤمن يقبل على الله ويرتقي في ذلك، حتى يفتح عليه بنعمة دائمة لا يبلغ شكرها إلا بقوله الحمد لله ربِّ العالمين.
لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164].
كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ * فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 151، 152].
قال ابن كثير رحمه الله: "يذكر تعالى عباده المؤمنين ما أنعم به عليهم من بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إليهم، يتلو عليهم آيات الله مبينات ويزكيهم؛ أي: يطهِّرهم من رذائل الأخلاق ودنس النفوس، وأفعال الجاهلية، ويُخرجهم من الظلمات إلى النور، ويعلمهم الكتاب وهو القرآن، والحكمة وهي السنة، ويعلمهم ما لم يكونوا يعلمون، فكانوا في الجاهلية الجهلاء يسفهون بالقول الفرى، فانتقلوا ببركة رسالته، ويُمن سفارته إلى حال الأولياء، وسجايا العلماء، فصاروا أعمقَ الناس علمًا، وأبرَّهم قلوبًا، وأقلهم تكلفًا، وأصدقهم لهجةً... وذم من لم يعرف قدرَ هذه النعمة، فقال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ﴾ [إبراهيم: 28].
قال ابن عباس: يعني بنعمة الله محمدًا صلى الله عليه وسلم; ولهذا ندب الله المؤمنين إلى الاعتراف بهذه النعمة ومقابلتها بذكره وشكره، فقال: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152]"؛ (تفسير ابن كثير، تفسير سورة البقرة، تفسير قوله تعالى: كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ ﴾.
"قوله تعالى: وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾: (قال الفراء: يقال: شكرتك وشكرت لك، ونصحتك ونصحت لك، والفصيح الأول، والشكر معرفة الإحسان والتحدث به، وأصله في اللغة الظهور، فشكر العبد لله تعالى ثناؤه عليه بذكر إحسانه إليه، وشكر الحق سبحانه للعبد ثناؤه عليه بطاعته له، إلا أن شكر العبد نُطق باللسان وإقرار بالقلب بإنعام الرب مع الطاعات؛ (الجامع لأحكام القران للقرطبي، سورة البقرة، تفسير قوله تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾).
وإذا كان معنى الشكر هو ظهور نعمة الإسلام على المسلم، فإن هذه النعمة لن تظهر فيه إلا استفادت منها روحُ المسلم، ومتى لقَّن المسلم روحَه شريعة الإسلام، فإن هذه الروح ستنتفع، ويظهر أثر هذه المنفعة على سائر أعضاء المسلم الحسية والحركية تلقائيًّا، فيسهل استحضار ذكره تعالى كلَّ حين، عند الاستيقاظ وأثناء العناية بحاله، وكلما طاف ببصره في الآفاق، ورأى أشياءه تفطَّن إلى أنها في الحقيقة نِعَمٌ ذلَّلها ربُّها له؛ لتدله على وجوده تعالى، ونعم سخرها له لتدله على عظمته وإبداعه سبحانه، وأخرى يسَّرها له لتدله على رحمته ولطفه... وحينئذ يعرف المرء حقيقة أن كل ما عمِله الله من خلق وتدبير في السماوات والأرض، إنما هو من محبته سبحانه للإنسان، فقد خلقه ونفخ فيه من روحه، لا إله إلا هو الله؛ ليرى إقبال مخلوقه على معرفة خالقه، لذلك أرشده إلى الاشتغال بالشكر؛ لأن هذا العمل سيوصله حتمًا إلى مقام محبة خالقه، وهذا مقام سامٍ؛ قال الإمام الرازي رحمه الله: "فشغل النفس بمطالعة أنواع فضل الله وإحسانه، يوجب تأكُّد محبة العبد لله تعالى، ومقام المحبة أعلى مقامات الصِّديقين"؛ (التفسير الكبير؛ الإمام فخر الدين الرازي، سورة إبراهيم، قوله تعالى: " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7].
قال ابن القيم رحمه الله: "وأما إنعام الرب تعالى على عبده، فإحسان إليه، وتفضُّل عليه، ومجرد امتنان، لا لحاجة منه إليه، ولا لمعاوضة، ولا لاستعانة به، ولا ليتكثَّر به من قلة، ولا ليتعزَّز به من ذِلة، ولا ليقوى به من ضَعف، سبحانه وبحمده، وأمره له بالشكر أيضًا إنعام آخر عليه، وإحسان منه إليه؛ إذ منفعة الشكر ترجع إلى العبد دنيا وآخرة، لا إلى الله، والعبد هو الذي ينتفع بشكره؛ كما قال تعالى: وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ﴾ [النمل: 40]، فشكر العبد إحسان منه إلى نفسه"؛ (مدارج السالكين، فصل منزلة الشكر).
إن الإنسان إذا عرف الإسلام وتديَّن به، فليعلم أن الله تعالى أنعم عليه بذلك، وما عليه إلا أن يلزَم هذه النعمة بروحه وقلبه وجوارحه بشكرها، لتلزمه حتى يطمئن إليها ويهنَأ بها، ولو شاء الحق تعالى لصرَفه عن هذه النعمة، وظل قلبه خاويًا، ورُوحه تائهة وجوارحه فظَّة، فالحمد لله الذي أنعم علينا وهدانا للإسلام.

Reemas 28-03-2021 01:25 AM

الله يعطيك العافية

لاخلا ولاعدم

أسير الشوق 28-03-2021 11:32 AM

بورك فيكِ وجزاك الله كل خير
وأنار قلبكِ وطريقكِ بنور الهداية والإيمان
طرحتِ فأبدعتِ كتب الله لك أجر طرحك
دمتِ في حفظ الله ورعايته

قَـلـبْ 29-03-2021 07:04 AM

جزاك الله خير
وجعله في موازين حسناتك
وانارالله دربك بالايمان
ماننحرم من جديدك المميز
امنياتي لك بدوام التألق والابداع
دمـت بحفظ الله ورعايته

قَـلـبْ 29-03-2021 07:05 AM

جزاك الله خير
وجعله في موازين حسناتك
وانارالله دربك بالايمان
ماننحرم من جديدك المميز
امنياتي لك بدوام التألق والابداع
دمـت بحفظ الله ورعايته

eyes beirut 29-03-2021 08:49 AM

تسلم ايدك ع الطرح

همسات القمر♣♪ 29-03-2021 03:54 PM

جزاك الله كل الخير
و جعل ما قدمته في موازين حسناتك
:rose::rose:

غيمہّ فرٌح 30-03-2021 03:13 AM

جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ

- وَرد. 30-03-2021 08:10 PM

-












أثابك الله الأجر وَ الثواب
وَ أسعد قلبك في الدنيا وَ الأخرة
دمتِ بحفظ الرحمن :241:.

عشق لا ينتهي 03-04-2021 07:00 PM

أشكرك على طرحّك ,
يعطيك الف عافيه علىْ مجهودك ..و عسـآك عالقوة يـارب ,
تحيّتي لـك


الساعة الآن 07:51 PM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant