منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩{ انفاس القرآن الكريم وعلومه }۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=96)
-   -   فوائد وأحكام من قوله تعالى: { لا إكراه في الدين ... } (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=100505)

أُرجُوَان . 28-10-2023 05:50 AM

فوائد وأحكام من قوله تعالى: { لا إكراه في الدين ... }
 
قوله تعالى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾
1- أنه لا إكراه لأحد على الدخول في الدين، ولا ينبغي أن يكره أحد على ذلك؛ لقوله تعالى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾.
وقد كان صلى الله عليه وسلم إذا أرسل جيوشه إلى الأمصار أوصاهم بثلاث: أولًا: دعوتهم إلى الإسلام، فإن أبَوْا أخذوا منهم الجزية، فإن أبوا قاتلوهم[1].
فلا يُكره أحدٌ على الدخول في الدين، سواء كان من أهل الكتاب أو من غيرهم من الكفار، وهذا هو الثابت من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في سلمه وغزواته وحروبه، يسالم من يسالمه، ويهادن من يهادنه، ويحارب من يحاربه، ولم يكره أحدًا على دينه قط، وهذا واضح جلي لمن تأمل سيرته صلى الله عليه وسلم.
2- إقامة الحجة على الخلق، وبيان المحجة لهم ببيان الرشد من الغي؛ لقوله تعالى: ﴿ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ﴾، وليس ثمة غير هذين الطريقين، كما قال تعالى: ﴿ فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ﴾ [يونس: 32]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [سبأ: 24].
فمن أطاع الله رشد في دنياه وأخراه، ومن عصى الله فقد غوى في دنياه وأخراه، وقد أحسن القائل:
الموتُ بابٌ وكلُّ الناس داخلُه
يا ليت شعري بعد الموت ما الدار

الدار جنة عدن إن عملت بما
يرضي الله وإن فرطت فالنار

هما محلان ما للناس غيرهما
فاختر لنفسك ماذا أنت تختار[2]


3- أن الدين الإسلامي دين العقل والعلم ودين الفطرة والحكمة ودين الحق والرشد، لا يحتاج إلى إكراه لكماله وبيان آياته، ووضوح براهينه.
4- أن الدخول في دين الله يستلزم أمرين: الكفر بالطاغوت، والإيمان بالله.
أي يستلزم نفي الشرك، وإخلاص العبودية لله تعالى وحده؛ لقوله تعالى: ﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ ﴾، وذلك معنى: «لا إله إلا الله».
5- أن النجاة كل النجاة بالكفر بالطاغوت والإيمان بالله تعالى، فلا نجاة إلا بذلك؛ لقوله تعالى: ﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ﴾.
6- أن التخلية قبل التحلية؛ لتقديم الكفر بالطاغوت في الآية على الإيمان بالله.
7- الإغراء بالتمسك بعروة الدين والإيمان والإسلام؛ لأنها العروة التي لا تنفصم وفيها الضمان والأمان والسلامة والسعادة في الدنيا والآخرة.
8- أن من آمن بالطاغوت وكفر بالله، أو كفر بالله وإن لم يؤمن بالطاغوت فهو هالك خاسر، لمفهوم قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ ﴾ الآية.
9- إثبات صفة السمع لله عز وجل الذي وسع جميع الأصوات؛ لقوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ سَمِيعٌ ﴾.
10- إثبات صفة العلم الواسع لله عز وجل الذي وسع كل شيء؛ لقوله تعالى: ﴿ عَلِيمٌ ﴾.
11- إثبات ولاية الله تعالى الخاصة بالمؤمنين، ولاية التوفيق والحفظ والتسديد والنصر؛ لقوله تعالى: ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾.
وهناك النوع الثاني من الولاية، وهي ولايته عز وجل لجميع الخلق بما فيهم الكفار، كما قال تعالى: ﴿ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴾ [يونس: 30].
فهو عز وجل ولي جميع الخلق خالقهم ومالكهم والمتصرف فيهم.
12- براءة الله عز وجل من الذين كفروا وحرمانهم ولايته الخاصة؛ لمفهوم قوله تعالى: ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾؛ كما قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ﴾ [محمد: 11].
13- فضل الإيمان والترغيب فيه؛ لأن به تحصل ولاية الله تعالى الخاصة للعبد.
14- أن أعظم ثمرات ولاية الله عز وجل للمؤمنين إخراجهم بالإيمان من الظلمات إلى النور؛ لأن الله أعقب ذكر ولايته لهم بقوله: ﴿ يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾.
15- الإشارة إلى أن طرق الباطل كثيرة متعددة، وأن طريق الحق واحد؛ لقوله تعالى: ﴿ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾ بجمع الظلمات وإفراد النور.
16- أن الكافرين أولياؤهم الطاغوت؛ لقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ ﴾، وبئست الولاية.
17- سوء عاقبة ولاية الشيطان للذين كفروا لإخراجه لهم بالكفر من النور إلى الظلمات؛ لقوله تعالى: ﴿ يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾؛ أي: من نور الإيمان إلى ظلمات الكفر والجهل.
18- تفرُّده عز وجل وحده بولاية المؤمنين، وكثرة أولياء الكافرين وتعددهم؛ لقوله تعالى: ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ بالإفراد، بينما قال: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ ﴾ بالجمع.
19- إثبات وجود النار؛ لقوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ﴾؛ كما قال تعالى: ﴿ فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 24]، وقال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 131].
وقد رآها النبي صلى الله عليه وسلم حين عرج به إلى السماء، كما عرضت عليه في صلاة الكسوف، كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أُريت النار فإذا أكثر أهلها النساء»[3].
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «رأيت عمرو بن عامر بن لحي يجر قصبه في النار، وكان أول من سيَّب السوائب»[4].
20- ملازمة الكفار للنار وخلودهم فيها خلودًا أبديًا؛ لقوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾.
21- أنه لا يخلد في النار إلا الكفار، للحصر في قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾، وعلى هذا فمن دخل النار من أهل المعاصي من المؤمنين فإنه لا يخلد فيها، بل يعذب بقدر ذنبه ثم يخرج منها، وقد يعفو الله عز وجل عنه فلا يدخلها.

[1] كما جاء في حديث بريدة رضي الله عنه، أخرجه مسلم في الجهاد والسير (1731)، وأبو داود في الجهاد (2612)، والترمذي في السير (1617)، وابن ماجه في الجهاد (2858).
[2] الأبيات لأبي العتاهية؛ انظر: «ديوانه» (ص 141).
[3] أخرجه البخاري في الإيمان (29)، ومسلم في الكسوف (907)، والنسائي في الكسوف (1493).
[4] أخرجه البخاري في المناقب، قصة خزاعة (3521)، ومسلم في الجنة، النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء (3856).

العتيم 28-10-2023 09:42 AM


..

جزاك الله خير
وَ جعله في ميزان حسناتك

عَجبْ عَينك 28-10-2023 12:21 PM

جزاك الله خيراً
وَجعله في ميزان حسناتك
يعطيك العافية

بُليِتُ بِك 28-10-2023 06:44 PM





/







جزاك الله خيراً
وَ جعله في ميزان حسناتك
شكراً جزيلاً لك

أُرجُوَان . 28-10-2023 07:00 PM

يعطَيكم العآفية ..منورين
اسعدني تواجدكم

كل الشكر والتقدير ..:h5:

- وَرد. 29-10-2023 12:19 PM

-





بَارك الله فيك
وَ جزاك عنا كل خير
تقديري.

غيمہّ فرٌح 29-10-2023 06:43 PM

جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ

رحيل الصمت 29-10-2023 09:12 PM

يعطيك العافيه

طرح قيم

أُرجُوَان . 29-10-2023 11:37 PM

-






ممتنة لكم هذا التواجد الراقي
اسعدكم الباري ..:ff1 (3):

يَافَآ ♡. 05-11-2023 11:47 AM

-



بارك الله فيك
في ميزان حسناتك ان شاء الله
:-ff1 (8):


الساعة الآن 09:44 PM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant