منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ انفاس الركن الإسلامي ۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   حي على الصلاة.. حي على الفلاح (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=81784)

غيمہّ فرٌح 28-11-2022 01:21 AM

حي على الصلاة.. حي على الفلاح
 
حي على الصلاة.. حي على الفلاح


كنتُ قد عُدت لِتوِّي من عملي، وقد أرهقني ونال مِن نشاطي، فوجدتُني أجلس على الأريكة مثل طفلٍ شاكٍ، فالحياةُ هذه الأيام أصبحَت تدُور رَحاها بسُرعة كبيرة، ويَشعُر الإنسان أنَّه ترْسٌ صغيرة، في آلةِ الحياة الصَّعبة العسيرة، ترْسٌ صغيرة جدًّا وسط مَجموعة كثيرة؛ بحيث لا يستطيع المرءُ أنْ يلتقطَ أنفاسَه اللاهثة، وراء لقمة العيش البائسة، التي بالكاد تسدُّ جَوعَته، وتكفيه أنْ يُواصِلَ حركته.

جلستُ أنتظر أنْ يُوضَع الطَّعامُ، وكنتُ ما وضعتُ شيئًا في جوفي منذ الصباح، ووُضع الطعام فأكلتُ منه وأنا لا أشعُر بطعم شيء؛ بسبب شدَّة التعب والتغيُّر، بدأتُ أنا وأولادي ببسم الله، وتَناوَلنا ما قدِّر لنا مِن خيرات الله، التي أَنعَم بها علينا في عُلاه، وبعدَما انتهينا حمدْنا الله: "الحمد لله الذي أطعمنا، وسقانا وجعلنا مسلمين"، وبدأ الجسد يَهْوِي إلى الأرض.

وبعد قليل سَمِعْتُ المؤذِّنَ وهو يؤذِّن لصلاة العصر، وظللتُ أردِّد وراءَه، حتى قال: "حي على الصلاة، حي على الفلاح"، كان جميعُ جسدي يشكو مِن التَّعب، فقرَّرْتُ أن أنام، وبعدما أستيقظ أصلِّي ما فاتني بالتمام، ولكني تذكرتُ عقوبة التهاوُن في الصلاة، وفضْل صلاة العصر، وتلك الأحاديث التي حضَّنا النبيُّ الكريم فيها على الصلاة.

وقد ذكر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم؛ أنه مَن حافَظ على صلاةِ الفجر وعلى صلاة العصر، دَخَلَ الجَنَّةَ، وأُبْعِدَ عن النار، فقد روى البخاريُّ ومسلم قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ، دخل الجَنَّة))، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((لن يَلِجَ النارَ أحدٌ صلَّى قبْل طلوع الشمس وقبْل غروبها))، والبَرْدانِ: هما صلاتا الفجر والعصر.

وقد فصَّل ذلك النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إذ قال: ((يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنَّهار، ويَجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يَعْرُج الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلمُ بهم: كيف تركتُم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلُّون، وأتيناهم وهم يصلُّون))، وتذكرتُ قول الله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103].

ثُمَّ إنَّه جاءت إلى نفسي الحائرة، وأَشغلَت ذهني تلك الخاطرة، فأخذَتْ تُراوِدُني وتقول لي: إنَّما أنتَ متعب ومعذور، فإنَّ الله لا يكلِّف نفسًا إلا وُسْعَها، وأنتَ ليس في وُسْعك أن تقُومَ مِن مكانك، وأخذَت تُلِحُّ عليَّ، وأنا لا أعرف ماذا أفعل؟

فربِّي يُنادي عليَّ، ورسولُه الكريم يَحضُّنا على الصلاة، لكن نفسي الأمَّارة بالسوء تخذلني، وتشدُّني إلى الأرض بالأوتاد، وتأْبَى إلا أن تُوثقني في الأصفاد، ونفسي تأبَى في عناد!

وفجأة تذكرتُ شيئًا غريبًا، قلتُ في نفسي وأنا أحاورها وأجادلها: لو أنَّ رئيسي في العمل طَلَب مني أن أعمل ساعاتٍ إضافية مقابلَ أجر، فهل كنتُ أرفض أو أوافق؟ قلتُ: بالطبع سوف أوافق، وأكون سعيدًا؛ لهذا الدَّخل الإضافيِّ، ويكُون عيدًا، ثم نظرتُ إلى نفسي وقلتُ لها: أيَّتُها النفس الخائرة المتعَبة الكسولة، الدُّنيا ليستْ دارَ راحة واستقرار، فكيف أركَن إليكِ؟ هل أمنتِ الموتَ حين أَوَيْتِ إلى فراشِكِ؟ فلعلَّ نومتَكِ التي تنامينَها لا تقومين بَعدَها إلَّا في ضيق القبور، فاستعدِّي الآن، واعملي في حُبُور، ما دُمْتِ في دار المُهْلَة، وأعدِّي للسؤال جوابًا، وليكُن الجوابُ صوابًا.

ثم وجدتُني كأنَّني دَبَّت فِيَّ الروحُ والحياة مِن جديد، فذهبتُ وتوضَّأتُ، ووضعتُ ملابسي على جسدي، وقلتُ لنفسي: "حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح".

نسأل الله أن يجعلنا ممَّن يَستَمعون القولَ، فيتَّبعون أحسَنَه، وأن يختم لنا ولكم بخاتمة السعادة، وأن يُعِينَنا على ذكْره وشكْره وحُسْن عبادته.

وهم 28-11-2022 01:34 AM

روعه موضوع رائع ومميز
عاشت الايادي دوم التالق
تحياتي

فروله توت ♩ 28-11-2022 03:21 AM

جزاك الله خيرا

ʂąɱąя 28-11-2022 07:47 AM

سَلِمت الأنَامِل المُتألِقة لِروعَة طَرحهَا
دَام العطَاء والتَميّز المُتواصِل
لرُوحك السّعادة

:241::ff1 (153)::241:

- وَرد. 28-11-2022 08:51 AM

-








بارك الله فيك
وَ جزاك عنا كل خير
تقديري.

قَـلـبْ 28-11-2022 03:37 PM




جزاك الله خير:241:
وجعله في موازين حسناتك:241:
وانارالله دربك بالايمان:241:
ماننحرم من جديدك المميز:241:
امنياتي لك بدوام التألق والابداع:241:
دمـت بحفظ الله ورعايته:241:

سمو المشاعر 28-11-2022 08:26 PM

جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعنا الله وإياك بما تقدمية
سمو المشاعر

رُواء 29-11-2022 07:35 AM

_





جَزاك الله جنّةٌ عَرضها السّمواتِ والأَرض
ولا حَرمك الأجِر.

أميرة أميري 29-11-2022 05:59 PM

جزاك الله خير الجزاء
جعل يومك نوراً وَسروراً
وجبال من الحسنات تعآنقها بحورا
جعلها الله فى ميزان اعمالك
دام لنا عطائك

رتيــــــل 30-11-2022 09:08 PM

الله يعطيك العافية ويسعدك
سلمت يدينك وكلك ماننحرم منك:rose:


الساعة الآن 11:58 PM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant