منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ أنفاس الرسول والصحابة الكرام ۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=125)
-   -   شرح حديث أبي مسعود البدري: لما نزلت آية الصدقة كنا نحامل على ظهورنا (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=82208)

- وَرد. 02-12-2022 01:26 PM

شرح حديث أبي مسعود البدري: لما نزلت آية الصدقة كنا نحامل على ظهورنا
 






عَنْ أَبِي مَسْعودٍ عُقبةَ بنِ عَمْرو الأنصاريِّ البدريِّ - رضي الله عنه - قال: لمَّا نزلت آيةُ الصَّدقةِ كنَّا نُحامِلُ علَى ظهورنا
فجاء رجلٌ فتصَدَّقَ بشيءٍ كثيرٍ، فقالوا: مُراءٍ وجاءَ رجلٌ أخرُ فتصدَّقَ بصاعٍ فقالوا: إنَّ اللهَ لغنيٌّ عن صاعِ هذا! فنزلتْ:
﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ ﴾ [التوبة: 79] متفق عليه.
«نُحامِلُ» بضَمِ النونِ، وبالحاءِ المهملةِ: أي يحمِلُ أحدُنا على ظهرِهِ بالأُجرَةِ، ويتصَدَّق بها.
قال العلَّامةُ ابنُ عثيمين - رحمه الله -:
قالَ المؤلِّفُ - رحمه الله تعالى - نقلًا عن أبي مسْعودٍ عقبةُ بن عمرو - رضي اللهُ عنه - قال: لما نزلت آية الصدقةِ:

يعني الآيةَ التي فيها الحثُّ على الصدقة، والصدقة هي: أن يتبرع الإنسان بماله للفقراء ابتغاء وجه الله، وسُمِّيت صدقة
لأنَّ بذل المال لله - عزَّ وجلَّ - دليلٌ على صدقِ الإيمان بالله، فإنَّ المال من الأمورِ المحبوبة للنفوس، قال الله تعالى:
﴿ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ﴾ [الفجر: 20]، «جمًّا»: أي كثيرًا عظيمًا، وحيث إن المحبوب لا يبذل إلَّا لمن هو أحبُّ منه
فإذا بذله الإنسان ابتغاء وجه الله؛ كان ذلك دليلًا على صدق الإيمان.
فلمَّا نزلتْ هذه الآية جعل الصحابةُ - رضي اللهُ عنهم - يبادرون ويسارعون في بذل الصدقات إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهذه هي عادتهم - رضي الله عنهم - أنهم إذا نزلت الآيات بالأوامر بادروها وامتثلوها، وإذا نزلت بالنواهي بادروا بتركها
ولهذا لما نزلت آية الخمر التي فيها تحريم الخمر، وبلغت قومًا من الأنصار، وكان الخمر بين أيديهم يشربون قبل أن يحرم
فمن حين ما سمعوا الخبر أقلعوا عن الخمر، ثم خرجوا بالأواني يصبُّونها في الأسواق حتى جرت الأسواق في الخمر.
وهذا هو الواجب على كل مؤمن؛ إذا بلغه عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم شيء أن يبادر بما يجب عليه؛ من امتثال هذا الأمر، أو اجتناب هذا النهي.
والمهم هنا أن الصحابة - رضي الله عنهم - بدءوا يأتون بالصدقة، كل واحد يحمل بقدرته من الصدقة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

فجاء رجل بصدقة كثيرة، وجاء رجل بصدقة قليلة، فكان المنافقون إذا جاء الرجل بالصدقة الكثيرة؛ قالوا: هذا مراءٍ، ما قصد به وجه الله.
وإذا جاء الرجل بالصدقة القليلة قالوا: إن الله غني عنه، وجاء رجل بصاع، قالوا: إن الله غني عن صاعك هذا.
وهؤلاء هم المنافقون، والمنافقون هم الذين يظهرون خلاف ما يبطنون، ويظهرون الشماتة بالمؤمنين دائمًا، جعلوا أكبر

همهم وأعذب مقال لهم، وألذ مقال على أسماعهم؛ أن يسمعوا ويقولوا ما فيه سب المسلمين والمؤمنين - والعياذ بالله -
لأنهم منافقون، وهم العدو، كما قال الله - عزَّ وجلَّ – فاحذر المنافق الذي يظهر لك خلاف ما يبطن.
فهؤلاء صاروا إذا جاء رجل بكثير، قالوا: هذا مراءٍ، وإن جاء بقليل، قالوا: إن الله غني عن صاعك ولا ينفعك، فأنزل الله - عزَّ وجلَّ -:

﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ ﴾ [التوبة: 79] ويلمزون: يعني يعيبون، والمطوعين:
هم المتطوعين المتصدقين، ﴿ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُم ﴾، هذه معطوفة على قوله: ﴿ الْمُطَّوِّعِينَ ﴾ يعني: ويلمزون الذين لا يجدون إلا جهدهم
فهم يلمزون هؤلاء وهؤلاء، ﴿ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾، فهم سخروا بالمؤمنين فسخر الله منهم، والعياذ بالله.
ففي هذا دليل على حرص الصحابة على استباق الخير، ومجاهدتهم أنفسهم على ذلك، أيضًا على أن الله - عزَّ وجلَّ -

يدافع عن المؤمنين، وانظر كيف أنزل الله آية في كتاب الله، مدافعة عن المؤمنين الذين كان هؤلاء المنافقين يلمزونهم.
وفيه دليل على شدة العداوة من المنافقين للمؤمنين، وأن المؤمنين لا يسلمون منهم؛ إن عملوا كثيرًا سبوهم، وإن عملوا قليلًا سبوهم

ولكن الأمر ليس إليهم، بل الله - عز وجل - ولهذا سخر الله منهم، وتوعدهم بالعذاب الأليم في قوله: ﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.
أما حكم المسألة هذه؛ فإن الله تعالى قال في كتابه: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8]

القليل والكثير من الخير سيراه الإنسان، ويجازى به، والقليل والكثير من الشر سيراه الإنسان، ويجازى عليه
وصحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم: « أنَّ الإنسانَ إذا تصدَّقَ بعدلِ تمرةٍ؛ أي: بما يعادلها من كسب طيبٍ - ولا يقبل الله إلا الطيب -
فإنَّ الله تعالى يأخذها بيمينه فيربيها كما يربى أحدكم فلوه، حتى تكون مثل الجبل.
وقارن بين حبَّةٍ من التَّمْرِ وبين الجبل؛ لا نسبةَ، الجبلُ أعظم بكثير، فالله - سبحانه وتعالى - يجزي الإنسان على ما عمل من خير قلَّ أو كثر

ولكن، احرص على أن تكون نيتك خالصةً لله، واحرص على أن تكون مُتَّبعًا في ذلك رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.

«شرح رياض الصالحين» (2 /110 - 114)
_ سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين.


eyes beirut 02-12-2022 03:10 PM

/

تسلم ايدك ع الطرح
يعتيك العافية

ʂąɱąя 02-12-2022 03:17 PM

جزاكم الله خيراً ونفع بكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنه
وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
لكم مني ارق المنى
وخالص التقدير والاحترام

قَـلـبْ 02-12-2022 07:41 PM




جزاك الله خير:241:
وجعله في موازين حسناتك:241:
وانارالله دربك بالايمان:241:
ماننحرم من جديدك المميز:241:
امنياتي لك بدوام التألق والابداع:241:
دمـت بحفظ الله ورعايته:241:

سمو المشاعر 02-12-2022 08:42 PM

الف شكـــر لك
على الطرح الرائع
اثابك الله الاجروالثواب
وجزيتي خيرا
وجعله في ميزان حسناتك
سمو المشاعر

غيمہّ فرٌح 02-12-2022 09:09 PM

جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ

- وَرد. 03-12-2022 11:56 AM

-






عيون
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

- وَرد. 03-12-2022 11:57 AM

-






همسات
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

- وَرد. 03-12-2022 11:57 AM

-






سمو المشاعر
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

- وَرد. 03-12-2022 11:58 AM

-






قلب
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.


الساعة الآن 03:47 PM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant