منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ❀ انفاس عالم القصه والرواية ❀ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=25)
-   -   يوسف عمره 7 سنين شعره كيرلي وأبيضاني وحلو (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=100456)

أُرجُوَان . 27-10-2023 04:12 AM

يوسف عمره 7 سنين شعره كيرلي وأبيضاني وحلو
 
https://up6.cc/2023/10/169836904212181.jpg

ماما أنا جيعان يمّا ، بدّي آكل..


-متخافش حبيبي ، راح اعمل لك قلّاية بندورة..


خرجتُ إلى منزلِ أم محمود ، جارتي المؤقتة ،


بحثاً عن حبّتي طماطم لإسكاتِ جوع يوسف ،


حيثُ أوصيتهُ أن يغلقَ البابَ جيّدا ريثما أعود ،


فأبوه في المشفى يؤدي واجبه ولا أحد بوسعهِ أن يذهب غيري ،


ذهبتُ مسرعة ودعوتُ الله أن يحفظهُ لي..



على بابِ أم محمود طرقتُ عدّة مرّات لكن لم يجبْ أحد ،


فذهبت إلى منزلِ آل المقداد ، على الطرفِ الآخر من الشّارع ،


وكلّي أملٌ أن أجد حبّتي طماطم ليوسف ، حيثُ أكرهُ أن أبتعد عنه ،


لكنّ البيت لم يعد فيه شيءٌ يؤكل ، أيامُ الحرب السّبعة أصعبُ من كلّ شيء..



- كيفك يمّا ، وكيف أولادك ، انشالله ماوصلكم القصف؟


- والله منيحة ، زي ما بتشوفي ، الله يسترها علينا ياحجة..



ردّدتُ الجواب لأم مقداد وسألتها عن الطماطم ،


النّاسُ في الحربِ لا تملكُ ترفَ الأحاديث المطوّلة ،


حيثُ بوسعِ كلّ ثانيةٍ أن تكونَ الأخيرة ، أخذتُ الطّماطم وودّعتُ الحجة..



- ادعيلنا يا حجة ، والله الظروف صعبة زي ما بتشوفي،


مابدناش نطلع على الأونروا ، الوضع هناك كتير صعب زي مابيحكوا..


- الله يسترها عليكم وعلى النّاس ، كلّها أزمة وبتعدّي بعون الله..



ثمّ صوتُ انفجارٍ كبير...



كلُّ ما أذكرهُ أن سحابةً سوداء حجبت كلّ شيءٍ،


لقد أصبتُ بالصمم المؤقت بسبب قوّةِ الإنفجار ،


لكنّ شيئا واحداً كان يشغلُ بالي ، هل يوسف بخير أم لا ؟



ركضّتُ نحوَ الشّارع وأنا أصارعُ لأخذِ نفسٍ بسبب الأتربة والدّخان ،


زحامٌ كبير في مكان القصف ،


والكلّ يصرخ ويساعدُ المسعفين لأخذِ الضحايا ، وكأنها أهوالُ القيامة..



- ياجماعة شفتو يوسف؟ فيكم حدا شاف ولد صغير هون ؟


- يما والله ما بعرف ، المصابين راحوا على الشفا إلحقيهم هناك.



تذكرتُ أبو يوسف ، يعملُ هناك طبيبا ،


لم يعد للمنزلِ من بداية الحرب ، ركبتُ في سيارة الإسعاف للمشفى ،


كلُّ ما أذكرهُ آخر لحظةٍ قبل إغلاق باب السيارة ،


البابُ الذي اغلقتهُ على يوسفْ لم يعد موجودا ،


لقد كنتُ خائفة من أخطارِ الأرض بغريزة الأم الفطرية فأوصدتُ الباب ،


كيفَ لأم أن توصدَ الخطرَ القادم من السمّاء ؟


حتى الخوفُ في الحروبِ يصيرُ مختلفا..



في الطّابق الثاني من مجمّع الشفاء صادفتُ والده ،


ببدلتهِ الخضراء ، مرهقاً من أيامِ الحربِ ودوامِ العمل الذي لا يتوقّف ،


لقدْ وهب حياتهُ للنّاس تلبيةً للواجب..



يوسف يوسف..لم أنطق بأكثر من الإسم ،


لقد فهم سبب وجودي هنا ،النّاسُ لا يأتون للمشفى للتنزّه..



بدأت رحلةُ البحث عن يوسف "يوسف 7 سنين ، وأبيضاني وحلو "

https://up6.cc/2023/10/169836904213932.jpg

هكذا كنتُ أكرّر الأمر على كل من أصادف ، طبيبا أو صحفيا أو مصابا ،


لا يهم ، كل ما أريدهُ هو معرفةُ مكان يوسفْ.



بعدَ عدّة أدوارٍ والبحث في عدّة غرف تعبت،


حاولتْ قدماي رفعي لكنّ خوفي كانَ أثقل ، فارتميتُ على أقرب مقعد..



بينما ذهبَ أبوه يبحث مرّت حياةُ يوسفَ أمام عيني ،


رزقتُ به بعد سنواتٍ من الزواج ، كان بمثابةِ النّعمة في حياتي ،


لكنّه كان جميلاً كالقمر ، فعوّض وجودهُ كلّ حرمان ، فسميّتهُ يوسف ،


ربّيتهُ وكنتُ أتنفسُ به ، كلّ يومٍ من حياتي كان سعادةً جديدة ،


وأنا أرى يوسف يكبرُ بين يديّ ، صار يوسفُ يلعبُ ويتكلم ،


وحانَ وقتُ دخولهِ للمدرسة هذه السنة، لقدْ كان ذلك صعباً علي ،


كيفَ سيكون بوسعي أن أفارقهُ لثمانِ ساعاتٍ كلّ يوم ،


انتظرته أمام البابِ كلّ يومْ ، استقبله بحضني وبقلاية البندورة التّي يحب..



اتركوني لوحدي ، سمعتُ أبو يوسف ينطقها بوجع ،


قفزتُ نحوه وأنا أصرخ يمكن مايكونش هوّ ،


لقد كنتُ أحاول ، لكنّه ولدهُ ويعرفه ،


لايخطئ الأب في توقّع مستقبل ابنه ،


فكيف بالتعرف على ملامحه..



عاطفةُ الأم أخبرتني ، لقد انتهى كلّ شيءْ ،


أردّتُ لحظة وداعٍ أخيرة لكنّهم منعوني ،


أرادوا منّي أن احتفظَ بصورته الجميلة في مخيلتي ،


يوسف الأبيضاني بشعره الكيرلي ، قبلَ أن تشوهه الصـ واريخ..



لا أعرفُ لمن أكتب ، لكنّ حزني كأمّ غيرُ قابلٍ للترجمة ،


فكيف أعبّر؟ كيفَ أشرح سنينَ صبري لقدومِ يوسف ،


لقد كان يوسف العطاء الذّي عوّض حرماني ، فمن يعوّض حرماني من يوسف ؟


لقد ربّيته بحبّ ، حرمتُ نفسي لأعطيه ،


وتحمّلتُ الألم والمعاناة ليعيشَ كطفلٍ طبيعي كأولادكم ،


أغلقتُ عليه الباب لأحميه ، فرحل هو والباب ،


كيفَ للأم أن تحمي إبنها في الحرب..



لقد انتظرتُ يوسف على الباب ليعود من المدرسة كلّ يوم ،


كيفَ لي أن أنتظر بعد الآن ويوسف لم يعد موجودا؟



لقد رحل يوسف وهو جائع


الله يرحمه ويصبر امه وأبوه على فراقه


وربي يرحم جميع الشهداء ويصبر اهلهم




تحيتي ..:ff1 (248):

العتيم 27-10-2023 10:52 AM


..



كل الشكر لك ولجهودك وعطائك
يعطيك العافيه

بُليِتُ بِك 27-10-2023 03:59 PM





/







‏جميعنا لدينا اعتذارات
‏لكُل لحظة سعادة
‏كانوا بِها يبكون
‏لكل لحظة هادئة
‏كانوا بِها يعانون
‏لكُل لحظة نوم هانئة
‏كانوا بِها مرعوبين من صوت الدمار
‏جميعنا ندينُ لهم باعتذارات
‏لأننا مهما حاولنا
‏لم نستطِع
‏أن نقف معًا كقوةٍ كُبرى
‏لأن السلام لم يعد حَلًّا فقط
‏بلّ رجاء.




شكراً لك

أُرجُوَان . 27-10-2023 04:02 PM

-






ممتنة لكم هذا التواجد الراقي
اسعدكم الباري .. :h5:

عَجبْ عَينك 28-10-2023 01:06 PM

يعطيك العافيه عَ الطرح
شكراً لك من القلب

أُرجُوَان . 28-10-2023 05:11 PM

يعطَيك العآفية ..منوره
اسعدني تواجدك
كل الشكر والتقدير ..:h5:

- وَرد. 29-10-2023 01:14 PM

-












سلمت الأيَادي وَ يعطيك العَافية
لرُّوحك إكليل الوَرد https://www.a-al7b.com/vb/images/icons/q54.gif.

غيمہّ فرٌح 29-10-2023 08:02 PM

..https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1%20(12).pnghttps://www.a-al7b.com/vb/images/smi...f1%20(209).gif



يِعَطُيّك العإأآفِيـــةْ ..
عْطائكَ ممُـيزٌورائعَ
بَآقَآتْ مِنْ ألجُورِي
تُعطِر أنفَآسكْ..~~

أُرجُوَان . 29-10-2023 11:40 PM

-






ممتنة لكم هذا التواجد الراقي
اسعدكم الباري ..:ff1 (3):

جوهرة القصيد 31-10-2023 07:45 AM

يعطيك العافية على جمال طرحك
طرح رائع ومميز واختيار موفق
سلمت يمناك لرقي وتميز طرحك
بانتظار جديدك القادم
و دي وجنائن وردي لروحك


الساعة الآن 12:22 PM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant