منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ انفاس الركن الإسلامي ۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الأرواح جنود مجندة (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=30361)

ترانيم عشق 28-06-2020 06:25 AM

الأرواح جنود مجندة
 

في دروب الحياة كثيرًا ما تؤلمنا قساوة البعض علينا،
المواقف تلو المواقف، توجعنا كلماتهم، تؤرِّقنا مواقفهم،
قد نرى أزقة الحياة ممتلئةً بأصحاب الضربات القوية التي تنهال على الآخرين،
نرى ونسمع في صمت،
نتمنى لو أن هناك بعض الأشخاص ينبتون في دواخلنا بذور الأمل، وبساتين الحب في الله،
صديقًا يَمسح تلك اللآلئ الصغيرة،
ويحتوي تلك المواقف الصعبة التي تتوالى على قلوبنا،
وكأن حربًا على وشك الحدوث بداخلنا، صديقًا نستطيع البوح له بكل شيء، فنتشارك معه الأفراح والأتراح، نستيقظ وننام برسالة معطرة بأريج الحب الأُخوي الذي لا يربطه دم أو جينات متوارثة.

ندعو الله أن يمنَّ علينا بصديق أو اثنين تكون أرواحنا مثل الجنود،
تجتمع على حب الله،
وتفترق على حب الله.

قد يكون اللقاء بأحد الأشخاص عابرًا، لكنه يستطيع أن يضيف إلى حياتك جمالًا، وإلى قلبك بريقًا،
فيدخل السرور دون قصد منه إلى يومك.

بعض المواقف التي يفعلها قد تكون بسيطة في عينيه،
ولكنها تحمل كل معاني الفرح،
بل تجعل الحياة لا معنى لها بدون ذاك الصديق،
‏لا شيء يمكنه أن يُفسر الحب في الله وائتلاف القلوب؛ كحديث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام: "الأَروَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ".

نتعرف على هذا وذاك، لكن في حياة كل منا صديق تآلفت الأرواح بيننا، لا نستطيع أن نمضي في أزقة الحياة بدونه، بل لا يكتمل اليوم بدون صباح جميل منه.

قد يستغرب البعض تلك الصداقة القوية والعلاقة المتينة التي نشأت بين اثنين حديثي العهد باللقاء، كيف لهما أن يجمعا معًا كل معاني الإخلاص والحب والوفاء في فترة قصيرة كهذه!

ببساطة شديدة إنهم عطايا من الله لنا، إنهم كدفء الشمس، ونور القمر، إنهم كسفينة النجاة إذا عصفت بنا أمواج الابتلاءات والمحن.

تمنَّيت أن تكون لي صديقة ذات يوم، تجتمع علاقتنا على أساس قوي لا يستطيع أحد أن يفرِّقنا، تكون لي كجدار ثابت ومتين أستطيع الاتكاء عليه متى أوجعتني الدنيا، أُشاركها كل شاردة وواردة، وقد استجاب الله لي، ورزَقني صديقة كأخت، بها ازداد نورُ الطاعة بداخلي.

وهناك بعض الصداقات التي سطَّرها التاريخ، تروي لنا لقاءات جمعت قلوبًا تحابَّت في الله، كعلاقة حب ومودة، مثل التي نشأت بين أبي بكر وعمر، وبين المهاجرين والأنصار، ومثل عمق صداقة الزبير بن العوام وطلحة بن عبيدالله.

صداقة تكون كالتلميذ والأستاذ؛ مثل ابن تيمية وابن القيم، وصداقة الإمامين الشافعي وأحمد.

كم تمنَّينا أن يكون بعض الأصدقاء هم الذين تربطنا بهم تلك الروابط التي هي أقوى من الدم والجينات، رابط لا يعرف عمقَه إلا من كان له صديق كأخ يُحبه في الله، يشد من أزره كلما تقاعست نفسُه عن الطاعة، كلما رآه يبتعد شدَّ على يده بقوة، كلما حزن بادَر وأسرع بإدخال الفرح والسرور على قلبه، كلما احتاج إلى نصيحة كان خير ناصح له، كلما مالت نفسه كان هذا الصديق سندًا وأخًا وفيًّا.

فإذا كان في حياتك شخص جاء إليك ليجعل حياتك مثل عبير الزهور الطيبة، فحافظ عليه وبادِر وأخبِره بأنك تُحبه في الله؛ قال رسول الله صل الله عليه وسلم: (إذا أحبَّ أحدُكم صاحبَه، فلْيأتِه في منزلِه، فلْيُخبرْه أنه يُحبُّه للهِ عزَّ وجلَّ)، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن من عباد الله لأناسًا ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم في الله، قالوا: يا رسول الله، تخبرنا مَن هم؟
قال: هم قوم تحابُّوا برُوح الله، على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم على نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس، وقرأ هذه الآية: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [يونس: 62]؛ رواه أبو داود.

ويقول سبحانه وتعالى: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67]، فاحفَظ تلك الأخوَّة في الله، وكن لصديقك مِرفأَ أمان متى احتاجك وجدَك، فتلك الصداقة هي بذور طيبة بدايتها في الدنيا، ونهايتها شديدة الترابط في الآخرة.

وكما أن هناك بعض الصداقات ذات الوشائج القوية، تجعل العلاقة بين اثنين من أقوى ما تكون، هناك أيضًا صداقات ذات زجاجات فارغة، لا تحمِل بداخلها أي رابطة قوية، ولا أي معنى من معاني الأخوة، فهي سهلة الكسر إن سقطت، سريعة الانتهاء، تفسُد بسرعة رهيبة كطعام انتهت فترة صلاحيته، أو كشعرة رقيقة تَجذبها بقوة أو بلطف، فتنقطع من أقل جذب وشد، علاقة هشة بأقل نسمة من رياح خفيفة عابرة تنهدم، فيفترق كل منهم، فبعض الصداقات تتلاشى في طرفةِ عين، ولو بحثنا عن السبب سنجد أن تلك التفاصيل الدقيقة التي وقفنا أمامها كانت سببًا في انهدام جدار الصداقة، أو لأننا لم نصنَع الأعذار لمن حولنا، أو لعدم كظم الغيظ عند موقف ما، فاحذَر تلك التفاصيل الصغيرة التي تجعلك تخسر صديقًا وفيًّا محبًّا ومخلصًا، فالحياة نادرًا ما تعطينا تلك العلاقة الرائعة.

رتيــــــل 28-06-2020 12:55 PM

الله يعطيك العافيه
سلمت يدينك ربي يسعدك
ماننحرم منك :239:

eyes beirut 28-06-2020 01:06 PM

تسلم ايدك ع الطرح

Reemas 28-06-2020 11:40 PM

يعطيك العافية


لاخلا ولاعدم

أسير الشوق 29-06-2020 01:03 AM

يعطيكِ ألف عافيه على الطرح المفيد
جعله الله فى ميزان حسناتكِ يوم القيامه
وشفيع لكِ يوم الحساب
شرفنى المرور فى متصفحكِ العطر
دمتِ بحفظ الرحمن

احمد 29-06-2020 02:31 AM

بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا

سرالهوى 29-06-2020 02:48 AM

طرح رائع
يعطيك الف عافيه
ماننحرم

اميرو 29-06-2020 09:56 AM

شكراً لك من آلقلب علىَ هذاَ آلعطآء
بِ آنتظآر جديدك آلعذب وآلمميز
حفظك الباري.

‏‏نبُض جآمح ❥ 29-06-2020 05:56 PM

جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك

صدى الشوق 30-06-2020 03:38 AM

موضوع قيّم
ربي يجزيك النعيم


الساعة الآن 07:28 AM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant