منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ انفاس الركن الإسلامي ۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الفرار إلى الله عز وجل (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=26482)

غيمہّ فرٌح 13-05-2020 01:54 AM

الفرار إلى الله عز وجل
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين؛ أما بعد:

فربنا جل جلاله رحيم بعباده، ومن رحمته سبحانه وتعالى بعباده أن ينزل بهم الشدة مما يُلجِئهم إلى الإنابة إليه، والتوبة مما هم عليه من خطايا وآثام؛ قال العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله: "ورحمته تعالى سبقت غضبه وغلبته، وظهرت في خلقه ظهورًا لا ينكر ... وعلم تعالى من مصالحهم ما لا يعلمون، وقدَّر لهم فيها ما لا يريدون، وما لا يقدرون، وربما أجرى عليهم مكاره توصلهم إلى ما يحبون، بل رحمهم بالمصائب والآلام".

فالله جلت قدرته قد يقْدر ما تحصل به الشدة في معايش الناس بنقصها، وقد يقدر الشدة في أنفس الناس بظهور الأمراض والأوبئة جزاء بعض أعمالهم؛ رجاء أن يرجعوا إليه بالتوبة، والإنابة، فالكافر باعتناق الإسلام، والعاصي المسلم بالرجوع إلى الله؛ فتصلح أحوالهم، وتستقيم أمورهم، وهذا من رحمة الله عز وجل بهم؛ قال الله عز وجل: ﴿ وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الزخرف: 48]؛ قال العلامة السعدي رحمه الله: "لعلهم يرجعون إلى الإسلام ويذعنون له، ليزول شركهم وشرهم".

وقال سبحانه وتعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41]؛ قال العلامة العثيمين رحمه الله: "العقوبات قد تكون سببًا للرجوع إلى الله؛ لقوله تعالى: ﴿ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41]

وقال الله جل وعلا: ﴿ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [السجدة: 21]؛ قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "قال ابن عباس: يعني بالعذاب الأدنى: مصائب الدنيا، وأسقامها، وآفاتها، وما يحل بأهلها مما يبتلي الله به عباده ليتوبوا إليه"، وقال العلامة السعدي رحمه الله: "ولما كانت الإذاقة من العذاب الأدنى في الدنيا قد لا يتصل بها الموت، أخبر تعالى أنه يذيقهم ذلك؛ لعلهم يرجعون إليه، ويتوبون من ذنوبهم".

والناس عندما يصابون بشيء من عذاب الله في الدنيا؛ منهم من يرجع إلى ربه، ومنهم من يبقى على غيه وضلاله، نسأل الله السلامة، ففرعون وملؤه من قومه أُصيبوا بأنواع من العذاب في الدنيا؛ قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: "أرسل الله على آل فرعون الجراد والقُمَّل والضفادع والدم، أربع آفات، الجراد يفسد الزروع بعد خروجها ويأكلها، القمل يفسد القوت إذا حُصد وأُدخل جاءه القمل وهو السوس الذي يتلفه ... والضفادع بالماء امتلأت مياههم ضفادع، حتى إن الإنسان لا يستطيع أن يشرب الماء بسبب الضفادع والعياذ بالله، والدم: الصحيح أن المراد به النزيف". ومع هذه العقوبات الدنيوية الشديدة ما تابوا ولا أنابوا إلى ربهم؛ قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "ما رجعوا عن غيهم وضلالهم، وجهلهم وخبالهم". ولم يقف الأمر عند هذا، بل إنهم ضحكوا وسخروا من الآيات التي جاء بها موسى؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ ﴾ [الزخرف: 47]، نسأل الله السلامة من حالهم.

ومن الناس من إذا أُصيب بعذاب الدنيا، رجع عما كان عليه من ضلال، فقد رجع بعض قوم قريش بعد أن أُصيبوا بعذاب الدنيا؛ قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: "منهم من رجع، ومنهم من لم يرجع، فإن قريشًا أُصيبوا بالجدب والسنين والقتل ببدر؛ فقد قُتِلَ شُرفاؤهم، والأسر أيضًا، ومع ذلك منهم من رجع، ومنهم من لم يرجع، فمن أراد الله له النجاة، أحيا قلبه بهذه المواعظ فرجع، ومن طبع الله على قلبه، بقي على ما هو عليه ولم يرجع".

اللهم اجعلنا ممن أحييت قلبه فاعتبر واتعظ بما يحدث حوله، فرجع إليك، وأناب إليك، وفر إليك؛ قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾ [الذاريات: 50]؛ قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: "يقول تعالى ذكره: فاهربوا أيها الناس من عقاب الله إلى رحمته بالإيمان به، واتباع أمره، والعمل بطاعته"، وقال الإمام البغوي رحمه الله: "﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ﴾: فاهربوا من عذاب الله إلى ثوابه، بالإيمان والطاعة"، وقال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: "﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ﴾ بالتوبة من ذنوبكم؛ والمعنى: اهربوا مما يوجب العقاب من الكفر والعصيان إلى ما يوجب الثواب من الطاعة والإيمان".

اللهم اجعلنا وجميع المسلمين ممن يهرب من عقابك وعذابك إلى ما يوجب رحمتك؛ قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: "الناس لا يعاقبون إلا بأسبابهم؛ لقوله: ﴿ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ﴾ [الروم: 41]، فيتفرع عن ذلك أن من أراد أن تُرفع عنه العقوبة فليتب إلى الله؛ فإن التوبة من أسباب رفع العقوبة وجلب المثوبة ... فالعقوبات قد تكون سببًا للرجوع إلى الله؛ لقوله تعالى: ﴿ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41] ... وكم من إنسان صارت عقوبته بالضراء سببًا لرجوعه إلى ربه!".

اللهم اجعل فيما أصابنا صلاحًا لنا ولجميع المسلمين، يا رحمن، يا رحيم
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

عز الخوي 13-05-2020 01:56 AM

آآبدعتي بطرحك وذوقك
ومهمآ عبرت لن آوفيك حقكِ
ولاتحرمينا من عطاءك
دمتي بخير وعافية
تح ـاآتي لك

- سِيمَــا. 13-05-2020 02:55 AM

-







سَلَمِتْ أٌنآملِـك عَلَى الـآنتقآء آلمميز
لـآحُرمنًآ آلمولى هًذآ الهطًول آلجمَيل
لروَحِك وردَة فرحَ.

ذُّهُـــولِ 13-05-2020 10:47 AM

-






آلله يجزآك خير ويكتب آجرك..
لروحك آحلى جوريهه ..:rose::h5:

eyes beirut 13-05-2020 01:49 PM

تسلم ايدك ع الطرح

أسير الشوق 14-05-2020 12:37 AM

اللهم اجعلنا وجميع المسلمين ممن يهرب من عقابك وعذابك إلى ما يوجب رحمتك
اللهم آمين


بورك فيكِ
وجزاكِ الله كل خير
وأنار قلبكِ وطريقكِ بنور الهداية والإيمان
طرحتِ فأبدعتِ كتب الله لكِ أجر هذا الطرح
دمتِ في حفظ الله ورعايته

صدى الشوق 14-05-2020 04:57 PM

موضوع قيّم
ربي يجزيك الخير

اميرو 14-05-2020 08:57 PM

جزآآك الله خيـــر على الطرح القيم
وجعله الله في ميزآآن حسنآآتك

الــوافــي 14-05-2020 11:56 PM

جزاك الله خير
طرح رآقي گ روحـگ
لآعدمنا جمآل ذآئقتگ
تحية صادقه من الاعماق
وبآنتظار جديد آبداعكگ دائمآ
ودي لگ

رُواء 16-05-2020 11:29 PM

_



جزاك الله جنةٌ عرضها السموَات والأرض
و لاحرمك الأجر :ff1 (35)::-ff1 (8):


الساعة الآن 08:35 AM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant