منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ انفاس الركن الإسلامي ۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   وحسبك أن الله أثنى على الصبر (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=40844)

فاتن 18-11-2020 08:44 AM

وحسبك أن الله أثنى على الصبر
 






وحسبك أن الله أثنى على الصبر


الصبرُ مفتاحٌ عظيمٌ للمجْد والشرف، ومرْهمٌ عجيبٌ لكلّ جُرحٍ وألمٍ، وطريقٌ موصلٌ إلى المعالي والقمم، إنّه خُلقُ الأنبياء الكرام عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، ودأبُ الصالحين الصادقين، ومن أنبل صفات الناجحين والموّفقين.



والصبر سببٌ لرفع الدرجات وتكفير السيئات ومحو الذنوب والخَطِيئَات، وهو أساسُ السعادة وعنوانُ الفضيلة وبصيصُ الأمل في ظلمة الليل الحالك، شبّههُ البعضُ بشجرةٍ جذُورها مُرّةٌ ولكنّ ثمارَها شهيّةٌ، وهو خيرُ عطيّة وأجملُ هِبةٍ وأجلّ نعمةٍ، وفي الحديث: (وما أُعْطِيَ أحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ)؛ "صحيح البخاري": 1469.



وقد حثّ الله تعالى عباده المؤمنين على الصبر في قوله تعالى: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾ [البقرة: 45].



حيث "أمرهم أن يستعينُوا في أمورهم كلّها بالصبر بجميع أنواعه، وهو الصبرُ على طاعةِ الله حتّى يؤدّيها، والصبر عن معصية الله حتى يتركها، والصبر على أقدار الله المؤلمة فلا يتسخّطها " تفسير السعدي، ص: 42.



وتتّضحُ أهميّة الصبر ومنزلته العظيمة في الإسلام من كثرة ورود كلمة الصبر ومشتقاتها في القرآن الكريم، فذكر أنّه سبب للإمامة في الدين: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ﴾ [السجدة: 24] وأنه من صفات المؤمنين ﴿ وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 12]، وأنّ أجرهم بغير حساب ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]. وبيّن نماذج لصبر الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، فقال عن أيوب: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ﴾ [ص: 44] وقال بلسان يعقوب: ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ﴾ [يوسف: 18] وعن إسماعيل: ﴿ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الصافات: 102]، وعن المرسلين بشكل عام: ﴿ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا ﴾ [إبراهيم: 12].



سأصبرُ حتّى يعلم الصبر أنّني *** صبرتُ على شيءٍ أمرّ من الصبر



ولقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم أسوة عظيمة ومثالا يحتذى للصبر الجميل، يصبر على أذى قومه، ويتحمّلُ جفاءَ الناس، ويربطُ الحجر على بطنه، وينامُ على الحصير فيؤثّر في جسده، ويعيشُ على الكفاف في حياته، تقول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها:" والله يا ابنَ أخْتي إِنْ كُناّ لَنَنْظُرُ إلى الهلالِ، ثمّ الهلالِ ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ في شَهْرَيْنِ وَما أُوقِدَ في أَبْيَاتِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ نَارٌ" صحيح مسلم: 2972، كما كان صلى الله عليه وسلم يصبر على فراق الأحبة، والمرض، وكان يُوعك وعكًا شديدًا كما يُوعك رجلان، ويصبرُ على الطاعة حتَّى تتَفطَّرَ قَدمَاهُ.



وبالصبر ينال الإنسان آماله ويحقّق مراده ومُناه، ومن يتصبّر يصبّره الله، ومن صبر ظفر:

لأستسهلنَّ الصعبَ أو أُدركَ المنى *** فما انقادت الآمال إلا لصابر



وعاقبة الصبر محمودة وهي السعادة وانشراح البال وزوال الهمِّ والغمّ، والحصول على نصر الله وتأييده:

الصبرُ مفتاح النَّجاح ولم نجد *** صعبًا بغير الصبرِ يبلغه الأمل



والصبر بمنزلة الرأس من الجسد، ولا يصلح للصبر إلا واسع الصدر، وهو سببٌ لحبّ الله تعالى لعبده، وقُربه منْه، يقولُ ابن الأعرابي:

صبرتُ وكان الصبرُ مني سجيةً *** وحسْبُك أنَّ الله أثنَى على الصَّبرِ



ومن أنواع الصبرِ الصبرُ على التأهيل والنبوغ العلمي والنضوج الفكري وعدم التصدر قبل الوقت، ففي المثل إنّك لا تستطيع أن تزرع البذرة وتحصد في نفس اليوم؛ فرومًا لم تُبن في يومٍ واحد، ومن الملاحظ أن الكثير من طلبة العلم يفسدون فرحة العلم والطلب بالاندفاع والتسرع والعجلة فيحبّون الظهور السّريع، والشهادات السريعة، وإضافة حرف د. إلى أسمائهم ولو من جامعة وهمية، كما أن البعض يحبّون التشيّخ السريع (أن تُكتب كلمة الشيخ قبل اسمه) والتّصدر للفتوى وتصنيف الناس والحكم عليهم، ولم يعرفوا أننا بحاجة إلى الحكمة والعدل والصبر والحلْم قبل التصدر للفتوى، فطريق المجد لا يفرش بالورود والزهور، والأماني والأحلام، بل بالصبر والمثابرة و الجد والاجتهاد وبذل الغالي والنفيس من العمر والوقت:

تمنيت أن تمسِى فقيها مناظرًا
بغير عناء فالجنون فنون
وليس اكتساب المال دون مشقّة
تكبَّدتها فالعلم كيف يكون؟


والصبر مفتا الفرَج، وهو وراء كل عمل عظيم ومشروع عملاق وتطوير ملموس، فما نراه من الدول المتقدمة والشركات الكبيرة والمشاريع الضخمة والتقنيات السريعة ليس وليدة يوم وليلة، لكنه نتيجة صبر وتفان واستمرار ومثابرة وهمّة وثبات لأشخاص جعلوا الصبر والبذل والعطاء والتضحية في الحياة وحبّ العمل والإنجاز شعارهم وعملهم فكانوا رجالًا وقادة وأبطالًا.



لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أنتَ آكلُه *** لن تبلغَ المجد حتى تلعَق الصَّبِرا



ومن مجالات الصبر، ضبط النفس عن الضجر عند المكاره، وعن السأم والملل عند القيام بأعمال تتطلب المثابرة، وعن العجلة والتسرع عند القيام بأعمال تحتاج إلى وقت، وعند الغضب والطيش، وامتناع النفس عن اتباع الشهوات والملذات، والصبر عن الطمع والجشع وغير ذلك.



باختصار عن "الأخلاق الإسلامية"، لعبد الرحمن حبنكة الميداني (2 /294)، واعتمدت على "موسوعة الدرر السنية".



شمعة أخيرة:

الصبر والمثابرة وبذل الجهد، وقبول التحدّي، والتّحمل والتجلّد يصنعُ العجائب مثل قطرات الماء التي تشقّ طريقها على الحجر الصلب وتغيّر شكله، فكن صبورا، متأنيا، غير مستعجل، ولا تندفع، ولا تسبق الأحداث، ولا تحاول أن تقطف الثمرة قبل نضوجها، ولا تتصدر قبل أن تتأهل، فمن طلب الشيء قبل أوانه عُوقب بحرمانه.


إني رأيتُ وفي الأيَّامِ تجربةٌ
للصَّبرِ عاقبةٌ محمودةُ الأثرِ
وقَلَّ مَنْ جدَّ في أمرٍ يؤمِّلُه
واستصحبَ الصَّبرَ إلا فاز بالظَّفَرِ




-
https://www.hamsatq.com/kleeja/uploa...7261162868.jpg










هيبة مشاعر 18-11-2020 09:31 AM

جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك
لاحرمك الله الاجر

ياسمين 18-11-2020 03:06 PM

جزاك الله خير
يعطيك العافيه

بُليِتُ بِك 18-11-2020 10:21 PM



/






جزاك الله خيراً
وَ جعلها الله في ميزان أعمالك
شكراً لك

Reemas 18-11-2020 11:22 PM

الله يعافيك ويسلمك

على هالطرح المميز


وعساك على القوة

غيمہّ فرٌح 19-11-2020 12:30 AM

جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ

أسير الشوق 19-11-2020 12:57 AM

اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد
وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك
وأسألك قلباً سليماً ولسانا صادقا
وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم
وأستغفرك لما تعلم

ثبًت الله قلبك على الطاعه
وجمل حالك بالستر والقناعه
وجعل القرآن رفيقك في كل ساعه

ابو الملكات 19-11-2020 10:09 PM

جزاك الله خير ورحم والديك وانار قلبك وعقلك بنور الايمان وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك وجعل الجنة مثواك امين يارب

sumayah 20-11-2020 12:14 PM

بآرك الله فيك وجزاك الله خير
طرح رآئع سلمت الأنآمل
الله يعطيك الصحة والعآفية

fadak 22-11-2020 01:17 AM

الله يعطيك العافيه
جزاك الله كل خير
سلمت يمناك ..


الساعة الآن 11:16 AM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant